بدأ نظم الشعر أيام الدراسة، وركز في قصائده على القضايا التي تؤثر بالناس، ويتأثر بها، لتخرج كحكمة وذات فائدة، بصور جميلة، فالمسافة بينه وبين القصيدة هي حالة التأثر النفسي والعاطفي تجاه موقف ما.

مدونة وطن "eSyria" بتاريخ 1 حزيران 2018، التقت الشاعر "زياد الجزائري" ليتحدث عن بداياته، ويقول: «نظمت الشعر أيام الإعدادية والثانوية، إلا أنني تمكنت من ناصية الشعر خلال دراستي الجامعي، فعائلتي لا تمتلك موهبة الشعر، إلا أن والدي كان يحب القراءة كثيراً، لذلك لم أجد تشجيعاً من أحد سوى من صديقي "أحمد الرواس" الذي كان يكبرني بخمس سنوات».

نظمت الشعر أيام الإعدادية والثانوية، إلا أنني تمكنت من ناصية الشعر خلال دراستي الجامعي، فعائلتي لا تمتلك موهبة الشعر، إلا أن والدي كان يحب القراءة كثيراً، لذلك لم أجد تشجيعاً من أحد سوى من صديقي "أحمد الرواس" الذي كان يكبرني بخمس سنوات

وعن طقوس الكتابة وقصته مع الطباعة: «مع غزارة إنتاجي الشعري، فأنا لم أنشر سوى ديوانين أحدهما بعنوان: "هموم وأشواق" عام 2007، والآخر بعنوان: "في ظلال الحب والجمال" عام 2010، مع أن ما نظمته من القصائد من دون مبالغة يتجاوز العشرة دواوين، وكنت أجد صعوبة في اختيار عنوان الديوان لأنه من المستحيل اختصار محتواه في كلمتين أو ثلاث، ولا أنسى أن هناك طقوس وأجواء يجب أن تتوفر لكي يبدع الشاعر قصيدته، لكن -يا للأسف- ليس من السهل توفرها لكثيرين من الشعراء في أيامنا، ولا سيما من يعاني منهم من صعوبات مادية، وعدم استقرار، ومسؤوليات عائلية، وضغوط نفسية واجتماعية».

في ظلال الحب والجمال

ويتابع عن الأفكار والأحاسيس التي تراوده أثناء الكتابة، بالقول: «أعدّ أول قارئ للقصيدة هو الشاعر نفسه، فالقارئ بالنسبة للشاعر هو القطب الآخر للقصيدة، ولا أظن أن أحداً يكتب لنفسه فقط، فأنا أكتب للقارئ، لكن ليس لأي قارئ، بل لقارئ ذي ثقافة وذوق وأحاسيس مرهفة، لأن مثل هذا القارئ هو من يلهم الشاعر، فالشعر لا بد أن يتضمن غاية تربوية أو اجتماعية أو أخلاقية تحمل شيئاً من التوجه، لكن يجب ألا يكون هذا الخطاب مباشراً وسطحياً، بل بأسلوب إيحائي من خلال تصوير مواقف معينة تحرك مشاعر المستمع، ثم تنتقل إلى عقله. وفي كل الأحوال، فإن كلمة شعر مشتقة من المشاعر؛ فإن لم يحركها الشعر ويثيرها، فلا يصح أن نسميه شعراً».

وعن إلهامه الشعري، والمواقف التي واجهته، يضيف: «كل المواقف التي ألهمتني الشعر كانت مؤثرة، لكن قد يختلف حجم التأثر من موقف إلى آخر.

ديوان هموم وأشواق

أما عن الصعوبات التي تواجه الشاعر في مسيرته الأدبية، فهي كثيرة، أذكر منها على سبيل المثال لا الحصر الصعوبة الاجتماعية التي تبدأ من محيط الشاعر العائلي الذي كثيراً ما يتجاهل موهبته، ولا يعيرها اهتماماً، وينتهي بالمحيط الأبعد والأصدقاء، هذا عدا شغف معظم الناس بوسائل التواصل الاجتماعي، وابتعادهم عن الثقافة والأدب الحقيقي، إضافة إلى الصعوبات المادية، فانشغال الأديب كإنسان بمتطلبات الحياة المعيشية التي تستهلك طاقاته الإبداعية، وهناك صعوبات كثيرة لا مجال لذكرها».

الشاعر والناقد "عبد الرؤوف عدوان"، قال عنه: «الشاعر "زياد جزائري" من الشعراء المعاصرين الذين يتقنون الفصيح من الشعر، مواضيعه متنوعة جداً، لكنه يركز على شعر الحكمة والتربية الاجتماعية.

كان -كما يذكر لي- يشتري بمصروفه كتباً في اللغة والأدب والشعر، وكان لديه أكثر من 2000 كتاب في مكتبته بمخيم "اليرموك" في "دمشق"، وكان لديه موسوعات ومعاجم ودواوين شعر لا تحصى. حفظ الكثير من المعلقات، وركز على "الشريف الرضي"، و"ابن زيدون". ومن الشعراء المحدثين الذين تأثر بهم: "شوقي، وحافظ إبراهيم، والبارودي، وجبران خليل جبران، والأخطل الصغير، وسعيد عقل، وبولس سلامة". وقد ترك "أبو القاسم الشابي" أثراً كبيراً في نفسيته وشعره. درس شعر "بدوي الجبل"، و"عمر أبي ريشة"، وأعجب بشعرهما. كما درس "نزار قباني" وراقه شعره إلى أبعد الحدود. منذ 1989 وهو يشارك بأمسيات شعرية جماعية وفردية، وبعد تعرفه إلى الراحل "مدحت عكاش" صاحب صحيفة ومجلة "الثقافة" نشر لديه عشرات القصائد. كما كان الأديب "عكاش" يصطحبه إلى الكثير من الأمسيات في محافظات القطر.

هو من المؤسسين للجمعية "السورية للموهبة والإبداع"، وهي جمعية تهتم بمواهب وإبداعات اليافعين والشباب، وبقي رئيساً للجنة الأدبية فيها عدة سنوات».

يذكر أن "زياد الجزائري" عربي سوري جزائري الأصل مواليد 1952، تخرّج في كلية الآداب بجامعة "دمشق" عام 1979، كان يعمل في وزارة الموارد المائية، وتقاعد سنة 2012.