بإخلاص كبير في العمل، وقدرة على تحقيق الهدف المطلوب، تمكّنت المدرّبة التربوية "زمزم بيطار" من ترك بصمة واضحة في حياة من حولها، حيث بذلت قصارى جهدها للنهوض بالعملية التربوية عبر مشاركتها في تطوير المناهج التعليمية، إلى جانب نشاطاتها التدريبية والتطوعية المستمرة.

مدونة وطن "eSyria" تواصلت معها عبر مواقع التواصل الاجتماعي بتاريخ 27 حزيران 2018، وعند دوافعها لدراسة التربية تقول: «تزامن حصولي على الشهادة الثانوية الفرع العلمي مع افتتاح قسم "معلم صف" في كلية التربية، وجذبني التسويق المصاحب لافتتاحه، وانسجم مع طريقة تفكيري بأن التربية عماد المجتمع، ورغبتي بدخول الفرع الجديد، وأن أكون ضمن أول دفعة من خريجيه لريادة العمل التربوي في بلادي، ولمست حبي لهذا المجال في وقت مبكر، لكوني أصغر فرد في عائلتي، وكانت لدي ميول للتعرف إلى الأطفال ومراقبة تصرفاتهم، والحديث معهم، ودعمهم بكل ما لدي من طاقة، وفي أثناء عملي في الصفوف ضمن السنة الأولى في مادة التربية العملية، لمست لدي دافعاً للعمل التربوي، والرغبة برفع مستويات المتعلمين، والعمل على تنمية مواهبهم بما يتوافق مع ميلي للتعامل مع الأطفال».

هي زميلة دراسة منذ 19 سنة، وخلال السنوات الثمانية الماضية كانت حاضرة في معظم النشاطات التطوعية والفعاليات والدورات التدريبية التي تقيمها الجمعية، والتعاون معها يتسم بالصدق والاحترام والتفاني بالعمل، والإخلاص الكبير جداً، من خلال سعيها إلى نشر الوعي وثقافة العمل الإنساني، ونستفيد من خبرتها كمدربة، وإنسانة تربوية؛ من خلال دعمها لفريق العمل، ومساعدة أمهات الأطفال

وفيما يتعلق بالتحديات والرؤية، تضيف قائلةً: «تواجه عملية الإشراف التربوي تحديات عديدة اقتصادية تتعلق بعدم توافر الوسائل التعليمية اللازمة لعمليتي التعلم والتعليم، وقلة الحوافز المادية، إضافة إلى ندرة الكتب والمراجع والأبحاث العلمية، وندرة مراكز البحث العلمي التربوي. وأخرى إدارية تتعلق بقدرة التربوي على تحقيق التوازن بين العمل الإداري والميداني، التي يمكن تجاوزها بالتدريب في أثناء الخدمة، حتى لا تتناقص معلوماته، وتتراجع قدراته، فالتعليم مهنة فريدة من نوعها تعمل على بناء العقول والخير للإنسان والمجتمع، وقد عاهدت نفسي على أن أحول الصعوبات إلى دافع لتطوير العمل ورسم صورة تليق بالعمل التربوي الإنساني السامي، وأطمح إلى بناء جيل واعٍ مفكر يتميز أخلاقياً وعلمياً، ويكون نافعاً لوطنه ومتفاعلاً مع مجتمعه؛ عبر تعزيز قدرات الطلاب، وتشجيعهم على الابتكار، وتحفيزهم نحو المشاركة في الأنشطة المختلفة، وتعزيز مفهوم الانتماء إلى المدرسة والوطن، وفق الأسس المتعلقة بتحقيق النمو المتوازن للمتعلمين، وإكسابهم مهارات التواصل الفعال، والتفكير، وتنمية مهارات التعلم الذاتي، وتدعيم روح المبادرة، وتفعيل دور التربية البدنية في المدارس، مع العناية بالأطفال الموهوبين، وذوي الاحتياجات الخاصة، وغيرها».

من إحدى ورشات العمل

وعن تطوير المناهج تتابع قائلة: «هي عملية متسلسلة ومتكاملة بين مكونات المنهاج الدراسي؛ الأهداف، الأنشطة، المحتوى، طريقة التدريس، والوسائل التعليمية، والتقويم، والكتاب المدرسي هو القاسم المشترك بين جميع أبناء الجيل، ويرتبط التحدي الوحيد في عملنا بمدى تقبل التغيير الضروري والمتعاقب، والمرونة المتوفرة لدى المجتمع للتعامل مع الجديد. وهناك مبادئ معتمدة لتطوير المناهج التربوية السورية، منها باختصار دراسة المناهج ورصد الاحتياجات الحديثة، البحث والاطلاع على التجارب الأخرى، تطوير وثيقة المعايير، استقطاب الأطر التربوية القادرة على العمل في تطوير المناهج، وتأهيلها بمشاركة الأكاديميين والمدققين العلميين، ثم تأليف لجان متنوعة، وإجراء عمليات التدقيق العلمي والتربوي للمحتوى، وبعد الإخراج الفني والطباعة، يبدأ تدريب المعلمين على التعامل معها، ثم مرحلة المتابعة والتغذية الراجعة».

وفيما يتعلق بعملها التدريبي تقول: «التدريب وسيلة لتحقيق أهداف التربية، وأداة لنشر ثقافة التطوير، وبدأت العمل كمدربة منذ عام 2014 وما زلت حتى الآن، وقدمت العديد من البرامج التدريبية التطوعية عن (صعوبات التعلم، الإدارة الصفية، طرائق واستراتيجيات التدريس، بناء فريق العمل، تصميم الأنشطة التربوية، وغيرها)، وشاركت في تدريب المعلمين على المناهج الحالية والمطورة في وزارة التربية عام 2013 و2018، وتدريب مدربي دمج التقانة بالتعليم لجميع محافظات القطر عام 2017، وأشارك في التدريب التطوعي مع جمعية "الشلل الدماغي"، ومؤسسة "المرأة الأمة" للتدريس في صفوف محو الأمية. ومن صفات المدرب الناجح برأيي؛ القدرة على تطوير برامجه التدريبية، الاطلاع والثقافة، الشخصية الفعالة، والإدارة الجيدة، وانسجام سلوكه وتعامله مع ما يقدمه من برامج تدريبية، وغير ذلك».

شهادة تكريم

من جهتها "لينا مقلد" المتدربة من محافظة "السويداء"، تقول: «التقيتها قبل سنتين، عندما طلب منا المشاركة في دورة لمدة عشرة أيام بعنوان: "التدريس بطريقة المعايير"، ومن خلال هذه الدورة تعرفت إليها، وهي صاحبة القلب الذي خلق لنشر المحبة، والوجه الذي لا يعرف إلا الابتسام، أمضينا أيام عمل دؤوب لا نعرف الملل أو التوقف عن التزود بالمعلومات الجديدة والمفيدة بطرائق نشطة وتفاعلية، إضافة إلى قضاء بعض الأوقات خارج المركز في إحدى فعاليات المجتمع الأهلي الناجحة، وكان أفراد الفريق كشخص واحد متعاونين مثابرين، وكل ذلك بفضل وجود "زمزم" صاحبة الأفكار الخلاقة، والتعامل اللطيف مع المتدربين».

بدورها "مرح اللحام" معلمة صف في منطقة "الميدان" بـ"دمشق"، تقول: «تعرّفت إلى المدرّبة "زمزم" عام 2017 في دورة المناهج المطورة الخاصة بمادة اللغة العربية الحلقة الأولى للصفين الأول والرابع، أسلوبها بسيط ومحبب، تعتمد كثيراً الألعاب التربوية والعديد من الأنشطة لإيصال المفاهيم، وتمتلك قدرة كبيرة على التعامل بلطف واحترام مع الجميع، ونفذت أثناء الدورة المهام الموكلة إليها بفاعلية وفي الوقت المحدد، وتهتم دوماً بتنمية قدراتها الذاتية وخبراتها، وهذا ما أثار إعجابي بشخصيتها، إضافة إلى دقة وكمّ المعلومات التي تملكها، وتصميمها على الوصول إلى هدفها بكل الوسائل، هي مثال القوة، والأمل، والثقة، والتصميم».

من شهاداتها المعتمدة كمدرّبة

"رنا عدله" متدربة وعضو لجنة تأليف مادة العلوم للصفين الأول والثاني، تقول: «هي مدربة متميزة ومتألقة، قادرة على إيصال الفكرة بأبسط الطرائق، وأسلوب شيق وممتع وقابل للتطبيق، تتمتع بروح مرحة، سهلة التعامل مع كافة الشرائح، وبعلمها تمثل نافذة لنا على مدى التطور في المناهج التابعة لمعظم الدول العربية والأجنبية أحياناً، واكتساب مهارات مختلفة فكرية وثقافية وعلمية، أثارت عقلي بأفكار مبدعة تعادل قراءتي لعدد كبير من الكتب في مجال التدريس والتأليف من دون مبالغة، ولها بصمة واضحة في حياتي».

أما "ماهر آغا" مدير جمعية "الشلل الدماغي"، فيحدثنا عن نشاطاتها التطوعية قائلاً: «هي زميلة دراسة منذ 19 سنة، وخلال السنوات الثمانية الماضية كانت حاضرة في معظم النشاطات التطوعية والفعاليات والدورات التدريبية التي تقيمها الجمعية، والتعاون معها يتسم بالصدق والاحترام والتفاني بالعمل، والإخلاص الكبير جداً، من خلال سعيها إلى نشر الوعي وثقافة العمل الإنساني، ونستفيد من خبرتها كمدربة، وإنسانة تربوية؛ من خلال دعمها لفريق العمل، ومساعدة أمهات الأطفال».

الجدير بالذكر، أن "زمزم بيطار" سورية ولدت في "الكويت" عام 1981، وأصولها تعود إلى محافظة "حمص" "قلعة الحصن"، حاصلة على إجازة من كلية "التربية"، قسم "معلم صف" في جامعة "دمشق" عام 2004، ودبلوم موارد بشرية عام 2009، وماجستير في إدارة الأعمال عام 2018، وعدة شهادات تدريب، تشغل حالياً منصب المنسق التربوي للحلقة الأولى من التعليم الأساسي في "المركز الوطني لتطوير المناهج التربوية"، ومقرر للجان، وعضو تأليف الكتب المدرسية الحكومية المعتمدة لعدة مواد.