"لا مستحيل تحت الشمس"؛ هذه العبارة المؤلفة من عدة كلمات، قد تكون مصدر قوة وطاقة كبيرة لكل من يحملها ويؤمن بها حقاً، ليحقق أي شيء يريده في الحياة على جميع الصعد؛ فالإنسان قوة جبارة كامنة قادرة على الوصول إلى المستحيل إن صمّم على ذلك، وتهيأت له الظروف الملائمة.

المقدرة على التأقلم مع الظروف وتغيّر نمط الحياة هو الخطوة الأولى من المستحيلات الكثيرة التي يمكن إنجازها، فمهما شعر الشخص بصعوبة الانتقال من نمط حياة معين إلى آخر، أو الاستغناء عن أحد أساسيات معيشته، سيجد بعد مدة من الزمن أنه -ببساطة- قادر على مجاراة وضعه الجديد، وأن الصعوبة التي كانت تتجسد أمامه كوحش كبير ينغص عليه، ستتحول إلى ورقة صغيرة يطويها ويضعها في مكان خارج أولوياته.

وأبسط مثال على ذلك: طقوس الصيام من مبدأ الاعتياد على الامتناع عن الطعام والشراب لعدد محدد من الساعات، بعد أن يكون في الأيام العادية يعد الماء خاصةً ضرورة أساسية من ضروريات اليوم، من الصباح حتى المساء، فيعتاد الإنسان هذا النمط الجديد مهما كان التفاوت في صعوبة التأقلم معه بين شخص وآخر.

ومثال أكبر: قدرة الإنسان على تحقيق طموحه في اكتشاف أمور تكتشف للمرة الأولى على مستوى العالم، أو تجاوز أرقام قياسية في حقول مختلفة من التحدي والصعوبات. فمهما كانت نظرتنا إلى الشخص الذي حقق ذلك بأنه (شخص خارق)، يجب أن نكون على يقين بأننا نستطيع تحقيق إنجاز موازٍ أو أعظم، إذا بذلنا الجهد المطلوب وكنا نملك الدافع والطموح والإرادة الجبارة، وأتيحت لنا الفرص والظروف المناسبة لذلك.

وعليه، إيمان الإنسان بأن تصميمه وإرادته على تحقيق كل ما يريد، هو الدافع الأكبر للوصول إلى ذلك، وقناعته التامة بأن أي طموح يضعه نصب عينه سيتحقق مهما بلغت الصعوبات أمامه.

وبالعودة إلى مثال الصيام، وبصرف النظر عن إيمانك بضرورة القيام بهذا الفرض والواجب الديني، قُمْ بهذه التجربة البسيطة من التأقلم التي تمتد شهراً كاملاً، واستمتع بقدرتك على تجاوزها سواء بسهولة أو صعوبة، وأثبت لذاتك أن عائقاً حديدياً يمكن أي يلين بين يديك بالإرادة والتصميم.