بذوقٍ خاص، وحبّ كبير للتراث الدمشقي، استطاعت "نادين الخاروف" تصميم حقائب بلمسة دمشقية، لتقدم من خلالها الحرفة التراثية القديمة بطريقة عصرية.

مدونة وطن "eSyria" التقتها بتاريخ 31 تموز 2017، لتتحدث عن فكرة تصميم الحقائب بالقول: «في العام الماضي، وبعد تخرجي، سافرت إلى "فرنسا" لدراسة الماجستير، وهناك خطرت ببالي فكرة تصميم حقائب بطابع دمشقي، وما شجعني على ذلك أن عائلتي من أقدم الذين مارسوا مهنة الشرقيات، ولنا العديد من المحال المتخصصة في حارة "حناينا"، إذ بدؤوا بالنول الدمشقي والنحاسيات منذ عام 1860. ووجود الخبرة، ومساعدة المعارف اختصرا علي الكثير من الوقت لتنفيذ الفكرة، وشريكي الحرفي "سيزار أشقر" من أقدم الحرفيين الموجودين حالياً في "دمشق"، ومحله لا يزال قائماً حتى الآن؛ وهذا ساعدنا على تأمين بعض المواد الأولية اللازمة لصناعة الحقائب، وكل حقيبة تستغرق ما بين اثني عشر إلى عشرين يوماً من العمل لإنجازها، ومن الصعوبات التي نواجهها انقطاع الكهرباء الذي يعطل عملنا في بعض الأحيان، وعدم توفر بعض الإكسسوارات بالجودة المطلوبة؛ وهذا يؤثر في جودة القطعة المصممة، ونريد من خلال تصميم الحقائب يدوياً، أن نثبت قدرة الحرفيين السوريين على الإبداع والاستمرار في العمل على الرغم من ظروف الحرب، وأستعمل دوماً (هاشتاغ): "بأيادي سورية محترفة"، وتاريخنا الطويل في الحرف الدمشقية يغنينا عن الكلام».

فكرة هذه الحقائب جديدة في عالم الموضة الشرق أوسطية، وهو عمل إيجابي من الناحية العصرية، وأظنّ أن "نادين" فنانة في التصميم، وتصاميمها تلعب دوراً في إحياء التراث الدمشقي خارج "سورية" وتلقى رواجاً، لأنها تقدمه بطريقة جديدة، وخاصة في "أوروبا" و"أميركا"، لأنهم يحبون القطع الشرقية، ولا سيما الدمشقية

وعن نجاح الفكرة تكمل: «عندما بدأت تطبيق الفكرة لم يخطر ببالي أن تلقى هذا الرواج الكبير الذي حققته، ولا سيما أن الدنيا أذواق كما يقال، وهناك من يفضل الطابع الشرقي، وآخرون يفضلون الغربي، وأظنّ أن اشتياق الناس إلى "دمشق"، وتفاصيلها كان عاملاً مهماً جذب الكثيرين لاقتناء ما أصممه من حقائب، خاصةً في بلدان الاغتراب، حيث يفضلون اقتناء قطعة تربطهم بالتراث الدمشقي، وتقدم عنه فكرة مختصرة من دون شرح مطول، وشاركت بمعارض في "دمشق" و"باريس"، وأظن أن الشيء المميز في عملنا هو تقديم الحرفة الدمشقية بطريقة جديدة وأشكال عصرية قادرة على جذب انتباه الكثيرين، ومنهن الفنانة "شكران مرتجى" التي اقتنت عدداً من الحقائب التي أصممها. وإلى جانب عملي الحالي، أسعى إلى إعادة إحياء تصاميم المفروشات الدمشقية القديمة بصورة جديدة مع المحافظة على طابعها الدمشقي الأصيل».

من تصاميمها

بدورها "كاتيا زيادة" إحدى الزبونات، تقول: «"نادين" شخص مبدع ومتميز، تجمع بين الموضة والتفاصيل الدمشقية الصغيرة، التي لا يعرفها الكثيرون، ومن المواد التي تستخدمها في تصميم الحقائب: (الصدف، الخشب، البروكار)، وقد استطاعت بدراستها لهندسة العمارة وحبها لـ "دمشق" أن تقدم موضة دمشقية جديدة. تواصلت معها واشتريت من تصميمها حقيبة ومرآة وحمالة مفاتيح، وكلها تحمل طابعاً دمشقياً خاصاً، وكثيرون من الزبائن انتقدوا ارتفاع أسعارها، لكن حسب معلوماتي، ولأن والدي يعمل بالموزاييك، فتكلفة المواد التي تستخدمها مرتفعة، وأعجبت بدقة التفاصيل في الحقيبة، التي تسلمتها بعد عشرة أيام من طلبها، ونالت إعجاب الكثيرين، ووصفوها بالتميز والإبداع والجمال الخاص».

من جهته الحرفي "ماهر بوظو"، يقول: «فكرة هذه الحقائب جديدة في عالم الموضة الشرق أوسطية، وهو عمل إيجابي من الناحية العصرية، وأظنّ أن "نادين" فنانة في التصميم، وتصاميمها تلعب دوراً في إحياء التراث الدمشقي خارج "سورية" وتلقى رواجاً، لأنها تقدمه بطريقة جديدة، وخاصة في "أوروبا" و"أميركا"، لأنهم يحبون القطع الشرقية، ولا سيما الدمشقية».

مزج الخشب والقماش في التصميم

الجدير بالذكر، أن "نادين الخاروف" من مواليد "دمشق" عام 1994، تخرجت في كلية هندسة العمارة عام 2016.

الاهتمام بالتفاصيل والحفر على الخشب