بمتابعة مستمرة لمجال التصميم الغرافيكي، وتسخير وقته للأعمال الفنية والتدريبية والتطوعية، استطاع "وسيم زبادنة" على مدار سبعة عشر عاماً أن يثبت حضوره كمصمّم ومدرّب، وينقل خبرته إلى المتدربين الشباب في عدة مجالات.

مدونة وطن "eSyria" تواصلت معه عبر مواقع التواصل الاجتماعي بتاريخ 6 نيسان 2018، وعن موهبته يقول: «بدأت موهبتي بالرسم في سنوات الطفولة، كنت أنفّذ بعض النماذج الفنية باستخدام الكرتون، وعند انتشار الحاسوب بدأت محاولات فنية ببرامج الرسم الحاسوبية عام 1995، وبدأت العمل في مجال التصميم عام 2001، حيث دفعني شغفي الشديد بمجالات الفنون البصرية، وحداثة مجال التصميم الغرافيكي مع البرامج الحاسوبية التي أضفت السحر والإبهار، وجعلت التصميم أكثر دقة وجمالية، وشجعني على تطوير موهبتي عمي "أنور الزبادنة" الذي أرشدني إلى تعلم برامج التصميم المتنوعة، وواكبت المرحلة الانتقالية لفن الغرافيك من العمل اليدوي إلى الحاسوب؛ وهو ما جعل خبرتي متنوعة بين القديم والحديث، الذي شهد خلال سبعة عشر عاماً تطوراً كبيراً على الصعيدين التقني والفني، إلى جانب استخدامه من قبل الشركات والمؤسسات للترويج لمنتجاتها، وخلق الهوية البصرية الملائمة لها، وفي ظل ذلك لا بد للمصمم من التطوير الدائم لمهاراته ليواكب متطلبات العمل، ويحافظ على وجوده؛ وهذا دفعني إلى التطوير المستمر، وإيجاد أساليب جديدة».

وجدت جميع الإجابات عن الأسئلة التي دارت في ذهني، والتي لم أستطع الحصول عليها من شبكة الإنترنت أو اليوتيوب لدى المصمم "وسيم زبادنة" عند التحاقي بدورة "الفوتوشوب المتقدم"، واستفدت منها لأنها عملية أكثر منها نظرية، كما التحقت بأخرى في التصميم الغرافيكي

وعن فكرة ومراحل عمل التصميم الغرافيكي، يقول: «يخضع اختيار الفكرة لعدة معايير، منها ملاءمتها للمنتج والشريحة المستهدفة (رجال، أطباء، رجال أعمال)، حداثة الفكرة، وسهولة وصولها إلى المشاهد، وقابليتها للتنفيذ فنياً، ويبدأ العمل بجمع المعلومات كاملة عن موضوع التصميم، والاطلاع على ما تم إنجازه مسبقاً في المجال نفسه، ثم معرفة الشريحة المستهدفة أو الجمهور، مع العصف الذهني لتوليد أفكار عديدة سواء أكانت قريبة أو بعيدة، وانتقاء الأنسب، وخلق الروابط بينها، لتحضير "سكيتشات" ورقية للفكرة الأولية، ثم التصميم على الحاسوب، واختيار الصور، الخطوط، والألوان، مع دراسة التكوين والانسجام اللوني، والعلاقات الفنية بين عناصر التصميم، وأخيراً إضافة اللمسات الأخيرة لتجهيز التصميم بالشكل النهائي للعرض».

مع المتدربين

وفيما يتعلق بعمله كمدرّب ونشاطاته التطوعية، يقول: «بدأت العمل كمدرب عام 2012، ورغبتي بالتوسع والتطوير دفعتني للعمل في التدريب، وزاد اهتمامي بهذا المجال المتعة في اكتشاف مواهب جديدة، وحاجة الشباب إلى الدورات التدريبية، والعمل كمصمّم ومدرّب معاً يتطلب مني ساعات عمل طويلة لتحقيق التوازن بينهما قدر الإمكان، وكمدرب أعتمد أسلوب التبسيط للمعلومة لتصل إلى جميع المتدربين، مع وسائل الإيضاح، وأحاول إضفاء جو من المرح في القاعة، وأركز على ورشات العمل والتدريب العملي لتمكن المتدرب من امتلاك المهنة، وأجد تفاعلاً مجتمعياً جيداً مع هذا المجال، حيث زاد الوعي بالتصميم الغرافيكي، خاصةً مع وجود شبكة الإنترنت، ومواقع التواصل الاجتماعي، وازدياد الحاجة إليه؛ إذ أثبت وجوده كعنصر تسويقي لا غنى عنه، كما قدمت العديد من الورشات التدريبية التطوعية لدى "الأمانة لسورية للتنمية"، وعيادات العمل في "جامعة دمشق"، التي تقدم ورشات شباب مجانية للشباب باحترافية عالية، وتطوعت لتقديم دورة في التصوير الفوتوغرافي لذوي الاحتياجات الخاصة في مؤسسة "حدودي السما" التنموية، وحالياً أقدم تدريباً للصم في جمعية "شباب المستقبل" الخيرية، وأرى في العمل التطوعي واجباً على كل شخص بقدر استطاعته، وما نراه من مبادرات تطوعية رائعة في بلادنا دليل على وعي كبير، ولا بد من دعمه، وخصوصاً في المرحلة الراهنة».

وعن الصعوبات والطموحات، يقول: «أعاني من عدم تقدير بعضهم للتصميم والجهد المبذول فيه، ونظرتهم إلى أنه عمل بسيط، والإجحاف في أجور المصمم، وأعمل حالياً على تجهيز ورشات تدريبية جديدة لتدريب التصميم بشكل متكامل، وأساليب تفاعلية، وأعمل على مؤلفات لإغناء المكتبة العربية في مجال التصميم الغرافيكي، وحصلت على عشر شهادات شكر وتقدير خلال الأعوام 2012ـ 2018، من الجهات التالية: "الأمانة السورية للتنمية"، "عيادات العمل"ـ "جامعة دمشق"، "مركز المأمون الدولي"، "جمعية التنمية والتطوير للخير"، مؤسسة "حدودي السما التنموية"، وغيرها».

شهادة شكر

المتدربة "عنان الحسيني" تقول: «وجدت جميع الإجابات عن الأسئلة التي دارت في ذهني، والتي لم أستطع الحصول عليها من شبكة الإنترنت أو اليوتيوب لدى المصمم "وسيم زبادنة" عند التحاقي بدورة "الفوتوشوب المتقدم"، واستفدت منها لأنها عملية أكثر منها نظرية، كما التحقت بأخرى في التصميم الغرافيكي».

من جهتها المتدربة "هبة حوا" خريجة فنون تطبيقية، قسم "تصوير ضوئي"، وتعمل في مجال تصوير الأفراح، تقول: «المدرّب والمصمّم "وسيم" صاحب خبرة طويلة، اختار مجال التصميم لعشقه الشديد له، وليس للحصول على مكاسب مادية، وهو يؤسس مع المتدربين علاقة صداقة تستمر حتى بعد انتهاء الدورة التدريبية لتقديم الاستشارات والدعم المعنوي، عرفته في دورتين تدريبيتين لبرنامج "illustlator" لرغبتي بتعلم التصميم الإعلاني، وشعرت بأنه ملمّ بهذا المجال، وهو متمكن جداً، وفي أثناء ورشة العمل تمكن من تزويدنا بأمثلة حديثة جداً؛ وهو يدل على مواكبته لكل جديد في هذا المجال، إضافةً إلى دعم المتدربين وتشجيعهم على تكرار المحاولة لتحقيق الأفضل، وفي موضوع التصوير الفوتوغرافي، هو مصور متميز أيضاً، ويتعمق دوماً بكل ما يعرض عليه من صور وتفاصيل خاصة بها».

شهادة شكر

المدرّب الدكتور في البرمجة اللغوية العصبية والطاقة الحيوية، ورئيس مجلس إدارة مؤسسة "حدودي السما" التنموية "أنس حتاحت"، يقول عنه: «تعرفت إلى المدرب والمصمم "وسيم" في عام 2015، عندما أردت تصميم شعار لمبادرة "نحن أصدقاء"، وكررت التجربة معه في تنفيذ كل تصاميم المهرجان الفني الخاص بذوي الإعاقة من إعلانات، وبطاقات دعوة وغير ذلك، وعند انطلاق مؤسسة "حدودي السما" التنموية قام بتصميم شعارها، وبطاقات العمل، وتعاونا مؤخراً في دورة تدريبية مجانية في التصوير الفوتوغرافي للأشخاص ذوي الإعاقة، حيث تطوع لتقديمها من دون أي عائد مادي، ومؤخراً أشرف على التصميم والتصوير، وتصميم بطاقات الدعوة واللوحات الإعلانية لفاعلية ضخمة تمت بالتنسيق مع وزارة الشؤون الاجتماعية في "دار الأسد للثقافة والفنون"، بمناسبة اليوم العالمي للأشخاص ذوي الإعاقة، ومازال التعاون معه مستمراً، وهو إنسان راقٍ وصبور ومحترف».

الجدير بالذكر، أن المصمّم "وسيم زبادنة" من مواليد "دمشق" عام 1982، حاصل على إجازة في الإعلام من جامعة "دمشق"، ودبلوم تقاني في الفنون التطبيقية، قسم التصوير الضوئي "معهد الفنون التطبيقية"، دبلوم في تقنيات الإعلام من معهد "الإعداد الإعلامي"، وشهادة مدرب معتمد "Nabu Research" من "TOT Academy"، وشهادة "Image Editing"، التي بدأ منحها لأول مرة في "سورية" عام 2017، إضافة إلى حصوله على ما يقارب خمس وعشرين شهادة تدريبية في مجالات الحاسوب والتصميم والمونتاج، والخدع السينمائية، والتدريس، والإدارة.