في إطار احتفالية دمشق عاصمة الثقافة العربية 2008م تفتتح صالة عشتار معرض الفنان "نعيم اسماعيل" بمناسبة الذكرى التاسعة والعشرون لرحيله وذلك في تمام الساعة السادسة من مساء يوم الخميس 17/1/2008م

ويستمر المعرض لغاية 31/1/2008م ومن الجدير بالذكر أن الفنان "نعيم إسماعيل" مصور عربي سوري مارس التصوير الزيتي وفن الفسيفساء والرسم الصحافي والإخراج الفني وقدم فناً حديثاً بروح عربية. وكان على صلة بالزخارف العربية والتراث الفني العربي، وقد التقى مع شقيقه أدهم في الأهداف، واختلفا في المصادر والمعالجة.

ولد نعيم في أنطاكية عام1930،وتوفي في دمشق عام1979، وكانت موهبته الفنية المبكرة خير دافع له ليتابع الدراسة في اسطنبول في المدة ما بين 1949 و 1953 بإشراف أخيه عزيز (ولد عام 1927) الذي كان قد سبقه إلى دراسة الفن وأقام هناك إلى عام 1962. لكن نعيم لم يكتشف نفسه إلا حين نزح إلى دمشق عام 1955 وتعرف أحياءها القديمة وما تحفل به من زخارف عربية، وما في هذه الزخارف من إمكانات.

تدل لوحاته الأولى، في دمشق، على بداية رؤية فنية خاصة، وعلى بداية تكوين مفهوم جديد للشكل الفني يستمده من الزخارف التي غدت لديه تمثل جوهر الأشياء. وتمثل لوحته «بائع البطيخ» (1956) تعبيراً واضحاً عن هذا الأسلوب الخاص.

كانت القضية الجوهرية التي تهم نعيم إسماعيل أن يجعل «الزخرفة» التي كانت زينة للأشياء، قادرة على التعبير عن الموضوعات الإنسانية والاجتماعية والسياسية لتصبح تصويراً، بالمعنى الدقيق للكلمة، بعد أن يدخل عليها التعديلات الفنية لتكون لغة حديثة تقوم على جذور في التراث العربي. لهذا حذف التكرار الرتيب منها، واستعاض عنه بالمفاجأة، وجعل الوحدات الزخرفية تتناسق وفق مفاهيم التصوير وما فيها من بعد وقرب، وعلاقات بين المساحات، وتناغم بين الألوان.