بمجهود ذاتي كبير، تمكّنت الطالبتان "آمنة ورد" و"جوسلين شحادة" في كلية الهندسة المعمارية من إنجاز مشروع يسلط الضوء على مشكلة السكن التي يعانيها السوريون بعد الحرب على "سورية"، بهدف تقديم الحلول المناسبة، وذلك بإعادة تأهيل منطقة "المزة" خلف مستشفى "الرازي".

مدونة وطن "eSyria" التقت "آمنة ورد" أثناء مناقشة مشروعها في مبنى كلية العمارة بجامعة "دمشق" بتاريخ 16 آب 2017، لتحدثنا عن مشروع تخرجها (دراسة شريحة سكنية ضمن تنظيم 66 شرق المزة خلف الرازي لتصميم أبراج سكنية مختلطة) مع زميلتها "جوسلين شحادة"، وبإشراف الدكتور "عبيدة البريدي"، وتقول: «المشروع يلقي الضوء على منطقة "المزة" بـ"دمشق" بهدف إعادة تأهيلها وتطويرها بطريقة عملية تلبي حاجات الأفراد وجميع متطلباتهم؛ بإدخال العنصر التخديمي للمنطقة المبنية على شكل طوابق عصرية، وقد جاءت فكرته من واقع أزمة السكن التي تعصف بنا بسبب الحرب التي حلّت ببلدنا "سورية" التي كانت السبب الأساسي بفقدان العديد من الأفراد منازلهم، فرغبت أنا وزميلتي "جوسلين" بتقديم مشروع يخدم أبناء بلدي ويوفر لهم مسكناً آمناً يلبي كل متطلباتهم، ويقدم لهم الحلول لمشكلة السكن، بهدف إيجاد معالجة جديدة للسكن بعيداً عن النمطية المعتادة بامتزاج السكن بالخدمات ووجود تنظيم للمناطق الخضراء والحدائق، وقد كان مشروعنا عبارة عن دراسة شاملة لمنطقة "المزة" الواقعة خلف مستشفى "الرازي" بهدف إعادة تنظيمها، وقد انطلقت فكرة إعادة التوظيف بناءً على الآثار المترتبة على الأزمة، وخطة عمل الدولة وفق المخطط التوجيهي المرحلي لإعادة الإعمار وتنظيم المنطقة بطريقة عصرية، حيث أدخلنا إليه عناصر الاستدامة، وصممنا "تراسات" منكسرة ومنحنية أضافت جمالية إلى المبنى».

يعدّ من المشاريع المهمة في المرحلة القادمة باعتباره يهدف إلى إعادة تنظيم وتأهيل المناطق المتضررة نتيجة الحرب، وتقديم الرؤية الجديدة لـ"سورية" الحديثة، ونحن كمدرسين ومشرفين على مشاريع التخرج في كلية العمارة نسعى إلى توجيه الطلاب وتشجيعهم للتصدي لهذه النوعية من المشاريع التي يمكن استثمارها في المستقبل بمرحلة إعادة الإعمار المقبلة، لذلك فالمشاريع التي نصممها يجب أن تلبي المتطلبات الفعلية لفئات المجتمع، وبالنسبة للمشروع الذي نفذته الطالبتان "آمنة" و"جوسلين"، فقد قامتا بتقديم عدة مقترحات وبدائل وقواعد ومساحات وعروض مختلفة للسكن بأشكالها كافة، وقد استطاعتا تحقيق النتائج المطلوبة منهما بنجاح وتميّز

وفيما يتعلق بعناصر المشروع، حدثتنا "جوسلين شحادة" بالقول: «يتألف المشروع من أربعة أبراج سكنية بارتفاع 19 طابقاً ومساحة 8،2 هكتارات، وأبراج متصلة بنيت بشكل مختلط سكني وتجاري بارتفاع 11 طابقاً يحتوي في الطوابق الأرضية "مولاً" تجارياً وروضة أطفال وصالة للرياضة وأماكن للترفيه كالحدائق العامة والخاصة، ويضم مجموعة مطاعم و"كافيهات" وموقفاً للسيارات يتسع لنحو 500 سيارة، وما يميزه الأسلوب الإنشائي والفراغات المفتوحة وتخترق المبنى المصاعد الكهربائية، ويمكن الاستفادة من "التراسات" باستخدامها للحفلات والعروض الجدارية، وتتوزع على أطراف المحور الأساسي للمباني الفراغات والمساحات الخضراء لخلق جو خاص ومتميز، فقد اعتنينا بهذا الجانب لإضفاء أجواء الطبيعة الجميلة قدر المستطاع، وأيضاً يوجد جسر يربط المبنيين لسهولة التنقل بين الأبنية وتأمين كل المتطلبات الحياتية للأفراد من دون الحاجة للانتقال إلى أماكن أخرى للحصول على الحاجيات اليومية، واعتمدنا أنا وزميلتي "آمنة" فكرة الطوابق الأرضية لكامل الأبنية مفتوحة وبمدخل واحد، لخلق تواصل بصري بين الجو الداخلي والخارجي للمشروع والمحافظة على التواصل بين القاطنين، وقد استغرق المشروع نحو خمسة أشهر حتى اكتمل، والصعوبة التي واجهتنا ضيق الوقت في العمل وانقطاع الكهرباء بحكم دراستنا؛ فإن عملنا مرتبط ارتباطاً كبيراً بالحاسوب».

الطالبتان آمنة وجوسلين مع الدكتور المشرف عبيدة البريدي

وفي لقاء مع المشرف على المشروع الدكتور "عبيدة البريدي"، أبدى رأيه بالمشروع، حيث قال: «يعدّ من المشاريع المهمة في المرحلة القادمة باعتباره يهدف إلى إعادة تنظيم وتأهيل المناطق المتضررة نتيجة الحرب، وتقديم الرؤية الجديدة لـ"سورية" الحديثة، ونحن كمدرسين ومشرفين على مشاريع التخرج في كلية العمارة نسعى إلى توجيه الطلاب وتشجيعهم للتصدي لهذه النوعية من المشاريع التي يمكن استثمارها في المستقبل بمرحلة إعادة الإعمار المقبلة، لذلك فالمشاريع التي نصممها يجب أن تلبي المتطلبات الفعلية لفئات المجتمع، وبالنسبة للمشروع الذي نفذته الطالبتان "آمنة" و"جوسلين"، فقد قامتا بتقديم عدة مقترحات وبدائل وقواعد ومساحات وعروض مختلفة للسكن بأشكالها كافة، وقد استطاعتا تحقيق النتائج المطلوبة منهما بنجاح وتميّز».

الجدير بالذكر، أن "آمنة ورد ورد" من مواليد عام 1994، مدينة "سلمية" التابعة لمحافظة "حماة"، و"جوسلين إسبر شحادة" من مواليد عام 1995، "صحنايا"، وقد تخرّجتا في كلية الهندسة المعمارية بجامعة "دمشق".

الملصق الإعلاني للمشروع