بوعي خاص لتكوينات العمل الفني التشكيلي، ورغبة كبيرة في امتلاك تقنيات المدرسة التعبيرية، استطاعت الفنانة التشكيلية "سوسن حج ابراهيم" أن تعبّر بألوانها عن المرأة والمواضيع الإنسانية المتنوعة لتزيد من المتعة البصرية والتذوق الجمالي لدى المتابعين.

مدونة وطن "eSyria" تواصلت معها عبر أحد مواقع التواصل الاجتماعي، بتاريخ 13 آذار 2018، وعن موهبتها تقول: «في عمر السابعة اكتشفت معلمة الصف الثاني موهبتي الفنية، واشتركت بمعرض لرسومات الأطفال العالمي في "الهند"، وفزت بجائزة قيمة، وحظيت بتشجيع من المدرسة والأهل، تلتها مشاركتي في عدة معارض للأطفال من تنظيم وزارة الثقافة في "دمشق"، وحظيت بتشجيع الراحل الفنان "نذير نبعة" بالمشاركة والفوز في معرض مجلة "أسامة"، وعندما أصبحت في الثانوية، كانت معلمتي الفنانة "ليلى نصير" ترعى موهبتي وتشجعني على الرسم، وصقلت موهبتي بالتدريب في معاهد مختلفة، منها: مركز "أحمد وليد عزت" للفنون التطبيقية، ومعهد فني في "لوكسمبورغ"، ومركز "أدهم إسماعيل" للفنون التشكيلية، وحرصت على أن أطور موهبتي أيضاً بالمجهود الشخصي، والرسم المستمر بالفحم والرصاص، والرسم الواقعي بالألوان الزيتية، وتطورت معارفي الفنية عبر متابعة الفيديوهات الفنية في "اليوتيوب"، ومطالعة الكتب المتخصصة عن الفن، ومتابعة المدارس التشكيلية لمحبتي الشديدة للرسم، وأعدّ التجربة اليومية هي أساس عملي التشكيلي».

شاركت بمعارض فنية كثيرة مهمة وجماعية، منها في "بيروت" عام 2016، و"فرنسا" عام 2010، و"دمشق" في "دار الأوبرا" عام 2016، ومعرض الخريف السنوي للفنانين السوريين في "خان أسعد باشا" عامي 2016-2017، ومعرض "شموع السلام" في "السويداء" عام 2017، ومعرض نسائيات مبدعات في صالة "لؤي كيالي" عام 2016، ومعرضين في "دير عطية" عامي 2016-2017، وشاركت في معارض تكريمية للفنانين "نشأت الزعبي" و"إلياس زيات" في "المركز الثقافي بـ"أبو رمانة" مؤخراً، ولدي معرض فني خاص في "السعودية" عام 2007، وآخر في "دمشق" عام 2017

وفيما يتعلق بالفنانين الذين تأثرت بهم وموضوعات لوحاتها، تقول: «تأسرني مدرسة الفنان التشكيلي الراحل "نذير نبعة"، وألوانه، وتجذبني مواضيع المرأة بريشته الواقعية، لكن مواضيعي اتسمت بالتعبيرية، التي تصل أحياناً إلى التجريد، وتأثرت بكثيرين من الفنانين العالميين وألوانهم على اختلاف مدارسهم، منهم: "رينوار"، و"بيكاسو" الذي أحببت أعماله، والتكعيبية في مدرسته، والعبقري "فان كوخ" وألوانه، ومدرسته الانطباعية، و"مايكل أنجلو" وما بناه ورسمه في حياته كلها، هو الذي مات بينما كان يرسم لوحة "القيامة" في "الفاتيكان"، تأثرت ألواني وجرأتي بهؤلاء، وتنوعت موضوعاتي الفنية، واتخذت الأسلوب التعبيري في معظم أعمالي بتقنيات مختلفة، واستعملت الألوان الزيتية والإكريليك التي تحتاج إليها لوحتي، والكولاج من مواد مختلفة، مع عناصر أخرى تساعد أسلوبي التعبيري».

عروس الريف بريشتها

وعن مكانة المرأة في لوحاتها، تكمل قائلةً: «أهتم بالمرأة ومواضيعها وهمومها، وجسّدتها أماً، وقائدةً، وراقصةً، ورمزاً للفرح، ورسمت جمالياتها الداخلية والخارجية، ومزجت بين الألوان الحارة والباردة لصنع المتعة البصرية لدى المتذوقين، وجسّدت الفلاحة والفلاح معها، والطالبة، والأخت، وجمال الصداقة والتعاون بين النساء في لوحة بعنوان: "أنا وصديقاتي"، والعازف في لوحة "السيكسفون"، و"معزوفة الحياة المشتركة"، ولوحة "قارئة الفنجان"، التي تعبر عن المرأة الحالمة والشابة الجميلة التي تطمح إلى الأفضل، وظاهرة التنجيم، وقراءة الفنجان، ولوحات "رقص الباليه"، وما فيها من رقي في الأداء، والأعراس الريفية وما فيها من مظاهر الدبكة والفرح، كل ما ورد في هذه اللوحات يجسّد مظاهر إنسانية تتعلق بالمرأة، والعائلة التي أفردت لها لوحة خاصة بعنوان: "العائلة"، واستخدمت الرموز التي تعطي المتلقي فهماً واسعاً، كالحمامة التي ترمز إلى السلام، والزهور التي تعبر عن الجمال، ومحبة الأرض، والعنب والتفاح والفاكهة رمز الخير بالألوان المفرحة والمضيئة في لوحتي "الشمس"، وغيرها الكثير».

وعن مشاركاتها في المعارض الفنية، تقول: «شاركت بمعارض فنية كثيرة مهمة وجماعية، منها في "بيروت" عام 2016، و"فرنسا" عام 2010، و"دمشق" في "دار الأوبرا" عام 2016، ومعرض الخريف السنوي للفنانين السوريين في "خان أسعد باشا" عامي 2016-2017، ومعرض "شموع السلام" في "السويداء" عام 2017، ومعرض نسائيات مبدعات في صالة "لؤي كيالي" عام 2016، ومعرضين في "دير عطية" عامي 2016-2017، وشاركت في معارض تكريمية للفنانين "نشأت الزعبي" و"إلياس زيات" في "المركز الثقافي بـ"أبو رمانة" مؤخراً، ولدي معرض فني خاص في "السعودية" عام 2007، وآخر في "دمشق" عام 2017».

من معرض جماعي في المركز الثقافي بـ"أبو رمانة"

وتكمل حديثها حول متابعة الحركة التشكيلية السورية والصعوبات التي تواجهها، قائلةً: «لا شك تأثرت الحركة التشكيلية السورية بالأزمة، وكانت دافعاً لها نحو الأفضل، وتجسد ذلك بأعمال الفنانين وإصرارهم على العمل، والبقاء داخل البلد، وإقامة المعارض الجماعية والفردية، والفنان السوري يمثل شريحة مهمة، ويمتلك حساسية كبيرة تجاه هموم وآلام الناس وأحلامهم عن الشعور بالأمان والسلام، فاختلفت الأعمال والتعبير الفني خلال هذه الأزمة، وأغلب الفنانين لديهم محبة وتصميم على المتابعة، لتحسين المشهد التشكيلي السوري، وأتمنى أن تعود "دمشق" كما كانت أجمل العواصم الثقافية، وأقيم المزيد من المعارض الفنية فيها مع عواصم أخرى في العالم لتصل رسالتي ويعم التذوق التشكيلي، وأرى سعادة المتلقين والمثقفين في جو تسوده المحبة والجمال بالرسم، لأمارس تجربتي وهوايتي الصادقة في بلدي، ونتجاوز الصعوبات المتعلقة بقلة اقتناء اللوحات التشكيلية بسبب الأزمة، وهي معاناة كثيرين من الفنانين؛ بسبب تكلفة العمل الباهظة بالإصرار على العمل والإبداع، ونقوم بتشجيع الفنانين الشباب لعرض أعمالهم في معارض محلية فردية وجماعية».

الفنان التشكيلي "عصام المأمون"، يقول عنها: «هي فنانة مجتهدة ونشيطة، محبة للفن، ومتابعة لأكثر النشاطات التشكيلية في "دمشق"، وفي كل مرة أرى تطوراً في أعمالها وأسلوبها التعبيري، الذي يتسم بالجرأة في التجريب بمقتنياتها وألوانها، أرى في مواضيعها بوجه عام طرحاً للمرأة بوجوهها المختلفة، ومثلتها بشكل تعبيري جميل مع اختزال للزخرفة والبهرجة، وكأنها تحاول إظهار الأشياء والأفكار الداخلية بما تحمله هذه المرأة من طيبة وكفاح وسمو وفرح وعطاء، وأشعر بأنها تملك خبرة فنية من وعي تكوين، ولون وتقنية في أعمالها، وحرصها على متابعة الحركة التشكيلية السورية هو دليل على جديتها وحبها له، هي تقدم طرحاً خاصاً بها، وأتمنى لها دوام التألق والنجاح».

لقاء في أحد المعارض

الجدير بالذكر، أن الفنانة التشكيلية "سوسن حج ابراهيم" من مواليد "دمشق" عام 1961، تحمل شهادة بكالوريوس في الاقتصاد والتجارة، عام 1990، ولديها عدة شهادات تكريم في معارض جماعية في "بيروت" و"دمشق".