تبعد عن دمشق حوالي 110 كم شمالاً، وهي آخر مدينة من منطقة القلمون التابعة لمحافظة ريف دمشق، تقع فوق هضبة تتدرج أرضها بالارتفاع غرباً نحو سفوح جبال لبنان الشرقية، وتحيطها سهول جرداء تتخللها نواصر الماء المنحدرة من تلك السفوح، ترتفع حوالي 1300 م عن سطح البحر، ولقد سميت "بقارة" كونها موجودة فوق هضبة، هذه التسمية (قارة) عربية الأصل وتعني "التل الصغير" حسب ما ذكر في "المعجم الجغرافي السوري"، وكان يدعوها الرومان "كارا"، أو "كوارا، وذكرها الجغرافي "بطليموس" تحت اسم "جوريا".
يجاورها قرية "جراجير" في الجنوب الغربي، وبينهما مسافة 8 كم، ومن الجنوب مدينة "دير عطية" التي تبعد حوالي 6كم، ومن الشرق بلدة "حميرة"، ومزرعة "البريكة"، ومزرعة "المكسر، وبعد مسير 18 كم تأتي بلدة "البريج" التابعة لمحافظة حمص، أما مدينة "النبك"- مركز منطقة القلمون فتبعد مسافة 17 كم جنوب عمها.
في المركز قاعة محاضرات تتسع إلى 200 شخص، كما يوجد فيه مكتبة تحوي حوالي 4000 ألاف كتاب، وقد تم إحداث منذ فترة ركن انترنت في المركز، كما افتتحنا في المركز مكتبة أطفال حديثة بالتنسيق والتعاون مع مؤسسة "آنا" "الأورمتوسطية" وقمنا بتخصيص غرفة لها
موقع esyria بتاريخ 11/11/2009 زار مدينة "قارة" وسلط الضوء عليها من خلال اللقاء الذي أجريناه مع السيد "زياد ميمان" رئيس المركز الثقافي فيها، الذي حدثنا عنها بقوله: «يبلغ عدد سكان قارة حوالي 23 ألف نسمة يعملون أغلبهم في زراعة الكرز التي تشتهر فيه قارة، هذه الثمار تصدر أغلبها إلى دول الخليج وروسيا حيث تتميز بجودتها وسعرها المناسب، وهناك جزء ليس بقليل من أهلي المدينة مغتربون والباقي يعملون في مختلف المجالات والقطاعات».
وبالنسبة لمعالم المدينة قال: «في مدينة قارة مسجد أثري يعرف باسم "الجامع الكبير"، هذا الأخير كان معبد "شمس" ثم تحول إلى كنسية في العهد الروماني، وفي عهد "الظاهر بيبرز" تحول إلى مسجد سنة 1260م وأطلق عليه أسمه الحالي، كما يوجد في المدينة "دير المار يعقوب" الذي بني في القرن الخامس الميلادي، ولقد تم ترميم هذه الدير وأصبح مدرسة للراهبات، وفي المدينة أيضاً نصب تذكاري لمعركة "عيون العلق" التي حدثت زمن الاحتلال الفرنسي، ويقع هذا النصب شمال شرق المدينة، ويوجد عدد لا بأس فيه من الأقنية الرومانية القديمة، وهذا أن دل فهو يدل على قدم وعراقة مدينة قارة تاريخياً».
وبالنسبة للمركز الثقافي في المدينة قال: «بقرار من وزارة الثقافة عام 1997 أنشأ المركز بعد تقديمه كهدية من قبل عائلة "أبو علي القاضي"، حيث تم بناء روضة في الطابق الأرضي والطابق الثاني شمل المركز الثقافي ومقر لفرقة الحزب، ومنذ تاريخ التأسيس وهذا المركز يقوم بأنشطة عديدة ومحاضرات وأمسيات شعرية، ونلاحظ أن أهم المحاضرات التي تلقى اهتمام من قبل سكان المدينة هي ذات الطابع الديني والزراعي».
ثم أضاف: «في المركز قاعة محاضرات تتسع إلى 200 شخص، كما يوجد فيه مكتبة تحوي حوالي 4000 ألاف كتاب، وقد تم إحداث منذ فترة ركن انترنت في المركز، كما افتتحنا في المركز مكتبة أطفال حديثة بالتنسيق والتعاون مع مؤسسة "آنا" "الأورمتوسطية" وقمنا بتخصيص غرفة لها».
ومن المركز التقينا السيد "ماهر الرحمن" الخبير الفني في ركن الانترنت التابع للمركز، والذي قال: «المركز يحوي على ركن انترنت منذ عام 2006، وإلى الآن ونحن نعاني من ضعف الانترنت كونه يعمل على نظام ISDN وهو نظام بطيء جداً مقارنة مع ADSL، لذلك نحن نطالب الجهات المختصة بأن يتم تحويلنا إلى النظام الأخير خصوصاً أن شبكة الانترنت أصبحت وسيلة اتصال أساسية في كل مكان، إضافة إلى ازدياد عدد مستخدمين الشبكة من أهلي المدينة، وهذه المشكلة (ضعف الانترنت) هي من أهم المشاكل التي نعاني منها في المركز».
ومن سكان المدينة التقينا الشاب "أيمن زكريا" الذي قال: «لدينا أرض في جبل مدينة قارة الذي يبعد حوالي 10 كم عنها، في هذه الأرض نزرع ثمار الكرز واللوز والمشمش في كل موسم ونصدر جزء منها والباقي نقوم ببيعه في السوق المحلية، وفي الحقيقة هذا لا يكفي لأن هذه الثمار تنتج في موسم واحد من السنة، لذلك أغلب سكان المدينة يعملون في زراعة بهذا الموسم إضافة إلى بعض الأعمال الأخرى مثل التجارة، والقيام ببعض الأعمال الحرة وخصوصاً في دمشق».