بلمسة فنية معاصرة ممزوجة بعراقة التراث دمج "مصطفى عزو" الحداثة مع التراث بنقشها على قطع الإكسسوار، وتفرّد بمشروعه الخاص عن باقي أقرانه من أصحاب المهنة، فأصبح مصدر رزقه.

مدونة وطن "eSyria" التقت الحرفي "مصطفى عزو" بتاريخ 24 آب 2017، ليحدثنا عن بدايته بمهنة نقش النحاس قائلاً: «أعدّ من الجيل الخامس ضمن عائلتي التي عملت بمهنة النقش على النحاس؛ حيث ورثت المهنة أبّاً عن جدّ منذ مئتي عام، وكان لها الفضل بنشرها في بعض الدول العربية، مثل: "المغرب"، و"لبنان"؛ فمنذ سنوات طفولتي المبكرة وعيت على ممارستها مع والدي وأعمامي، حيث يقوم والدي بتشكيل قطع النحاس بينما أتكفل أنا بنقشها برسومات وخطوط تحمل الطابع الشرقي؛ وهذا يتطلب الكثير من الصبر؛ لكونك تتعامل مع معدن صلب يجب أن تخلق به إحساساً وروحاً؛ وهذا لا يأتي إلا من حبك لعملك وإيمانك بما تقوم به».

تعرّفت "مصطفى" في بداية عمله، حيث تعلم مبادئ المهنة لدي، ما لفتني إصراره على تعلم المهنة ورغبته بالتميز؛ يمتلك نظرة حرفية وفنية جعلته يبدع تصاميم يقدمها بطريقة عصرية ممزوجة بطابع شرقي، حيث استفاد من عمله لسنوات عدة بمجال النقش على النحاس، وكل ذلك بطريقة يدوية؛ وهذه سابقة تسجل له

وحول عمله بمجال نقش الإكسسوار، يضيف قائلاً: «بطبعي أحب التراث الذي يشغل قسماً كبيراً من ذاكرتي، لكنني دائم البحث عن أسلوب لإضافة الحداثة مع المحافظة على الطابع الشرقي، كانت البداية في "مصر"، حيث تمكنت أثناء عملي بمجال تزيين بدلات العرائس من نقل النقش على النحاس إلى النقش على قطع الإكسسوار التي تزين الفستان، وتمكنت من ترك بصمة بهذا المجال، حيث باتت الهوية التي تميز عملي في السوق، وبعد عودتي إلى البلد اقتنيت قطعة إكسسوار قمت بشرائها عن طريق الإنترنت، هنا راودتني فكرة دخول المهنة، لكن مع إضافة حرفة النقش عليها، حيث بدأت تعلمها على يد الحرفي "غابي خوري" الذي كان له الفضل بتعلمي هذه المهنة، ثم أكملت مع الحرفي "إيلي بونجا" الذي يعمل بصياغة الذهب، حيث أخذت منه الكثير من أسرار المهنة وعملنا معاً لسنوات عدة، لكنني أردت وضع لمسة تحمل بعض من التراث، فقمت بنقل النقش الذي كنت أمارسه من قطع النحاس إلى قطع الإكسسوار؛ وهذه سابقة باعتراف كبار الحرفيين العاملين بالمهنة، وكل ما أقوم به يدوي؛ فلا وجود للآلة ضمن عملي».

بعض قطع الإكسسوار التي قام بتصميمها

وعن مواضيع تصاميمه وطريقة إنجاز قطعه، يتابع: «معظم أعمالي من تصميمي؛ وهو ما ساعدني على ذلك امتلاكي موهبة الرسم، وأستخدم بذلك الزخرفة الإسلامية والخط "الديواني" لكونه يناسب أعمال كهذه، إضافة إلى استخدام الأحجار الكريمة والذهب والفضة، والقطعة التي أصممها تتضمن ما يقوم به كل من الصاغة والنحاسين، حيث أحضر المواد الأولية؛ وهي النحاس والأحجار الكريمة، وهي مواد خام من النحاس الأصفر والأحمر وغير مصنعة، أقوم ببردها بأدوات بسيطة، مثل: (الإزميل، والمبرد، والمنشار)؛ وهي أدوات بدائية يدوية بعيدة عن قوالب الصب والليزر التي يعمل بها الصاغة، وبعد أن يكون التصميم واضحاً في ذهني أنشئ القطعة التي قد تطول مدة إنجازها عدة أيام، وقد لا يتجاوز حجمها بضع سنتيمترات أراعي بها رغبة الزبون والقدرة الشرائية لديه مع المحافظة على الطابع الشرقي الذي أعمل بإصرار لجعله عنواناً لكافة أعمالي».

وعن أهم مشاركاته ومشروعه الخاص، يردف قائلاً: «بما أن أعمالي تحمل بمجملها الطابع الشرقي، فقد تم اعتمادها من قبل المنتجين والمخرجين لتمويل الأفلام والمسرحيات التي تتكلم عن شخصيات تاريخية، مثل: "تيمور لنك"، و"هولاكو"، بالخوذ والدروع والسيوف، إضافة إلى قطع الإكسسوار التي لبسها أبطال المسرحيات، كما أصمّم على المشاركة الدورية بالمعارض والبازارات التي يقيمها نادي "الشرق"؛ وذلك لنشر الحرفة بين جيل الشباب؛ وهذا مشروعي حيث أعمل على نشرها وتعليمها للراغبين؛ وهو من أولوياتي».

أسماء تم نقشها من النحاس وكتبت بالخط الديواني

"ليلى قنباز" مصممة إكسسوار، تحدثنا عن أعمال "عزو" قائلة: «ما يميز عمل "مصطفى عزو" أنه يدوي بالكامل؛ فلا وجود للآلة ضمن عمله؛ وهو ما يعطي قطع الإكسسوار لديه نظافة وتقنية بالعمل؛ ويعدّ قيمة مضافة لعمله؛ فأغلب القطع التي يقوم بتصميمها يُحمّلها رسالة ذات طابع شرقي مع المحافظة على بعض الأفكار المعاصرة من خلال حركات جمالية يبتدعها يراعي بها كافة الأذواق؛ وعمله أقرب إلى الإبداع منه إلى الحرفة؛ استطاع خلال مدة وجيزة أن يصنع لنفسه مساراً وبصمة تختلف عن باقي الحرفيين ويتفوق على نفسه ليكون له مشروعه الخاص».

بدوره الحرفي "ايلي بونجا" يعمل بمجال صياغة الذهب، يقول: «تعرّفت "مصطفى" في بداية عمله، حيث تعلم مبادئ المهنة لدي، ما لفتني إصراره على تعلم المهنة ورغبته بالتميز؛ يمتلك نظرة حرفية وفنية جعلته يبدع تصاميم يقدمها بطريقة عصرية ممزوجة بطابع شرقي، حيث استفاد من عمله لسنوات عدة بمجال النقش على النحاس، وكل ذلك بطريقة يدوية؛ وهذه سابقة تسجل له».

لوحة تمثل الجامع الأموي المنقوش على النحاس

يذكر أن "مصطفى عزو" من مواليد "دمشق"، عام 1987.