عشقها للتراث الدمشقي الأصيل، وتعلقها بالجذور دفعها إلى البحث المستمر عن تفاصيله ومكنوناته، وإبراز الدور الحضاري الذي قادته "دمشق" عبر العصور، فقدمت أبحاثاً وكتباً أغنت بها المكتبة العربية.

مدونة وطن "eSyria" التقت الباحثة والكاتبة "فريال كيال" بتاريخ 14 حزيران 2017، لتتحدث عن دوافعها للاهتمام بالتراث، فقالت: «لم أقم بدراسة التراث الإسلامي بوجه عام، وإنما أردت دراسة التراث الإسلامي وأثره في "الشام"، وأعمل على تصحيح ما يتداوله السوريون من معتقدات إسلامية خاطئة استقرت في النفوس على يد بعض رجال الدين الذين حولوا الإسلام من دين الإنسانية والجمال، إلى دين البشاعة والعنف. وأحاول في كتاباتي تعريف أبناء "دمشق" بدورهم الحضاري، وأنه على تراب "سورية" نبتت المدنيَة، وعلى السوريين أن تكون ثقتهم قوية بسوريتهم، وخصائصهم المميزة.

علينا قراءة الماضي المشرف في بلادنا، لأنه الجذور التي تمسك بأبناء الوطن وتثبتهم على أرضهم المقدسة، وهذه القراءة تفيد الأجيال، وتشحنهم بالوقود الكافي للاندفاع نحو مستقبل زاخر بالعطاء، وتوضح لأبنائنا ما يجري في الوقت الحاضر. وكما يقول الفيلسوف الألماني "هيغل": (ما يجري في الحاضر هو نفسه ما حصل في الماضي)، ويا للأسف لم يحقق الكتابان المبيعات المطلوبة؛ لأنهما يتطلبان قرَاء من ذوي عقول منفتحة، وثقافة لا بأس بها، كما تجتاح بلادنا ثقافة غريبة عن مجتمعنا، وكان لتجار الكتب دور في قلة المبيعات؛ إذ يظنون أن القارئ يحب الكتب الصغيرة والبسيطة، أو الدينية التقليدية، إلى جانب الفترة الصعبة التي تمر بها البلاد، والتي كان لها بعض الأثر

لقد جمع السوريون بين عاطفة العرب الجياشة، واندفاعهم الشجاع، وبين رقي الرومان وحبهم للجمال، وأنفتهم، وكبريائهم، ويا للأسف أغلب الدمشقيين لا يعرفون شيئاً عن أرضهم المقدسة التي هي محط أنظار العالم، ولدى بعضهم عقدة نقص بأن ليس لهم فضل في الحضارة الإنسانية، لذلك أردت تعريفهم بتاريخهم لتعزيز ثقتهم بأنفسهم».

كتاب "نبوءات النبي"

وعن كتابيها تقول: «في كتاب "نبوءات النبي" عرضت صفات الرسول محمد (ص) الخلقية بأسلوب مختلف عن الكتب الدينية التقليدية، وتحدثت عن الشريعة الإسلامية بأسلوب حضاري يختلف عن الأسلوب التقليدي الممل، حيث يمل القارئ تكرار الأسلوب نفسه والمعلومات. وفي كتابي "أرض الشام محور أحداث التاريخ"، ومن خلال أبحاثي المستمرة في التراث الإسلامي، والخاص ببلاد الشام، وجدت أن الإسلام عندما دخل "سورية" وفيها النصارى واليهود وغيرهم، استطاع أن يحقق النجاح في وقت قصير، وجلب الجميع إليه بدمج الجماعات السورية على اختلافها، فشكلت نسيجاً جميلاً حبكته اللغة العربية، لغة الشعر والجمال، لأنه احترم جميع الأديان والمذاهب ما دامت لا تتطرق إلى إفساد الدين؛ وهذا ما جعل "دمشق" عاصمة لأكبر إمبراطورية عرفها التاريخ، وعلى السوريين أن يثقوا بدورهم الحضاري، وأنهم فخر الشعوب من الناحيتين الروحية والفكرية».

وتضيف: «علينا قراءة الماضي المشرف في بلادنا، لأنه الجذور التي تمسك بأبناء الوطن وتثبتهم على أرضهم المقدسة، وهذه القراءة تفيد الأجيال، وتشحنهم بالوقود الكافي للاندفاع نحو مستقبل زاخر بالعطاء، وتوضح لأبنائنا ما يجري في الوقت الحاضر. وكما يقول الفيلسوف الألماني "هيغل": (ما يجري في الحاضر هو نفسه ما حصل في الماضي)، ويا للأسف لم يحقق الكتابان المبيعات المطلوبة؛ لأنهما يتطلبان قرَاء من ذوي عقول منفتحة، وثقافة لا بأس بها، كما تجتاح بلادنا ثقافة غريبة عن مجتمعنا، وكان لتجار الكتب دور في قلة المبيعات؛ إذ يظنون أن القارئ يحب الكتب الصغيرة والبسيطة، أو الدينية التقليدية، إلى جانب الفترة الصعبة التي تمر بها البلاد، والتي كان لها بعض الأثر».

كتابها "أرض الشام محور أحداث التاريخ"

الباحث في التراث "محمد فياض الفياض" يقول عن أعمال "كيال" الكتابية المتعلقة بالتاريخ والتراث: «لا شك أن "دمشق" بعمقها التاريخي، لكونها أقدم عاصمة باقية حتى الآن فتحت قريحة الباحثين للوصول إلى كنوز مفرداتها، من خلال ما لهذه المدينة العريقة من سجايا، والباحثة "فريال كيال" التي تعشق التراث الدمشقي، غردت في البحث عن كل جميل يتصل بـ"دمشق" وأهلها وأعلامها، وقدمت لنا أبحاثاً غاية في الأهمية، وقد تكون السباقة في بعض القضايا من خلال تطرقها لموضوعات قريبة من الوجدان. ولم تكتفِ بالبحث التاريخي، بل ذهبت أبعد من ذلك من خلال عملية التحليل والمقاربة، وقدمت مادة غنية بالمعلومات ممزوجة بالمعرفة؛ وهذا يدل على ذاكرة متقدة، حيث قامت بالجمع والتحليل، وقدمت للقارئ صورة جديدة لأعمال رائعة، وأظنّ أن الباحثة قدمت للمكتبة العربية أبحاثاً جديدة، وغنية لم يتطرق إليها كبار الباحثين؛ وهذا يدل على أنها تمتلك ناصية المبادرة والإبداع في تحليل مفردات التراث».

الجدير بالذكر، أن الباحثة والكاتبة "فريال كيال" من مواليد "دمشق" عام 1943، درست الفلسفة والعلوم الاجتماعية، وحاصلة على دبلوم في التربية، بدأت الكتابة عام 2009.