بكفاءة مهنية، وقدرة دائمة على تطوير أدواتها التدريبية والاستشارية، استطاعت المدرّبة "رهف تسابحجي" أن تكوّن أسلوبها الخاص في عالم التنمية البشرية، لتساعد المتدربين على تحقيق النجاح في مجالات الحياة المتنوعة.

مدونة وطن "eSyria" تواصلت معها بتاريخ 4 أيلول 2017، لمعرفة دوافعها للعمل في المجال التدريبي، فقالت: «نلت الشهادة الثانوية في "دمشق"، وانتقلت بعدها إلى "الولايات المتحدة الأميركية"، ودرست هندسة النظم المعلوماتية، وعشت فيها عشر سنوات تقريباً، وعملت في الجامعة في عدة مجالات، منها السكرتارية، وكنت مسؤولة عن مختبر النظم المعلوماتية فيها، ودرست عدة مواضيع أخرى، منها: الدراسات النفسية، والقراءة السريعة، ومهارات التواصل، وفن الإلقاء، والخطابة. ومن خلال تربيتي وتدريسي لابني "حسام" البالغ من العمر خمسة عشر عاماً اكتشفت عدة طرائق ونظريات في التعليم، إلى جانب قراءاتي المستمرة، والسفر الذي أغنى تجاربي الحياتية، وفي عام 2008 بدأت العمل كمدربة متقدمة واستشارية في التنمية البشرية والدراسات النفسية الاجتماعية، ومتخصصة بالمجالات النفسية في عالم الأعمال، وفي حياتي مررت بمواقف صعبة احتجت فيها إلى التعلم والتطور لأتخطاها، بعضها كان نقطة تحول في حياتي، حيث بحثت عن أفضل الطرائق للتغيير، وبدأت التعمق بمواضيع التنمية البشرية والنفسية، وبتطبيق عدد من التقنيات، كما استنتجت أخرى تلائم مجتمعنا، وأعمل مدرّسة منذ عام 1997 في عدد من المدارس الخاصة، حيث قمت بتدريس طريقة "المونتيسوري" لمرحلة الروضة، ومستويات متعددة في مادة اللغة الإنكليزية، والحاسوب لطلاب المرحلة الابتدائية، وتعليم اللغة العربية في المدارس العربية باستخدام التعلم الناشط والسريع في "الولايات المتحدة الأميركية"، وفي "الخليج العربي"».

أتعاون معها منذ ثلاث سنوات، هي مدربة متميزة بأسلوبها، مبدعة في عملها، تسعى إلى التطور دائماً في شتى المجالات التي تفيد الأبناء والأهالي والمجتمع بوجه عام، وما يميزها إمكانياتها المتنوعة في المجال التدريبي والتعليمي، وأسلوبها القريب من جميع فئات المجتمع الصغير والكبير، ويسعدني التعاون معها دوماً

وعن رسالتها والأنواع التدريبية التي تقدمها، تقول: «على الإنسان أن يكون متفائلاً في الحياة لينجز ويبدع، ويضع نصب عينيه هدفاً يسعى إلى تحقيقه، ويبني رسالته في الحياة وفق أهداف قصيرة وطويلة الأمد، لتكون له بصمة مفيدة للمجتمع، ولكل منا دور في الحياة خلق من أجله، ورسالتي صناعة الإنسان المبدع، ومساعدته ليكون خلاقاً، وأحياناً تكون السعادة أمام عينيه ولا يراها بسبب هموم الحياة التي تحجبها عنه، وأسعى إلى المساهمة في بناء جيل قادر على القيام بدوره الحضاري وخدمة الإنسانية، وأفخر بمشاركة المتدربين والمستفيدين من استشاراتي التدريبية فرحة النجاح، سواء أكانوا أفراداً أم مؤسسات، وبرأيي هناك أساسيات في العمل، وهي: القدرة، والكفاءة المهنية، والأمانة. وفي مجال الأعمال أقدم مجموعة من البرامج التدريبية في مجال المبيعات، والتنسيق الإداري، والسكرتارية، وكيفية العمل كفريق، وحلّ المشكلات، وإدارة ضغوط العمل، وأركز على الجوانب النفسية للموظفين وتحسينها ليكون إنتاجهم أفضل، وقدمت الحقائب التدريبية لعدد من الشركات والوزارات الحكومية والجامعات والجمعيات التنموية والمدارس في "سورية"، منها تدريب موظفي وزارة الاتصالات، ووزارة الشؤون الاجتماعية، والمعهد العالي لإدارة الأعمال، واتحاد المصدرين السوريين، إلى جانب التدريب عبر القاعات الصوتية بالشبكة العنكبوتية، وبرنامج رخصة قيادة الحاسوب، وحصلت مؤخراً على المركز الثالث في مسابقة "مدرب المستقبل" من قبل شركة "الإبداع الخليجي" على الرغم من وجودي في بلدي "سورية"، ووجود منافسين مشهورين على مستوى العالم من دول عديدة، وأظن أن بلادنا العربية أحوج ما تكون إلى التنمية، وهذه المسابقات تمثل مؤشراً لوجود قامات تنهض بمجال التدريب والتنمية».

خلال التدريب

وعن دوافعها لإعداد برنامج عن الحياة الزوجية، تقول: «كثرت في المدة الأخيرة حالات التعثر والعقم في الحياة الزوجية، والتمست ذلك من خلال عدة استشارات زوجية، حيث أدرك عدد من الأزواج وجود مشكلة ما، وأنهم بحاجة إلى استشاري خاص لمساعدتهم في حلها، فهناك أمور عندما يتعرف إليها الطرفان تؤدي إلى زوال المشكلة، ومن هنا قررت إعداد برنامج تلفزيوني بطريقة مبتكرة، مؤلف من خمس حلقات، بعنوان: (أسرار الجذب بين الرجل والمرأة)، فهو ليس مقتصراً على مرحلة ما قبل الزواج، بل يقدم أساسيات لنجاح الحياة الزوجية، وفكرته تقوم على معرفة الاحتياجات لدى كل من الطرفين، وكيفية التعامل معها».

من جهتها "سلمى" إحدى المستفيدات من خبراتها، تقول: «أنا مدرّسة لغة فرنسية، متزوجة منذ ثمانية عشر عاماً، لدي ثلاثة أولاد، طلبت استشارة المدربة "رهف" لمشكلة عائلية، وساعدتني بدراسة شخصيته، ومعرفة ما يعجبه، وتحديد نقاط ضعفه، وتحليل شخصيتي أيضاً، وحاولت التركيز على نقاط معينة، حتى وصلنا إلى حل المشكلة، واستفدت كثيراً من خبرتها، ليس فقط بحلّ المشكلة، بل بتغيير حياتي نحو الأفضل، حيث ساعدتني المدربة على التفاؤل، وعلمتني كيف أستمتع بكل لحظة في حياتي، وألجأ إليها أيضاً لحل مشكلات الأولاد، فهي تساعدني على إيجاد طرائق للتعامل معهم في المهام الحياتية والدراسية والمنزلية».

مع المتدربين

أما مدرّسة مادة الكيمياء "لينا العطار"، فتقول: «حضرت دورة التعلم النشط للمدربة "رهف"، ودورة مهارات الإلقاء والتأثير، واستفدت منها كثيراً في تعلم مهارات مهمة لا يأخذها المدرّس في الجامعة، مثل طرائق ضبط الطلاب في الصف، وكيفية التعليم مع الأنماط المختلفة منهم، وكيفية ربط المواد التعليمية بالحياة، وكانت الاستفادة المحققة كبيرة، وجاءت بعد متابعة منها، ومناقشة كل مشكلة أتعرض لها لتساعدني على حلّها والتعامل معها. ومن النقاط التي زودتني بها لتجاوز المشكلات: ضرورة وضع خطط بديلة، وأهمية التحضير الدائم للدروس، وضرورة إيجاد جو من المرح في الصف الدراسي، ومشاركة الطلاب من خلال الأنشطة، وأن يكون المعلم ميسراً لا ملقناً، وأن يتمتع بالثقة بالنفس، ومازلت على تواصل معها لأي طارىء».

بدورها "رنا الزين" مديرة مركز "الراية" للتدريب، تقول: «أتعاون معها منذ ثلاث سنوات، هي مدربة متميزة بأسلوبها، مبدعة في عملها، تسعى إلى التطور دائماً في شتى المجالات التي تفيد الأبناء والأهالي والمجتمع بوجه عام، وما يميزها إمكانياتها المتنوعة في المجال التدريبي والتعليمي، وأسلوبها القريب من جميع فئات المجتمع الصغير والكبير، ويسعدني التعاون معها دوماً».

الجدير بالذكر، أن المدرّبة "رهف تسابحجي" من مواليد "دمشق"، عام 1980، حاصلة على شهادة مدرّب متقدم في التدريب والاستشارات من الاتحاد العالمي لمدربي البرمجة اللغوية العصبية والأكاديمية الأميركية للتدريب والاستشارات، وشهادة مدرب متقدم من "أوكسفورد" القيادية، والأكاديمية البريطانية للتدريب والاستشارات، تحضر حالياً للحصول على ماجستير في التعليم والتدريب والدراسات النفسية والاجتماعية، ومتطوعة في عدد من الجمعيات الخيرية، حاصلة على شهادة هندسة في النظم المعلوماتية من جامعة "بورتلند أوريغن" في "الولايات المتحدة الأميركية"، عام 2001 بمرتبة شرف.