إحياء التراث الفلكي العربي إحدى القضايا التي تتبناها جمعية هواة الفلك السورية، ولهذا الغرض دعت الجمعية إلى محاضرة بعنوان (علماء الفلك العرب – البتاني ) في المركز الثقافي العربي

( كفرسوسة ) ألقاها المهندس: حسين سيوفي ( باحث في التراث الفلكي العربي – عضو في جمعية هواة الفلك السورية – رئيس لجنة رصد الأهلة ) .

بدأ م .السيوفي محاضرته بالحديث عن أهمية دور العرب في علوم الفضاء والفلك، واستعرض أسماء مجموعة من العلماء الفلكيين العرب، وأوجز أبرز إسهاماتهم في هذا العلم ( ابن الشاطر – البيروني – الطوسي- ابن سينا – الفرغاني ...) تمهيداً للحديث عن البتاني ...

البتاني

هو ابن عبد الله محمد بن سنان بن جابر الحراني المعروف باسم البتاني, ولد في حران, وتوفي في العراق, وهو ينتمي إلى أواخر القرن الثاني، وأوائل القرن الثالث للهجرة. وهو من أعظم فلكيي العالم ,إذ في هذا الميدان نظريات مهمة ,كما له نظريات في علمي الجبر وحساب المثلثات.

اشتهر البتاني برصد الكواكب وأجرام السماء, وعلى الرغم من عدم توفر الآلات الدقيقة كالتي نستخدمها اليوم فقد تمكن من إنجاز أرصاد مازالت محل إعجاب العلماء وتقديرهم. اكتشف فوهة على سطح القمر مازالت معروفة باسمه إلى الآن Albatanious.

ومن أهم منجزاته الفلكية إصلاح قيم الاعتدالين الصيفي والشتوي, وعّين قيمة ميل البروج على فلك معدل النهار ( أي ميل محور دوران الأرض حول نفسها على مستوى سبحها من حول الشمس ). ووجد أنه يساوي ( 23درجة و 35 دقيقة) والقيمة السليمة المعروفة اليوم هي 23 درجة ,وقاس أيضاً طول السنة الشمسية, وأخطأ في مقياسها بمقدار دقيقتين و22 ثانية فقط , كما رصد حالات عديدة من كسوف الشمس، وخسوف القمر.

له بيت معروف في الرقة استخدمه كمرصد( تسعى جمعية هواة الفلك السورية لترميمه و تحويله إلى متحف) .

خطط الجمعية المستقبلية

في ختام المحاضرة أشار المهندس محمد العصيري( رئيس جمعية هواة الفلك السورية )لأهمية الحفاظ على التراث الفلكي العربي وإحيائه، وتعريف عامة الجمهور به، وعرض لجهود الجمعية في هذا المجال. وفي لقاء خاص ل E Damascus تحدث م. العصيري عن استعدادات الجمعية لمناسبة اختيار دمشق عاصمة للثقافة العربية للعام 2008حيث ستقوم الجمعية بطباعة كتاب عن ابن الشاطر ( عالم الفلك الدمشقي )، وتنظيم مؤتمر مصغر حول التراث الفلكي العربي يتناول

( ابن الشاطر – البتاني – تقي الدين الراصد)، إضافة إلى رحلة لمرصد قبة السّيار( على جبل قاسيون – أحد المراصد الهامة في التاريخ العربي )، وليالي رصد فلكية لعامة الناس، وسيعرض في هذا المناسبة إسطرلاب أثري عمره أكثر من ستمائة عام ( لنصير الدين الطوسي عام 1334م) تعود ملكيته لأحد أعضاء الجمعية. وعن مناسبة اختيار اليونسكو للعام 2009م عاماً عالمياً للفلك قال محمد العصيري ( نسعى إلى جعل العام 2009 عام ابن الشاطر بالتنسيق مع ايطاليا ( صاحبة الاقتراح في تسمية العام القادم العام العلمي للفلك )، ونعمل على ترميم مزولة ابن الشاطر( مزولة عظيمة كانت موجودة في ساحة الجامع الأموي، وما تبقى من أجزائها معروض اليوم في حديقة المتحف الوطني بدمشق )، سيكون الترميم بالتعاون مع مهندسين معماريين و خبراء أثريين على أساس المخططات الأصلية لها و الموجودة في فرنسا...)

ابن الشاطر

هو أبو الحسن علاء الدين علي بن إبراهيم بن محمد الأنصاري. عالم رياضيات وفلك اشتهر في القرن الثامن الهجري/الرابع عشر الميلادي. ولد في دمشق وقضى معظم حياته في وظيفة التوقيت، ورئاسة المؤذنين في المسجد الأموي ، ونال شهرة عظيمة بين علماء عصره في المشرق والمغرب كعالم فلكي. وصنع آلة لضبط وقت الصلاة سماها "البسيط" ووضعها في إحدى مآذن المسجد الأموي في دمشق(مئذنة العروس ومازال يوجد نموذج مماثل لها في نفس المئذنة إلى الآن).

جمعية هواة الفلك السورية :

جمعية أهلية حديثة أسسها مجموعة من الشباب المهتمين بعلم الفلك لها عدة أهداف منها : نشر الثقافة الفلكية بين الفئات الاجتماعية المختلفة إحياء التراث الفلكي العربي، السعي لإدخال مادة الفلك في المناهج التدريسية... عدد أعضاء الجمعية يناهز الثلاثمائة عضو من مختلف الشرائح العمرية و المستويات التعليمية هذا ما لاحظناه في الحضور الذين كان معظمهم من الشباب

(الكل يتحدث عن الجمعية بحماس، وباهتمام ملفت للنظر، والعلاقات بين الأعضاء تتميز بالحميمية كما لو كانوا أسرة واحدة). تسعى الجمعية لتحقيق أهدافها من خلال الأنشطة المختلفة التي تنظمها (محاضرات- مؤتمرات- رحلات رصد فلكي ....) .