افتتح على مسرح المعهد العالي للفنون المسرحية- المسرح الدائري- عرض مسرحية النورس للمخرج الهنغاري الشاب أرباد تشيللينغ عن الكاتب الروسي أنطون تشيخوف.

وقد استمرت المسرحية ثلاث ساعات وهي تتحدث عن شاب متمرد كونستنطين تريبليف محاولاً أن يصبح كاتباً مسرحياً موهوباً تيمناً بزوج أمه بوريس تريفورين الذي يكن له الحقد والكراهية، ففي بداية العرض يكون جميع الممثلين مجتمعين معاً رجالاً ونساءً يعيشون، يحبون، يمثلون، يكذبون على أنفسهم ويسمحون للآخرين بالكذب عليهم يتوقون للسعادة، للحب، للنجاح ولكنهم في النهاية لا يجدون إلا الفشل، ففي نهاية الفصل الرابع وبعد مضي عدة سنوات يكتشفون أن الأمر سيان سواء أكانت الأشكال جديدة أم قديمة، ونلاحظ أن عدد الممثلين قلص إلى حده الأدنى فلم يبق سوى شخصين على المسرح.

لغة المسرحية لغة مبسطة للغاية والممثلون كانوا متفاعلين مع الشخصيات التي يمثلونها أمام الجمهور بالإضافة إلى الأسلوب الساخر، والسخرية ليست بهدف التسلية أو التخفيف من حدة التوتر كلما اشتعلت الأحداث وبلغت ذروتها، وإنما هي سخرية تهدف إلى الكشف عن العيوب الاجتماعية محاولين أولاً وأخيرا إصلاح المجتمع سواء بأسلوب ساخر أو جاد.

ويأتي هذا العرض ضمن احتفالية دمشق عاصمة للثقافة العربية، والعرض يعتبر من أهم التجارب المسرحية والفنية العربية والعالمية، وتشكل زيارة تشيللينغ إلى سورية حدثاً استثنائياً بامتياز.

يعتبر أرباد تشيللينغ من أهم المخرجين الشباب في أوروبا، حيث لاقت تجاربه اعترافاً نقدياً مرموقاً وحصلت أعماله على العديد من الجوائز في أهم مهرجانات وملتقيات أوروبا، من أهم الأعمال التي أخرجها مع فرقة كريتاكور: عرض «الممسوس» المقتبس عن مسرحية آرثر ميللر، وعرض «سيرك العمال» المقتبس عن مسرحية جورج بوشنير فويتسيك وعروض أخرى.

ويستمر عرض المسرحية لغاية 14 شباط، ويبدأ عند الساعة الثامنة مساءً، ويقدم العرض باللغة الهنغارية مع ترجمة إلى اللغة العربية.