التقت الأفكار الإبداعية والأهداف الإنسانية النبيلة لطلبة جامعة "دمشق"، كلية الهندسة الكهربائية والميكانيكية، قسم التصميم الميكانيكي "أحمد فارس، ومحمد وائل الصباغ، وغياث النديوي" من السنة الرابعة، حيث تناغمت بعضها مع بعض، فنتج عنها مشروع الكرسي المتحرك الذي يصعد الدرج.

مدونة وطن "eSyria" وبتاريخ 24 آب 2017، التقت الطلاب في معرض "الباسل للإبداع والاختراع"، حيث حدثنا "غياث النديوي" قائلاً: «الفكرة ليست بابتكار كرسي يصعد الدرج، بل بابتكار ميكانيزم نضعه على أي كرسي كهربائي فيتمكن من صعود الدرج ونزوله، وهدفنا مساعدة المرضى وتخفيف العبء عنهم وعن الناس الموجودين معهم، حيث يتمكنون من السير أفقياً وصعود الدرج ونزوله من دون أن يقدم لهم أي أحد المعونة والمساعدة.

الفكرة ليست بابتكار كرسي يصعد الدرج، بل بابتكار ميكانيزم نضعه على أي كرسي كهربائي فيتمكن من صعود الدرج ونزوله، وهدفنا مساعدة المرضى وتخفيف العبء عنهم وعن الناس الموجودين معهم، حيث يتمكنون من السير أفقياً وصعود الدرج ونزوله من دون أن يقدم لهم أي أحد المعونة والمساعدة. لقد فكرنا كثيراً حتى تبلورت الفكرة وأصبحت واضحة أمامنا؛ فقسّمنا العمل فيما بيننا، وأخذتُ مهمة التصميم الميكانيكي مع صديقي "أحمد فارس"، أما "محمد وائل الصباغ"، فقد كان مسؤولاً عن الإلكترون

لقد فكرنا كثيراً حتى تبلورت الفكرة وأصبحت واضحة أمامنا؛ فقسّمنا العمل فيما بيننا، وأخذتُ مهمة التصميم الميكانيكي مع صديقي "أحمد فارس"، أما "محمد وائل الصباغ"، فقد كان مسؤولاً عن الإلكترون».

الملصق الإعلاني للمشروع

بدوره "أحمد فارس" تحدث عن أقسام المشروع وآلية الحركة الميكانيكية قائلاً: «يتألف هذا الميكانيزم من سيور مسننة من الطرفين "Double timing belt" من المطاط الصناعي، في الحقيقة هي غير موجودة في الأسواق السورية، ومن الصعب الحصول عليها؛ لذلك قمنا بتصنيعها يدوياً، إضافة إلى بكرات من (البولي أميد) "Polymed" ودارة وحساسات ومحركات صغيرة مختلفة الاستطاعات تدار بواسطة دارات قيادة متصلة بمتحكم مبرمج.

مبدأ عمل هذا الكرسي بسيط، حيث تم إضافة سير خاص وميكانزم لرفع الدواليب للتبديل بين وضعيتي السير على الأرض الأفقية والصعود على الدرج، إضافة إلى وضع ميكانزم لمسند الظهر؛ وذلك لراحة المريض حتى لا يشعر بأنه في حالة صعود أو هبوط ويمكن تحريكه عن طريق مجموعة من البطاريات، فعندما يميل هيكل الكرسي عن وضعه الطبيعي بدرجة معينة يتحسس حساس توازن مثبت على الهيكل، فينقل الإشارة إلى متحكم مبرمج، وهو بدوره يعطي الأوامر لمحرك الكرسي، حيث يعدل وضع الكرسي ويبقى أفقياً حتى أثناء عملية الصعود أو الهبوط، وهذا ليسهل على المستخدم العملية ويجعلها بسيطة للغاية.

أقسام الميكانيزم

كما يمكن التحكم بحركة هذا الكرسي عن طريق مجموعة من الأزرار وضعت بجانب يد المريض على مسند الكرسي ليتحكم بحركته أثناء الصعود والهبوط».

فيما يتعلق بإمكانية تطوير هذا المشروع، تحدث "محمد وائل الصباغ" قائلاً: «يمكن أن نضيف إلى الكرسي كاميرات فيتمكن من معالجة الصور فيحدد الهدف ويقوم بتتبعه والتعامل معه، كما يمكن تطويره حيث يستفيد منه المصابون بالشلل الرباعي، فأتمتة المشروع هدفنا الحالي الذي نعمل من أجله حيث نتمكّن قدر المستطاع من تسهيل عملية استخدام الكرسي في حالات الصعود والهبوط.

شهادة التكريم مع الميدالية االبرونزية

لقد تعرضنا للفشل في بداية عملنا، إلا أن قوة الإرادة واالرغبة الحثيثة في التميز والإبداع كانا الدافع لنا لإتمام هذه المهمة بنجاح، واليوم حصلنا من معرض "الباسل للإبداع والاختراع" على الميدالية البرونزية كتكريم لإنجازنا».

"محمد جمال نمرة" الدكتور المشرف على المشروع، تحدث قائلاً: «إن هذا الكرسي يساعد المرضى والمصابين و كبار السن وذوي الاحتياجات الخاصة على الصعود والنزول من الدرج والمنحدرات من دون الحاجة إلى مساعدة الآخرين، كما يمكن أن يستخدم لتنقل المريض خارج وداخل المنزل.

لقد بذل الطلاب جهداً كبيراً لإنجاز هذا المشروع، واستفادوا من كل النصائح والإرشادات التي قدمتها لهم، فكانوا يجتمعون في مخبر آلات التشغيل في كلية الهندسة الكهربائية والميكانيكية، ويمضون ساعات كثيرة في العمل، وهنا أود أن أشير إلى أن الطلاب قاموا بإنجاز هذا العمل على حسابهم الخاص من دون أن يتلقوا من الجامعة أي مبلغ، فهنيئاً لهم إنجازهم».

يذكر أن "أحمد فارس" مواليد "حمص" 1995، و"محمد وائل الصباغ" مواليد "دمشق" 1996، و"غياث النديوي" مواليد "السويداء" 1996.