برغبة كبيرة في معرفة أسرار الكون، وقدرة على تطوير الذات، استطاعت المدرّبة "هيلين ديركي" أن تنشر المفهوم الصحيح لعلم الطاقة، محاولةً أن تكون صوتاً للإيجابية، وتحقيق التوازن بين الروح والجسد.

مدونة وطن "eSyria" تواصلت معها عبر مواقع التواصل الاجتماعي بتاريخ 1 أيار 2018، وعن دوافعها لدراسة علم الطاقة، تقول: «منذ كنت طفلة وفي سنوات المراهقة والشباب، كانت لدي تساؤلات كثيرة عن الكون، ولطالما قضيت وقتاً طويلاً بمراقبة النجوم، والسؤال عن الخلق والكون والله، وشدتني الأمور الغيبية، وكان لدي إحساس عالٍ بالأشياء، فكانت والدتي تقول إن لدي الحاسة السادسة، وكنت حينئذٍ لا أفهم معنى هذا الكلام بأسلوب علمي، وظلت هذه التساؤلات ترافقني دوماً، وبينما كنت في رحلة سياحية إلى مدينة "دبي"، وجدت في أحد الفنادق إعلاناً عن أمسية شدني عنوانها كثيراً، ويقول: (هل تريد أن تكتشف هذه الأنا بداخلك، ادخل عالم الأسرار واكتشف قوة هذه الروح بداخلك)، دخلت الأمسية بدافع الفضول، وكانت هذه الأمسية أول فصول الحكاية، تعرفت من خلالها إلى علم الطاقة وأسراره، كنت دوماً أمتلك ما أريد من مباهج الحياة المادية، لكنني أشعر بأن هناك جزءاً بداخلي يبحث عن السلام والهدوء النفسي، وأنني بحاجة إلى نضج روحي عميق، فكان هذا المجال بمنزلة ردّ على الأسئلة التي تقبع بداخلي».

بدأت دراسة علوم الطاقة الحيوية عام 2003، وفي العام نفسه درست علوم التنمية البشرية وتطوير الذات في "المدينة المنورة"، حيث انتقلت إلى "السعودية" نظراً لظروف عمل زوجي كطبيب، وفي البداية كان هناك صعوبة للتأقلم مع المجتمع السعودي وعاداته المختلفة نسبياً عن تلك الموجودة في "دمشق"، ومع الوقت تجاوزت هذا الشعور بإيماني المطلق، وثقتي بأن الإنسان يجب أن يتعايش في أي مكان تفرض عليه الظروف أن يوجد فيه، وعليه أن يزهر في أي تربة كانت، وزياراتي المتكررة إلى الوطن كانت تمنحني الطاقة كلما زارني الحنين والشوق، في بعض الأوقات يخيل لنا أن الغربة تقتلنا، لكن في كل محنة منحة كما يقال، فهي تعلمنا الكثير، وتصقل خبرتنا في الحياة، تعلمنا كيف نكون أكثر صلابة وقوة لمواجهة تحديات الحياة، وفي عام 2016، انتقلت للعيش في "الولايات المتحدة الأميركية"

وعن اغترابها تقول: «بدأت دراسة علوم الطاقة الحيوية عام 2003، وفي العام نفسه درست علوم التنمية البشرية وتطوير الذات في "المدينة المنورة"، حيث انتقلت إلى "السعودية" نظراً لظروف عمل زوجي كطبيب، وفي البداية كان هناك صعوبة للتأقلم مع المجتمع السعودي وعاداته المختلفة نسبياً عن تلك الموجودة في "دمشق"، ومع الوقت تجاوزت هذا الشعور بإيماني المطلق، وثقتي بأن الإنسان يجب أن يتعايش في أي مكان تفرض عليه الظروف أن يوجد فيه، وعليه أن يزهر في أي تربة كانت، وزياراتي المتكررة إلى الوطن كانت تمنحني الطاقة كلما زارني الحنين والشوق، في بعض الأوقات يخيل لنا أن الغربة تقتلنا، لكن في كل محنة منحة كما يقال، فهي تعلمنا الكثير، وتصقل خبرتنا في الحياة، تعلمنا كيف نكون أكثر صلابة وقوة لمواجهة تحديات الحياة، وفي عام 2016، انتقلت للعيش في "الولايات المتحدة الأميركية"».

شهادة حصلت عليها

وعمّا يميّز طاقة الروح والجسد، تقول: «هو علم كبير وواسع ومتشعب، منه تندرج جميع العلوم الأخرى، فالعلوم الإنسانية كعلم النفس، وتحليل الشخصيات ما هي إلا نبذة مصغرة عنه، وفرع من فروع الطاقة، وهو يتغلغل في كل مجالات الحياة الروحية والجسدية والنفسية؛ فأينما ذهبنا يمكن أن نجد هذا العلم بطريقة ما، والحياة كلها عبارة عن طاقات مختلفة، فمثلاً الجهاز الهضمي في جسم الإنسان مسؤول عن تحويل الطعام إلى طاقة، ومراكز الطاقة في أجسامنا مسؤولة عن عملية امتصاص طاقة الأثير في العالم الخارجي، فكل فكرة وتجربة مخزنة في المجال الطاقي، وتظهر عندما يتعرض الشخص إلى نفس المصدر، كشعور الخوف على سبيل المثال، وكل شيء حولنا يؤثر فينا من دون أن ننتبه، وتأتينا الطاقة من موارد مختلفة، كالموسيقا التي نسمعها، الكتاب الذي نقرأه، والكلمات التي نقولها يومياً، وغيرها، كل ذلك يمثل مظهراً من مظاهر الطاقة، فهي موجودة حولنا، منها السلبي والإيجابي، ومهمتنا استقطاب الإيجابي، والابتعاد عن السلبي، والتناغم الثلاثي بين روح الإنسان وجسده وعقله هو أساس الصحة النفسية والجسدية وتحقيق السعادة من خلال الوعي؛ لأن أي خلل فكري ونفسي سينتقل إلى الجسد، والعكس صحيح، ومهمة الإنسان تكمن في مراقبة أفكاره، والتحكم بمشاعره لخلق التوازن، فكثير من الأحيان عندما نتعرض إلى مشكلة معينة، أو حزن لسبب ما، نمرض بعده بأيام، وكثير من الأمراض الجسدية سببها نفسي أولاً، وقد تكون انطباعات الطاقة على شكل رمز معين».

وفيما يتعلق بعملها كمدرّبة، تقول: «حصلت على شهادة إعداد مدرّب، وتم تسجيلي في الأكاديمية الكندية للتدريب عام 2013، عملت بالتدريب بين عامي 2013-2016، ويتم التواصل مع المتدربين من خلال مواقع التواصل الاجتماعي، وأرقام الهواتف. أسست في عام 2013 صفحة خاصة باسم: (طاقة الروح والجسد)، للتعريف أكثر بهذا العلم، ونشر الوعي الروحي الفكري، والصحة النفسية، والجسدية، وتقديم أفكار إيجابية، لأنني على يقين بأن هناك بعض الكلمات التي تنشر السعادة والإرادة والأمل، وإلى جانب التدريب "أون لاين"، أقدم استشارات أحاول من خلالها أن أوصل فكرة أن كل إنسان قادر على تغيير مجرى حياته، وأن يرسم مصيره، ويحدد ما يريد، وأحاول بث الطاقة الإيجابية لأنها أسلوب حياة، ومن الصعوبات التي أواجهها عدم فهم الناس لهذا العلم، واعتباره محض خرافة أو دجل، وأطمح أن تكون لدي منصة تدريبية أصل من خلالها إلى الناس في جميع أنحاء العالم، ومؤخراً أجريت لقاء عبر إحدى الإذاعات في "الولايات المتحدة الأميركية" بهدف تصحيح المفاهيم الخاطئة حول علم الطاقة، ونشره على أوسع نطاق، ولأكون صوتاً للتعريف به، وتعليم الناس أهميته وفوائده».

شهادة في التدريب

من جهتها "تمارى جمال" إحدى المستفيدات من خبرتها، تقول: «هي مدربة رائعة، أعرفها منذ سنتين، وعن خبرتها أقول: إن الإنسان عندما يريد النجاح في عمل ما، يجب أن يكون جزءاً منه، وهكذا هي "هيلين" التي تجعلنا نلامس بعضاً من حياتها بطريقة جميلة، تستطيع أن تشحذ هممنا للعيش نحو حياة مفعمة بالتفاؤل والنشاط، وتخطي الطاقة السلبية، من خلال متابعتها على مواقع التواصل الاجتماعي أو مراسلتها، والتكلم معها، تشجعني على عدم التكاسل والنهوض، عباراتها في الصباح الباكر بمنزلة فيتامينات تساعدني على مواجهة صعوبات الحياة، وكمغتربة أواجه طاقات سلبية من مصادر عديدة، من داخل البيت بتحمل أعباء كثيرة، والتفكير الدائم بالمسؤوليات المترتبة عليّ؛ وهو ما ينعكس سلباً على أفراد عائلتي. ومن خارج البيت بسبب ضغوط العمل، ويمكننا التخلص من الطاقة السلبية من خلال تهيئة جو يبعث على الإيجابية عبر المزاح، والموسيقا، أو إشعال شمعة ذات رائحة جميلة، وقراءة كتاب، ومن يتابع المدربة "هيلين" بكلماتها ونشاطها، يشعر بأنها تزوّد من حولها بطاقة إيجابية، وفي حال كان هناك نشاطات وفعاليات تخبر عنها، تساعدني على عدم تضييع الوقت، والمشاركة بالأنشطة المختلفة، وأسلوبها مميز يلامس النفس والروح ببساطتها وعفويتها، بعكس دورات تدريبية أخرى حضرتها عن إدارة الضغوط، وكانت جامدة، ومن الصعب تطبيقها».

من جهته "إبراهيم شعيب سلامة" مدرّب في التنمية الذاتية وإدارة الموارد البشرية، يقول عنها: «قدمت العديد من دورات تدريب المدربين والمدربات في عدة مدن داخل "السعودية"، والمدرّبة "هيلين" منذ دخولها في اليوم الأول إلى القاعة تميزت بوجود فاعل، وحضور إيجابي، وقدرة على المشاركة، كانت متفاعلة لأقصى الحدود، وشعرت بأن مستقبلها واعد؛ لأنها كانت حريصة على أن تسأل وتقرأ وتتابع وتتعلم، وتطبق ما تعلمته، وتبحث عن وسائل تطوير الذات، وعلى المدرب أن يمتلك المعلومة والقدرة على نقلها إلى الآخرين، وهي بقيت على تواصل معي كمدرّب حتى بعد انتهاء الدورات التدريبية، لاستشارتي في عملها التدريبي، والأدوات التي يتطلبها، واستمرت في تقدمها بهذا المجال، وكما يقال: "الطالب تغلب على أستاذه"، فهي تغلّبت عليّ، وأصبحت متدرباً أستفيد من خبرتها في مجال علم الطاقة، فهي تعطي دائماً الدعم للآخر، صوتها دافىء عندما تتكلم، مشاعرها وكلامها يتسم بالإيجابية عند متابعتها على تطبيق "سناب" للتواصل الاجتماعي، وهي مصدر سعادة للناس المحيطين بها، وعلى الرغم من مرور أربع سنوات، لم أنسها مع أن دفعتها التدريبية فيها ما يزيد على سبعين متدرباً ومتدربة، أفخر أن تكون إحدى طالباتي، وأتشرف بكل الطاقات المعطاءة التي تخدم البشرية».

في لقاء إذاعي

الجدير بالذكر، أن المدربة "هيلين ديركي" من مواليد "دمشق" عام 1981، حاصلة على إجازة في علم الاجتماع من جامعة "دمشق"، عام 2003.