ببراعة استخدم التشكيلي "أكرم العلي" أسلاك النحاس والفضة إلى جانب ألوانه التي اختارها بعناية فائقة، ليحولها إلى لوحات فنية متفردة، جسّد من خلالها رسالته الفنية، ووضع بصمته الخاصة على الساحة الفنية.

الملخص: ببراعة استخدم التشكيلي "أكرم العلي" أسلاك النحاس والفضة إلى جانب ألوانه التي اختارها بعناية فائقة، ليحولها إلى لوحات فنية متفردة، جسّد من خلالها رسالته الفنية، ووضع بصمته الخاصة على الساحة الفنية.

فنان متفرد بأسلوبه الخاص في تقنية مميزة باستخدام اللون، وطريقة عمله فريدة استخدم أدواته المؤلفة من أسلاك النحاسية وفضية بشكل مميز وفريد في اللوحة، وعمل بأسلوب الصب بمواد خاصة ليخرج أعمالاً فنية مميزة، إضافة إلى الدراسات اللونية الكثيرة التي عملها لإخراج أعمال كبار الفنانين بأسلوبه الخاص، فقد اشتغل أعمال "بيكاسو" بطريقة جميلة، إضافة إلى عدد كبير من الفنانين، آخرها أعمال الفنان التشكيلي "سموقان أسعد"، فقد اختار مواضيع جميلة من تجليات الواقع، وأدخل في موضوعاته الميثيولوجيا في آخر الأعمال كلوحات "أورنينا"، كما عمل على خامة النحاس والألوان الخاصة به، فهو خزاف من الطراز الجميل، وعمل على الفخار بأسلوب متفرد اعتمد فيه النحاس ومواد مختلفة بتشكيلات زخرفية تعود إلى التراث والموروث من الفنون لينتج أعمالاً ترتقي بالعمل الفني، استطاع من خلالها أن يترك بصمته الخاصة به لكونه من الفنانين الذين تفردوا بالأسلوب والطرح والأفكار التي عمل عليها، فهو فنان جميل ومميز، وصاحب حضور، وأعتزّ بصداقته

"الفن هو موهبة إبداع وهبها الخالق لكل إنسان، لكن بدرجات تختلف بين شخص وآخر، فهو الإبداع الحر تحت عنوان الجمال لإنتاج أشياء تحمل قيماً جمالية بهدف إيصال رسالة إنسانية، فهو غذاء الروح يعبر فيه الفنان عن مكنوناته وهواجسه من خلاله". هذا ما قاله لمدونة وطن "eSyria" الفنان التشكيلي "أكرم العلي" بتاريخ 10 تشرين الثاني 2017، وتابع عن بداياته: «الفن موهبة تخلق مع الإنسان بالفطرة، فقد نشأت في بيت يزخر بالمشغولات الفنية المتنوعة، فوالدي كان نجار موبيليا ومصمم ديكور، وكان يلفت نظري ما يصممه ويضيفه من لمسات جمالية، وكنت أراقبه بكل عناية واهتمام، ووالدتي كانت تحترف التطريز اليدوي على المفروشات والستائر.

إحدى لوحاته بأسلاك النحاس

من خلال هذه المشاهدات الفنية المتنوعة ومحاولة تقليدها تطورت موهبتي، وكانت رسوماتي تلفت نظر المدرّسين وأصدقائي من حيث دقة وجمالية الأعمال التي كنت أنجزها، وهذا الشيء كان يشعرني بسعادة بالغة، وخصوصاً أنني حظيت بدعم وتشجيع أهلي الدائم لإغناء موهبتي وصقلها بالتدريب الدائم، ففي عام 1987، ابتكرت بمفردي أسلوباً جديداً في الرسم بأسلاك النحاس والفضة وألواناً خاصة أنا أقوم بتطبيقها بنفسي، وبدأت وضع بصمتي وأسلوبي الخاص في أعمالي الفنية، فبدأت تطوير أعمالي بإدخال أسلاك النحاس والفضة إلى مجسمات الخشب التي أصنعها، إضافة إلى الرسم على الحجر والرخام أيضاً، وقمت أيضاً بزخرفة الأواني الفخارية بتلبيسها بأسلاك النحاس والفضة بطريقة "التطعيم"».

يضيف "العلي": «أنا لم أتعلم أصول هذا الفن ولا فروعه، بل ولدت الفكرة من رحم الحاجة إلى ابتكار جديد في عالم الحرف اليدوية الفنية، ورغبة مني في إضافة بصمة جديدة في عالم الفن التشكيلي بالعالم، وما أقوم به يشبه الأشغال الشاقة والممتعة بآن واحد، وبات يجري في شراييني منذ زمن، فأنا أمضي ساعات طويلة أمام اللوحة السوداء التي أمامي؛ أرسم وأهندس وأطوع النحاس والفضة ليتلاءما مع وضعية التصميم الموجود في مخيلتي؛ بهدف إظهاره بطريقة فنية مبتكرة، أضف إلى أن الرسم بالأسلاك يحتاج إلى الثقة والصبر والهدوء والتحدي ليخرج العمل الفني بالصورة المثلى، ولا بد أن يرافقه الاستغراق بدرجة عميقة وإحساس داخلي يمكن الفنان من تمثيل الحالة النفسية والذهنية للوحة المرسومة، فليس المهم أن ترسم لوحة بنسب صحيحة، بل على الفنان أن ينقل الأحاسيس والانفعالات من خلال عمله الفني، ويعد اختباراً صارماً لقدرة الفنان ومهارته، أضف إلى أنني من خلال أعمالي أسعى دائماً إلى التنويع بمواضيعي وابتكار الجديد دائماً في لوحاتي التي أرسمها، فالموهبة كالنبتة تحتاج إلى عناية ورعاية، فيمكن لأي شخص أن يصبح فناناً عندما يتوفر لديه شغف بمجال معين وإرادة وتصميم على الخوض فيه؛ فالممارسة والخبرة الطويلة جميعها كفيلة بتحقيق نتائج باهرة، لكن وجود الموهبة شرط ضروري للتميز، ويوفر الكثير من الوقت والجهد».

أسلاك نحاس بألوان خاصة على حجر

الفنان التشكيلي "صفوان جمول" قال عنه: «فنان متفرد بأسلوبه الخاص في تقنية مميزة باستخدام اللون، وطريقة عمله فريدة استخدم أدواته المؤلفة من أسلاك النحاسية وفضية بشكل مميز وفريد في اللوحة، وعمل بأسلوب الصب بمواد خاصة ليخرج أعمالاً فنية مميزة، إضافة إلى الدراسات اللونية الكثيرة التي عملها لإخراج أعمال كبار الفنانين بأسلوبه الخاص، فقد اشتغل أعمال "بيكاسو" بطريقة جميلة، إضافة إلى عدد كبير من الفنانين، آخرها أعمال الفنان التشكيلي "سموقان أسعد"، فقد اختار مواضيع جميلة من تجليات الواقع، وأدخل في موضوعاته الميثيولوجيا في آخر الأعمال كلوحات "أورنينا"، كما عمل على خامة النحاس والألوان الخاصة به، فهو خزاف من الطراز الجميل، وعمل على الفخار بأسلوب متفرد اعتمد فيه النحاس ومواد مختلفة بتشكيلات زخرفية تعود إلى التراث والموروث من الفنون لينتج أعمالاً ترتقي بالعمل الفني، استطاع من خلالها أن يترك بصمته الخاصة به لكونه من الفنانين الذين تفردوا بالأسلوب والطرح والأفكار التي عمل عليها، فهو فنان جميل ومميز، وصاحب حضور، وأعتزّ بصداقته».

الجدير بالذكر، أن الفنان التشكيلي "أكرم العلي" من مواليد مدينة "دير الزور" عام 1955، درس الفلسفة في جامعة "دمشق"، أقام العديد من المعارض، منها: معرض "معلولا" الأول في دير "مارتقلا" عام 2010، ومعرض "شبابيك"، ومعرض في المركز الثقافي بـ"مخيم اليرموك" بمناسبة الحركة التصحيحية عام 2010، وعرض "هواجس" في صالة "تمرحنا" في "دمشق"، ولديه العديد من المشاركات الجماعية.

أعماله بالفخار بطريقة التطعيم