من خلال اهتمامه بالتفاصيل الموسيقية، وحرصه على صورتها الحقيقية النقية كي تقدم للمستمع وتؤثر فيه، استطاع أن يكوّن لنفسه بصمة خاصة في عالم الموسيقا السورية.

مدونة وطن "eSyria" وبتاريخ 7 آذار 2018، تواصلت مع الموسيقي "علي أحمد" ليحدثنا عن بداياته بالقول: «بدأت مشواري الموسيقي من مشاركاتي ضمن المجموعات الكشفية كمتطوع، لأنتقل بعد ذلك إلى مرحلة دقيقة وأكاديمية في علوم الإيقاع مع الأستاذ الروسي "سيرغي فودنيف"، إلى أن دخلت بعدها المعهد العالي للموسيقا، وتعلمت مناهج المعهد وفق أنظمته وقوانينه. وخلال مدة دراستي تقدمت إلى مسابقة لدعم مواهب الشباب في "أوروبا" ونجحت فيها، ومن خلالها سافرت إلى "إسبانيا"، وشاركت في ورشة عمل بإشراف مدرب ألماني، وتعلمت حينئذٍ الكلاسيك والموسيقا الحديثة المعاصرة. وخلال وجودي في "إسبانيا" أيضاً تقدمت إلى مسابقة "أوركسترا السلام الدولية"، ونجحت فيها، وبعد نجاحي شاركت مع الأوركسترا خلال 44 حفلاً في مدن ومسارح مختلفة، ثم قدمت مجموعة من الأعمال الكلاسيكية والمعاصرة في أماكن مختلفة من العالم وتعرفت من خلالها إلى موسيقيين عالميين، وعند عودتي إلى "سورية" تابعت دراستي في المعهد، وحتى خلال مدة دراستي كنت تحت إشراف أساتذة روس إلى جانب الفنان "سيمون مريش"، وأيضاً في المعهد نفسه تعلمت الموسيقا الشرقية بإشراف الفنان "فراس حسن"، وكان له فضل في الجانب الشرقي من الموسيقا التي تعلمتها آنذاك».

كنت موجوداً بالقرب من "علي" في معظم لحظات وجوده في المعهد العالي للموسيقا، وعلمت من خلال شغفه ونشاطه أنه سيكون موسيقياً مهماً، ويترك بصمة استثنائية في عالم الموسيقا السورية، كان من الطلبة القلائل الذين حصلوا على شهادات الخبرة لإنجازهم جميع المهام الموكلة إليهم؛ وهذا زاد من تميزه، فقد كان يبرهن دائماً أنه على قدر عال من المسؤولية، إضافة إلى أن ساعات تمرينه كانت تتجاوز 16 ساعة في اليوم، عزف فيها برامج وقطعاً كثيرة. كما أنه يمتلك أداءً لافتاً وقدرة استعراضية مميزة، وبمشاركاته الخارجية كان سفيراً موسيقياً لبلاده، بالمجمل، فإن جميع الموسيقيين السوريين الذين يقدمون الفن على المسارح العالمية هم خير وسيلة لنعرّف العالم كم نمتلك من الغنى الفني

وعن نشاطاته الفنية، يضيف: «بعد تخرجي في المعهد العالي الموسيقا، وحصولي على إجازة في الإيقاع، حصلت على درجة الماجستير في التربية الموسيقية من جامعة "دمشق"، لكنني خلال مدة دراستي وبعد تخرجي في المعهد لم أتوقف عن المشاركة في ورشات العمل، ومن ضمنها مع الفرنسي "جان لوك"، والبولوني "جان بيخ"، والبريطاني "إيان ميلر"، وغيرهم الكثير، وأسست فيما بعد فرقة "خطوات" الإيقاعية التابعة لمعهد "الأسد للموسيقا"، وهي فرقة تضم أعداداً كبيرة من الأطفال يقدمون موسيقاهم من خلال آلات نحن نصنعها ونرافقهم مع فرقة موسيقية كبيرة، وقد قدمنا حفلاً في "دار الأوبرا". وأسست فرقة "صلحي الوادي" الإيقاعية التابعة لمعهد "صلحي الوادي"، التي تضم طلاب الإيقاع في المعهد ذاته، كما أسست مجموعة "شام" الإيقاعية، التي تعدّ نواة أوركسترا إيقاعية تضم طلاباً وخريجين من المعهد العالي للموسيقا اختصاص إيقاع، حيث قدمنا مجموعة من العروض الجيدة. وأعدّ النقلة النوعية في حياتي الموسيقية هي المرحلة التي سافرت فيها إلى أوروبا، حيث شاركت في ورشات عمل مع أساتذة عالميين، وتعرفت إلى ثقافتهم الموسيقية وفنهم عن قرب، وأسعى دائماً إلى الاستفادة من الثغرات التي يمكن أن تغني معارفي الموسيقية».

الموسيقي "سيمون مريش"

وعن مشاركاته الفردية، يقول: «شاركت في ملتقى معاهد البحر الأبيض المتوسط في "اليونان" كعازف صولو، وقدمت فقرة ثنائي إيقاع مع الأستاذ البولوني "جان بيخ" في "دمشق"، إضافة إلى المشاركة في العديد من حفلات الصولو في العديد من البلدان، كـ"لبنان" و"اليونان". وشاركت أيضاً إلى جانب الفرقة الوطنية للموسيقا العربية بقيادة المايسترو "عدنان فتح الله"، حيث قدمنا من خلاله موسيقا متنوعة. وأخيراً شاركنا في عيد الجيش الروسي المئوي في "روسيا" أيضاً مع الفرقة الوطنية للموسيقا العربية في قاعة المؤتمرات بقصر "الكرملين"، بحضور الرئيس الروسي "فلاديمير بوتين". وحالياً أنا العازف الأول والأساسي في الأوركسترا الوطنية السورية، وعازف أساسي في الفرقة الوطنية للموسيقا العربية، ومدرّس في المعهد العالي للموسيقا، ومعهد "الأسد" للموسيقا، ومعهد "صلحي الوادي"، ومشرف تربوي نفسي في مشاريع الدعم النفسي للأطفال، وأدرّب على الآلات الإيقاعية في "الفرقة العسكرية السورية"».

الموسيقي "سيمون مريش" المدرّس في المعهد العالي للموسيقا بـ"دمشق"، عنه يقول: «كنت موجوداً بالقرب من "علي" في معظم لحظات وجوده في المعهد العالي للموسيقا، وعلمت من خلال شغفه ونشاطه أنه سيكون موسيقياً مهماً، ويترك بصمة استثنائية في عالم الموسيقا السورية، كان من الطلبة القلائل الذين حصلوا على شهادات الخبرة لإنجازهم جميع المهام الموكلة إليهم؛ وهذا زاد من تميزه، فقد كان يبرهن دائماً أنه على قدر عال من المسؤولية، إضافة إلى أن ساعات تمرينه كانت تتجاوز 16 ساعة في اليوم، عزف فيها برامج وقطعاً كثيرة. كما أنه يمتلك أداءً لافتاً وقدرة استعراضية مميزة، وبمشاركاته الخارجية كان سفيراً موسيقياً لبلاده، بالمجمل، فإن جميع الموسيقيين السوريين الذين يقدمون الفن على المسارح العالمية هم خير وسيلة لنعرّف العالم كم نمتلك من الغنى الفني».

يذكر أن الموسيقي "علي أحمد" من مواليد "دمشق"، عام 1987.