في خضم المتغيرات الإقليمية والدولية الهامة والتي تستدعي دعم الروابط بين الجانبين العربي والإيطالي في المجالات المختلفة وخاصة في مجالات التعاون الثقافي لتحقيق أهداف التنمية في مجتمعاتها الأمر الذي دعاهما إلى التقارب والتعاون من خلال المشاريع الثقافية المشتركة.

حيث عقد في خان أسعد باشا بدمشق مؤتمر يسبق افتتاح معرض (فنانون عرب بين إيطاليا والمتوسط)، والذي يهدف إلى تسليط الضوء على النتاج الفني لفنانين عرب عاشوا واستلهموا من فكر الفن التشكيلي الإيطالي. هذا المعرض سيقام برعاية وزارة الخارجية الإيطالية، جامعة الدول العربية، المركز الثقافي الإيطالي في دمشق وهيئة دمشق عاصمة الثقافة العربية 2008. السيدة غابيريلا فورتوناتو مديرة المركز الثقافي الإيطالي بدمشق أكدت لنا أن هدف إقامة هذه النوعية من المعارض هو تبيان عمق العلاقات التاريخية بين العرب والإيطالين فقالت لنا: " نهدف لإعطاء صورة جميلة عن عدد من المدن العربية مبتدئين بدمشق حيث أن المحطة التالية للمعرض هي بيروت والقاهرة". وأشارت فورتوناتو في حديثها إلى عدد من القواسم المشتركة بين الفنانين العرب والإيطالين بقولها:" الفنانون العرب والطليان يوجد بينهما الكثير من التشابه أولها السعادة في الحياة وتذوقها ولونها، إضافة إلى امتلاكهم لأفكار منطقة البحر المتوسط وطريقة العيش، هذا المعرض هو فرصة لعرض النتاج الفني للفنانين الذين التقوا في العديد من القضايا، هؤلاء الفنانين الذين عاشوا في إيطاليا ".

أما السيدة مارتينا كورنياتي المشرفة على تنظيم المعرض أشارت إلى أن المعرض والعمل على إنجازه كان خطوة مهمة في حياتها تطلبت منها الكثير من الجهد، مشيرة أن الحوار هو حقيقة والثقافة لا تستطيع أن تعيش بمعزل عن الثقافات الأخرى. وأضافت كورنياتي أن اختيار مشاركات وأعمال لفنانين عرب من سورية، بيروت والقاهرة ليس لأنها الوحيدة بل هناك أعمال مهمة لفنانين من العراق والمغرب، ولكن لأننا وجدن أن هناك تأثر واضح بالفنانين الإيطاليين من قبل فناني المدن الثلاث التي سيقام فيها المعرض. الدكتور الياس الزيات (عضو هيئة دمشق عاصمة الثقافة) استعرض في كلمة موجزة له مكانة سورية التاريخية والحضارية وكيف أنها كانت ملتقى الفنون، مستعرضا مراحل تاريخ تطور الفن والنهضة الثقافية في سورية، مبدي إعجابه بهذه النوعية من النشاطات التي تساهم في تنشيط الحركة الثقافية.

مديرة المركز الثقافي الإيطالي بدمشق- غابرييلا فورتوناتو

كما التقينا السيد صالح بركات (باحث في دراسات الفن التشكيلي) وهو أحد المساهمين في تنظيم المعرض مع السيدة كورنياتي قال لنا:" المعرض هو فرصة لاطلاع الغرب على أعمال وإبداعات فنانينا العرب وهو نافذة لإظهار الوجه الحضاري للعرب ".

بإجماع الجميع أنه يتوجب على الفن أيضا طرد أرواح عدم التسامح والجهل، الأمر الذي يتطلب منا أن نوفر له المساحة والاهتمام المناسب كيما يتابع نموه ووجوده باعتباره لغة قادرة على التعبير بأسلوب متفرد.

مارتينا كورنياتي المشرفة على تنظيم المعرض

من الجدير بالذكر أن المعرض سيفتتح في خان أسعد باشا في 26 من شهر شباط الحالي وسيستمر حتى 10 آذار المقبل.