بعزيمة وإصرار كبيرين، ورغبة في تحقيق الذات والمساهمة في بناء المجتمع، تمكّن الإعلامي "علي المحمود" من أن يثبت نفسه في مجال العمل الإعلامي، ويطلق موقعاً إلكترونياً شاملاً على الشبكة العنكبوتية، على الرغم من عدم قدرته على الكلام، وتحريك طرفيه السفليين.

مدونة وطن "eSyria" تواصلت معه عبر مواقع التواصل الاجتماعي، بتاريخ 24 شباط 2018، وعن مهاراته يقول: «كان عمري ثمانية أعوام عندما اشترى لي والدي أول جهاز حاسوب، تعلمت استخدامه بمجهودي الخاص وبمساعدة قليلة من المهندس المختص، وفي العاشرة من العمر تعلمت على برامجه بمفردي، وخاصةً الفوتوشوب، كنت أشتري أقراصاً تعليمية، وأجرب البرامج بنفسي، أمي وأبي كانا دوماً إلى جانبي في كل مراحل حياتي، ولم أتوقع عندما كنت صغيراً أنني سأدخل مجال الإعلام، لكن بعد دراستي له أحببته كثيراً، ومنذ دخولي الجامعة التحقت بعدة دورات تدريبية في قناة "سما" الفضائية، ودورات في التحرير الصحفي، والمونتاج، ومهارات المراسل الميداني، وحصلت على شهادة في دبلوم الإعلامي المهني، وشهادة في "ICDL"، طموحي لا حدود له، وأريد أن أجعل والديّ فخورين بي، وسر إصراري على العمل هو أنني لا أريد للحياة أن تتحكم بي، بل أنا من يتحكم بها، أصنع مستقبلي بيدي، وأثبت نفسي في المجتمع».

يدرس "علي" حالياً سنة ثانية هندسة المعلوماتية، في "الجامعة الافتراضية"، وتخرّج مؤخراً في كلية الإعلام في جامعة "دمشق"، ومنذ ما يقارب العام أسس موقعاً إلكترونياً لشغفه بالتكنولوجيا والعمل الإعلامي، بدأ وضعه الصحي يتدهور عندما كان عمره ثمانية أشهر، ومع ذلك أراد أن يتعلم، شجعته كثيراً وساعدته، ولا سيما في الصغر، أقف دوماً إلى جانبه، وأرافقه في كل تنقلاته، عند ذهابه إلى الجامعة، ونقله الإعلامي للمعارض والأنشطة برفقة زملائه في العمل

وعن تأسيسه لموقع إلكتروني شامل، يقول: «أطلقت موقع "Newsbirds" بتاريخ 2017/1/1 بهدف المساهمة في تطوير المجتمع وخدمة الوطن؛ من خلال تسليط الضوء على قضايا تهمّ الناس، ورفع مستوى العمل الإعلامي، حيث يسعى الموقع منذ تأسيسه إلى إتاحة فرص العمل الإعلامي التطوعي لكل الطلاب وخريجي الإعلام، ولدي فريق عمل مكوّن من 15 فرداً. والصعوبات التي أواجهها تكمن في الوصول إلى المعلومات والمصادر نوعاً ما، وكصحفي لديه وضع صحي خاص، أواجه صعوبة في التنقل والذهاب والإياب، وعلى الرغم من ذلك، أوجه رسالة إلى الشباب من ذوي الاحتياجات الخاصة بأن يثقوا بالله، وبأنفسهم، وبرأيي، لا يوجد إنسان بلا إرادة، لكنه هو من يجعلها تنمو أو يميتها».

برفقة والدته "رقية طالب"

بدورها "رقية طالب" والدته، تقول: «يدرس "علي" حالياً سنة ثانية هندسة المعلوماتية، في "الجامعة الافتراضية"، وتخرّج مؤخراً في كلية الإعلام في جامعة "دمشق"، ومنذ ما يقارب العام أسس موقعاً إلكترونياً لشغفه بالتكنولوجيا والعمل الإعلامي، بدأ وضعه الصحي يتدهور عندما كان عمره ثمانية أشهر، ومع ذلك أراد أن يتعلم، شجعته كثيراً وساعدته، ولا سيما في الصغر، أقف دوماً إلى جانبه، وأرافقه في كل تنقلاته، عند ذهابه إلى الجامعة، ونقله الإعلامي للمعارض والأنشطة برفقة زملائه في العمل».

من جهتها الإعلامية "ابتسام خليل سلام"، والتي تعمل مع "علي المحمود" في موقع "Newsbirds"، تقول: «تعرفت إليه قبل ثلاث سنوات، التقيته أول مرة أثناء زيارة لأحد مراكز التدريب الإعلامي، كان يقوم حينئذ بدورة تدريبية في التحرير الصحفي، وأعمل معه في الموقع الإلكتروني منذ انطلاقته، هو يتمتع بحس إداري عالٍ، ويعرف كيف يوصل الفكرة إلى الآخر بطيبة وابتسامة، استطاع أن يؤسس موقعاً إلكترونياً في الوقت الذي لم نستطع نحن الأصحاء جسدياً ذلك؛ لأن الإعاقة إعاقة الفكر، وليس الجسد، يتمتع "علي" بفكر متقد تعدى حدوداً كثيرة لم يصل إليها كثيرون من الأصحاء، إنسانياً يملك قلباً طيباً، وحباً للآخرين يفوق الوصف، متعاون مع الجميع في العمل الإعلامي، ويساعدهم في المونتاج والأفكار. ومهنياً تفوق علينا جميعاً، وألجأ إليه عادةً عند تعطل جهاز الحاسوب الخاص بي، ويستطيع حل المشكلة بكل سهولة، التحقنا معاً بدورة في التصوير الفوتوغرافي، أذهلني كيف يستجمع قواه لالتقاط الصورة، إلى جانب إلمامه بالعديد من التقنيات الحاسوبية، وبرامج الفوتوشوب، والمونتاج، وكل ما يتعلق بالإلكترونيات».

موقع Newsbirds

الجدير بالذكر، أن "علي المحمود" من مواليد "دمشق" "القيمرية"، عام 1989.