بمتابعة مستمرة لمجال إدارة المشاريع، وقدرة كبيرة على تطوير الذات أكاديمياً وعملياً، استطاع "معن الهمة" المقيم في "ألمانيا" منذ عام 2016 العمل كاستشاري في كبرى الشركات العالمية، وتدريب الشباب السوريين المغتربين، ومساعدتهم على إيجاد فرص عمل عبر دورات تدريبية.

مدونة وطن "eSyria" تواصلت معه عبر مواقع التواصل الاجتماعي، بتاريخ 3 آذار 2018، وعن دوافعه للدخول في هذا المجال يقول: «لا أحب الروتين، وأعشق العمل في بيئات محفوفة بالمخاطر والمجهول والتحديات، ضمن فريق عمل متكامل، وأؤمن بأنه عندما يكون متناغماً، يصبح قادراً على تجاوز المستحيل، خاصةً فيما لو تم تحقيق غايات العمل من خلال التواصل والتفاوض الذي يحقق منفعة جميع الأطراف، وهكذا وجدت ضالتي في هذا المجال، وعملت على تطوير نفسي في مجال الإدارة من خلال دراسة ما هو جديد، وتحصيل أربع شهادات احترافية لأبقى مواكبا له، وأعمل على تحصيل الخامسة، وكنت موجوداً في جمعيات ومنظمات تعنى بهذا المجال، وتمكنت من بناء علاقات مع مديري مشاريع ناجحين والتعلم منهم، ومن خلال تطبيق منهجية علمية، والأخذ بالتغذية الراجعة من الفرق العاملة، وقياس النتائج، وملاحظة الدروس المستفادة».

بدأت العمل في مجال إدارة المشاريع عام 2003 في شركة خاصة من دون أن أعي تماماً أن طبيعة العمل هذه ذات مبادئ علمية، ثم تابعت في شركة أخرى كمسؤول قسم الحلول الأمنية، والمسؤول عن تنفيذ مشاريعها، بدأت النقلات النوعية عند انتقالي للعمل مع الإخوة اللبنانيين والعرب بمشاريع ذات ميزانيات ضخمة، ثم عدت للعمل في "سورية"، حيث وجدت نفسي مضطراً لتعلم إدارة المشاريع بأسلوب علمي، لأتمكن من إدارته بفعالية، إضافة إلى عدة مشاريع مجتمعية أسستها، أو شاركت في التخطيط لها وتنفيذها بمنهجية علمية

وعن خبراته وعمله كمدرب يقول: «بدأت العمل في مجال إدارة المشاريع عام 2003 في شركة خاصة من دون أن أعي تماماً أن طبيعة العمل هذه ذات مبادئ علمية، ثم تابعت في شركة أخرى كمسؤول قسم الحلول الأمنية، والمسؤول عن تنفيذ مشاريعها، بدأت النقلات النوعية عند انتقالي للعمل مع الإخوة اللبنانيين والعرب بمشاريع ذات ميزانيات ضخمة، ثم عدت للعمل في "سورية"، حيث وجدت نفسي مضطراً لتعلم إدارة المشاريع بأسلوب علمي، لأتمكن من إدارته بفعالية، إضافة إلى عدة مشاريع مجتمعية أسستها، أو شاركت في التخطيط لها وتنفيذها بمنهجية علمية».

مبادرة "يلا عالبسكليت" عام 2014

وعن عمله وأهمية إدارة المشاريع يقول: «أعمل في شركة خاصة لصناعة قطع السيارات كمدير واستشاري مشاريع، وتتضمن مهامي: تعديل منهجية إدارة المشاريع في الشركة بما يتواءم مع المنهجيات الحديثة، وتقديم الاستشارات الشخصية لمديري المشاريع عند الحاجة، وتعود أهمية هذا المجال إلى تغير العالم الذي نعيش فيه بسرعة شديدة، وفي ظل تشريعات جديدة معقدة، وندرة الموارد، والمنافسة الشديدة؛ وهو ما يجعل بيئتنا بحاجة إلى ضبط لنصل إلى الأهداف المرجوة، ونحتاج إلى منهجية إدارة المشاريع، التي بدأ الاهتمام عالمياً بها منذ سبعينات القرن الماضي، وقامت إثر ذلك عدة منظمات بالتخصص لتقديم خدمات علمية واحترافية، وظهرت مهنة (مدير مشروع)، ولاحظت خلال مسيرتي المهنية تفاوتاً بمستوى الاحترافية فيها من شركة إلى أخرى، ونحن في "سورية" بحاجة إلى نشر هذا المفهوم».

وفيما يتعلق بعمله كمحاضر ومدرب يقول: «كنت محاضراً في إدارة الفعاليات والتسويق في جامعة "دمشق"، وهي تجربة ممتعة بالنسبة لي في الأعوام الدراسية 2013/2014، 2014/2015، وبذلت قصارى جهدي لتحويل المواد النظرية إلى مفهوم عملي، بالتشارك والعمل مع الطلاب في فعاليات ومشاريع، لتكون حالة التعلم راسخة قدر الإمكان، كما عملت كمدرب لإدارة المشاريع منذ عام 2013، ومهما كانت مهاراتي واسعة، فإن محاولة تدريس ما أعرفه دفعتني إلى مزيد من التعلم، واستطعت رؤية العلم من منظور جديد، وتبادل الخبرات، وانطلاقاً من إيماني بالعمل المجتمعي ونتائجه العديدة على المستوى الشخصي في اكتساب الخبرة العملية، وتنمية المهارات الشخصية والمجتمعية بالمساعدة على تنمية الشعور بالانتماء، وتلبية احتياجات شرائح مجتمعية صغيرة، ولأنه من وسائل خلق التغيير الذي نطمح إليه، أطلقت أثناء سنوات الحرب على "سورية" مبادرة "معاً نقرأ" في أيلول 2010 بهدف تقبل الآخر، و"يلا عالبسكليت" في نيسان 2014 لنشر العدالة المجتمعية، ومشروع "السوري المحترف" عام 2016 لنشر ممارسات إدارة المشاريع العالمية، وأتابع تطور هذه المبادرات عبر الشبكة العنكبوتية، وفي "ألمانيا" أنشط مجتمعياً من خلال قسمين من الأنشطة: الأول بهدف التعرف إلى المجتمع الجديد، وبناء علاقات مهنية، حيث يتوجه إلى مديري المشاريع، أو قراء الكتب الإنكليزية، ومتطوعي المنظمات المدنية الألمانية. والثاني موجه إلى الناطقين باللغة العربية، والسوريين بوجه خاص؛ بهدف تبادل الخبرات لفهم البيئة الجديدة، وأسعى إلى تكوين تجمعاً للسوريين في "ألمانيا" لحماية وتحقيق مصالحهم في مجتمعهم الجديد. ولاحظت الفروق الكبيرة في التفاعل المجتمعي من ناحية مراعاة القوانين، مثل قوانين البيانات الشخصية؛ وهو أمر لم أدركه في السابق، إضافةً إلى وجود العديد من الأنشطة، وساعات العمل الطويلة جداً هنا في "ألمانيا"؛ وهو ما يخلق منافسة حقيقية لاجتذاب الجمهور من أصحاب الوقت الضيق جداً».

من ورشة عمل لتدريب الشباب المغتربين

وعن الصعوبات التي يواجهها يقول: «كمغترب سوري أواجه صعوبات تتعلق بفهم طبيعة العمل التخصصية جداً، وما يتعلق بإعادة طريقة عرض خبراتنا السابقة بما يلائم الفرص المتاحة، التي يأتي معظمها عن طريق بناء العلاقات المهنية، إضافةً إلى فهم الخلفية الثقافية لأي محادثة، واختلاف ساعات العمل، وساعات الشروق والغروب، وعامل إتقان اللغة، ولا سيما أن هناك اختلافات بين لغة الشارع، وما نتعلمه في معاهد اللغات، والتعابير غير المباشرة، وأظن أن التحدي الحقيقي لدى السوريين اليوم في بلاد الاغتراب هو خلق فرق عمل ونجاحات جماعية، وهو ما أسعى إلى تحقيقه، وأظن أننا كشباب سوريين في "أوروبا" يجب أن نعود إلى ذواتنا لنعرف ماذا نريد حقاً، وأطمح إلى أن أنعم بحياة متوازنة مع أولادي، وأقوم بدور جوهري في بناء مجتمع مدني».

من جهته المهندس "جهاد برغوتي" صديقه وشريكه في تأسيس مبادرة "معاً نقرأ"، ومدير شركة خاصة في "إسبانيا"، يقول: «التقيت "معن" للمرة الأولى في السنة الدراسية الأولى لكلية الهندسة الكهربائية، ولم تحصل صداقة متينة حينئذٍ، وانقطعت الأخبار بيننا إلى أن أصبحت ألتقيه في أحد النوادي الرياضية، وفي مقر عمله، ثم توطدت علاقتنا في عملنا بمجلس إدارة مبادرة "معاً نقرأ"، وكانت جيدة على الرغم من المعوقات التي تعرضت لها المبادرة، ورغم عدم توافقنا في وجهات النظر تماماً، إلا أن ذلك كان عامل قوة، حيث كان يعبر عن إعجابه بالأفكار التي أقترحها، وانضممت لاحقاً إلى مجلس الأمناء في المبادرة، التي لاقت نجاحاً قوياً في ذلك الوقت، وهو يمتلك (كاريزما) قيادية ومبادرة، لمست ذلك منذ شاركنا في معسكرات التدريب الجامعي، حيث كان محفزاً لمجموعته في التدريب الرياضي، ولديه قدرة على اكتشاف الجانب الإبداعي لدى الأشخاص الذين يعمل معهم وتحفيزهم، وهو بعمله كمدرب في بلاد الاغتراب يقدم الدعم المعنوي والإحساس بالأمان المعيشي والوظيفي للشباب من خلال ورشات العمل التي يقيمها، وهذا يؤدي إلى تخفيف عناء الغربة، وتوفير الكثير من الجهد عليهم، ومساعدتهم على التعرف إلى بيئة العمل أسرع، وزيادة فرص العمل المتاحة لهم؛ وهو ما يعطيهم الأمل للاستمرار وعدم اليأس».

مع صديقه "جهاد برغوتي"

الجدير بالذكر، أن "معن الهمة" من مواليد "دمشق" عام 1974، حاصل على ماجستير في إدارة الأعمال من جامعة "دمشق"، كلية الاقتصاد، ودبلوم في إدارة المشاريع، وآخر في إدارة مخاطر المشاريع، وثالث في إدارة المشاريع الرشيقة من معهد إدارة المشاريع الأميركي، ورابع في إدارة المشاريع وفق المعيار البريطاني، ويحضر حالياً لدبلوم في تحليل الأعمال، وحاصل على عدة تكريمات، منها تكريم السيدة الأولى "أسماء الأسد" عام 2015، وتكريم من مفوضية شؤون اللاجئين عام 2016، وغيرهما.