مبادرة لإحياء تراثنا التقليدي النادر بمضامينه، وتوثيقه والحفاظ عليه من الشتات، إضافة إلى تعزيز النشاط الإبداعي المميز للحرفيين المشاركين في معرض التراث، الذي احتضنته كلية الآداب والعلوم الانسانية في "دمشق".

تضمنت الاحتفالية افتتاحاً لمعرض الحرفيين في جامعة "دمشق" وتكريم عدد منهم، إضافة إلى افتتاح مكتبة مؤتمتة؛ وذلك في 29 نيسان، واستمر حتى 7 أيار لعام 2018.

الزجاج المعشق عشقي، وقد كانت مشاركتي بهذه الحرفة لما تحمله من دلالة على عراقة "دمشق" في هذه الحرفة وتفردها بها

مدونة وطن "eSyria" زارت المعرض في 29 نيسان 2018، والتقت عدداً من الحرفيين المشاركين في المعرض، فقالت الحرفية "وفاء حسان": «شاركت بأعمال الفسيفساء الرخامي، التي أصبحت بعض الشيء قديمة وإلى زوال، لكن نسعى إلى إحيائها تحت رعاية الاتحاد العام للحرفيين؛ إذ إنني الحرفية الوحيدة من النساء التي مازالت تزاول هذه الحرفة».

الحرفية "وفاء حسان" وحرفة الفسيفساء الرخامي

الحرفي "فايز تلمساني"، قال: «الزجاج المعشق عشقي، وقد كانت مشاركتي بهذه الحرفة لما تحمله من دلالة على عراقة "دمشق" في هذه الحرفة وتفردها بها».

وقال طالب كلية الآثار -التي شارك قسم من طلابها في المعرض- "علي جابر علي": «مشاركتنا في المعرض هي بمجموعة من القطع الأثرية التي انتشلناها من مواقع أثرية، إضافة إلى أعمال فخارية لبعض الطلاب تدل على عصور قديمة، ونماذج لصكوك إسلامية، وصحون عليها نقوش لحضارات قديمة عاشت في "سورية" منذ زمن بعيد».

الحرفي "فايز تلمساني" وحرفة الزجاج المعشق

عميد كلية الآداب والعلوم الإنسانية، الدكتورة "فاتنة الشعّال" بدورها قالت: «إتاحة مثل هذه الأيام الثقافية تهدف إلى الحفاظ على المصادر التراثية والثقافية، التي تمثل جزءاً مهماً من ذاكرة الأفراد والأمم؛ لما تحتويه من قيم ثقافية واقتصادية واجتماعية إن أحسن استغلالها بالتخطيط السليم للتنمية المستدامة لهذه المصادر، وهذه الحرف التقليدية عصارة الفن، وتمثل الهوية الوطنية وتراث الآباء والأجداد والركن الأساسي للعادات والتقاليد الاجتماعية».

وعن ثمرة هذه الفعالية التشاركية، رئيس جامعة "دمشق" الدكتور "محمد قباقيبي"، قال: «إننا بحاجة إلى مثل هذه الفعالية لتطبيق فعلي وعملي يربط الجامعة بالمجتمع؛ من خلال إحياء التراث في معرض للحرف التقليدية، فمن الضروري إنقاذ هذه الحرف من الاندثار والضياع، وجامعة "دمشق" تعمل على رعايتها وإحيائها من جديد؛ من خلال إحداث ماجستير التأهيل والتخصص في التراث الشعبي، وهو الأول من نوعه في الجامعات العربية، ومهمته ربط الجامعة والجيل الجديد بالمجتمع».

عميد كلية الآداب الدكتورة "فاتنة الشعال"

رئيس الاتحاد العام للحرفيين في "سورية" "ناجي الحضوة"، قال: «هذه الفعالية تركز على التراث بمضامينه المختلفة، ومشاركة الحرفيين فيها تعبير عن التشاركية بين العمل والعلم وللتعريف بلمسة الإبداع والجمال، وكيف أنهم قادرون على تحويل المواد الخام إلى قطع فنية عالية المستوى، رافعين شعار التميّز والإبداع.

إن التعريف بالتراث يوسع أفق أبناء الوطن، ويقودهم إلى تعزيز الاقتصاد الوطني، ويزيد من معدلات التنمية في المجتمع».

وقد تضمنت الفعالية تكريماً لشيوخ الكار من أصحاب الحرف التقليدية النادرة، الذين كان لهم دور كبير في الحفاظ عليها وتشجيع الصناعات التقليدية السورية على مستوى "سورية" والوطن العربي، كما تضمنت العديد من الندوات الثقافية والفكرية.