افتتحت الفنانة سامية الحلبي معرضها الفني بصالة غاليري أيام بدمشق، وتحدثت الفنانة سامية لموقع (eSyria) عن طريقتها في رسم لوحاتها واستخدام هندسة الطبيعة والإيقاع في ذلك،

قالت: في البداية إن جمال التجريد والتناظر في الفن العربي جعلاني أنحو باتّجاه تقدير الهندسة الأنعم والأكثر تعقيداً للنمو الطبيعي، فأوليت اهتماماً أكبر لهندسة الإنتاج البشري في عمارة المدن وتراكمها المعرفي، فرحت ألاحظ اقتصاداً طبيعياً في الكيفية التي تبني بها الإنسانية باستخدام زوايا قائمة، فقوى الطبيعة وتضاريس الأرض تؤثر في الخطة البشرية الإنسانية.

ولقد سمح لي التجريد أن أقدر الأشياء المتشابهة في العالم، فالطرقات تضفي الحياة على تجمعات الأبنية كما هو حال العروق بالنسبة للخلايا في أوراق الشجر فالشرائح بأوراق الأشجار تشبه تجمعات الأبنية في المدن والعروق تشبه الطرق، هذا الأمر ترك نفوذه على خطواتي الأولى فابتعد عن الهندسة البسيطة، ولقد بات رسمي باستخدام المبادئ الموجودة بالطبيعة وبالنشاطات الإنسانية وذلك كي أوجه ترتيب ضربات الفرشاة في الرسم بحيث أقلد مبادئ الحركة عوضاً عن الكيفية التي تبدو فيها الأشياء من خلال عدسة الكاميرا.

وأضافت: رغم أن الإيماءة الآلية في الرسم يمكن أن تنتج عملاً عظيماً، إلا أني أرغب في جعل اللوحات مضبوطة بقدر طلاقة الطبيعة، ورغم أن أعمالي تبدو وكأنها قد أضحت أقل إحكاماً على مرّ السنين فهي بواقع الأمر باتت ذات هندسة أكبر وفهم متعمق أكثر للأشياء التي نراها، وأنا أسعى جاهدة إلى مضاهاة مفاجآت الطبيعة وقدرتها على التباين والحركة والنمو والانبعاث والاضمحلال.

الدكتور راتب الغوثاني أستاذ علم الجمال بكلية الفنون الجميلة اعتبر لوحة (نسبية النور والظلام) من أهم اللوحات في المعارض من خلال قدرة الفنانة على التواصل بين الدلالات والأحاسيس التي يتخللها الألم، فهي تعبر عن هذه الحالة بالإرهاصات اللونية وتكشف الغطاء عنها في تجسيد الغربة والعزلة والفراق التي مرت به الفنانة، ونلاحظ تداخل اللونين الأسود مع الأبيض مثل رقصة (زوربا) في تعبيرها عن الألم، أما الفرح فنلاحظه في بعض اللوحات التي تتحدث عن جمال الطبيعة من خلال امتزاج الألوان وضربها لفرشاتها على اللوحة لتشكل مفرقعات لونية جميلة وكأنها رقصة (لوركا) السعيدة.

ومن طلاب معهد أدهم إسماعيل للفنون التشكيلية تحدث الشاب فايز عاكوب عن الفنانين بتقسيمهم إلى نوعين: نوع يسقط ما بداخليته على اللوحة من دون إعطائها لفته جمالية، ونوع يسقط ما بداخليته على اللوحة ويعطيها الجانب الجمالي حتى ولو كان الموضوع المرسوم يمثل (الألم)، وتنتمي الفنانة سامية إلى النوع الثاني من الفنانين، ويمكن أن نجد هذا ممثلاً بلوحة (شجرة في ضوء الشمس) من خلال إضاءة الودود في الظلام القاتم والإيحاء بلون الربيع الدافئ فيها.

وأعجبت السيدة جهينة سماوي بلوحة (ليالي المدينة) لما فيها من خاصية النطق والتكلم عن سير حياة الأشخاص والناس في المدن الكبيرة من دون فلسفة اللوحة مع أنها تستخدم ألواناً متضاربة وغير منسجمة بالرسم لكن تحوي في الوقت نفسه تكاملاً لونياً وجمالياً وهذا ما يميز الفنانة سامية الحلبي من غيرها من الفنانين.

سامية الحلبي من مواليد القدس عام 1936 وتقيم الآن في الولايات المتحدة الأميركية وشاركت في كثير من المعارض الدولية على مستوى العالم، وفي دمشق شاركت بمعرض للوحاتها الفنية عام 1997 بصالة غاليري أتاسي، وعام 2008 بصالة غاليري أيام.

وفي النهاية سألنا الفنانة عن طموحها فقالت: أحب أن أكون أفضل فنانة بالعالم لأثبت وجودنا العربي والفلسطيني على كافة مستويات الفن والأدب والإبداع بشتى أشكاله، وعن رسالتي أقول (ضعوا حداً لإسرائيل).