كان لدى الفنان المسرحي "غسان الدّبس" إحساس مميز بأهمية الفن، وحساسيته العالية هذه وجّهته إلى فهم الفن بطريقته، فرسم أهدافه، وعمل على تحقيقها لإيصال رسالة الفن تجاه الأطفال.

التقت مدونة وطن "eSyria" بتاريخ 1 حزيران 2017، الفنان "غسان الدبس" مستوضحة فهمه للفن وعمله في إطار هذا الفهم، فقال: «الفن لا يُعلّم، وإنما هو الموهبة التي تُصقل، وهو حالة تذوق فرديّة بامتياز وتذهب نحو العدوى الجماعيّة لتنتج العمل المثير المميز، وأظن أن موهبتي وجدت منذ الصغر؛ وذلك لأنني كنت أستطيع أن ألاحظ أثناء مشاهداتي للتمثيل مدى تطابق إيقاع الفنان مع الدور الذي يؤديه. كما كانت لي نشاطاتي بالتمثيل في المدرسة، ثم كان انضمامي إلى المعهد العالي للفنون المسرحيّة، وكانت رحلتي، وبدأت العمل بالمسرح، وتمكنت من كل منمنمات العمل فيه من تمثيل، وإخراج، وموسيقا، وإضاءة، وتصوير، وتشكيل، وملابس، ومؤثرات، وديكور، إضافة إلى الحالة الأرقى والأجمل من التماس المباشر مع الجمهور، سعياً إلى الوصول إلى الحالة الإبداعية الجمالية، فأنا بحالة عشق مع المسرح، أعمل لأجله (بلا ولا شي)».

بدأت العمل في المسرح بمشروع للمخرجة "نائلة الأطرش"، وتعلّمت آنذاك بأن أي وقفة على المسرح هي "وقفة على المسرح"، ولا تحدد بطولتها المطلقة بزمن الدّور، وإنما تحدد بموقفها أو انطباعها أو تركيبتها، أو يمكن أن تكون جملة، وبذلك حاولت أن تكون لي حالة فنية جميلة تعبت عليها، وحددت فكرتها ورسمتها بخصوصيتها في كل دور لعبته، واستمريت بالمسرح على قلة المعطيات والظروف الصعبة المحيطة فيه

ويتابع عن عمله في بداية المشوار بالقول: «بدأت العمل في المسرح بمشروع للمخرجة "نائلة الأطرش"، وتعلّمت آنذاك بأن أي وقفة على المسرح هي "وقفة على المسرح"، ولا تحدد بطولتها المطلقة بزمن الدّور، وإنما تحدد بموقفها أو انطباعها أو تركيبتها، أو يمكن أن تكون جملة، وبذلك حاولت أن تكون لي حالة فنية جميلة تعبت عليها، وحددت فكرتها ورسمتها بخصوصيتها في كل دور لعبته، واستمريت بالمسرح على قلة المعطيات والظروف الصعبة المحيطة فيه».

من كواليس مسرحه

وعن العمل في مسرح الأطفال، والرسالة التي يريد إيصالها، أضاف: «كنت أحب مسرح الأطفال على الرغم من صعوبته، ودخلته كممثل ومخرج أيضاً، وأستطيع القول إنني نجحت فيه؛ لأنني أدركت تماماً أنه لا بد من مخاطبة هذا الطفل بصدق؛ فهو لا يقبل الخطأ؛ وهذا ما سعيت إليه وحاولت فيه، ذلك أن دراستي للعمل لم تشمل الفكرة فقط، بل تجاوزتها إلى كل التّفاصيل ومنمنمات العرض بكل متطلباته حتى الجمهور والممثلين، وانتظرت تفاعله، وردود أفعاله خلال عرض مسرحياتي وبعد العرض، كما عملت على مشاركة الأطفال للعمل المسرحي في التّمثيل، وكتابة النّص أحياناً وغير ذلك، وأجتهد في تدريب هذا الطفل لأخرج منه بحالة إبداعيّة هي أساساً موجودة وحاضرة لدى كل أطفالنا».

الممثلة "رشا الزّغبي" التي عملت مع المخرج "غسان"، قالت عنه: «معرفتي به كانت من خلال عملي معه في دور مسرحيّة للأطفال، حيث وجد بي الشّخص الأنسب لهذا الدّور، وصمّم على تمثيلي هذا الدّور على الرغم من ازدحام وقتي بالعمل، فاستسلمت لرغبته، وكانت بداية تختلف عما اعتدناه، فهو لم يوفر وسيلة حتى تمكن من إخراج الطفل الذي بداخلنا، وخلق جوّ الألفة والمحبة التي جعلت من فريق العمل عائلة واحدة، فجاءت بعد ذلك بروفات عرضنا التي جهز لها، واهتم بكل تفاصيلها كما هو في كل أعماله، فكانت من المتعة التي مكنتنا من خلق حالات الإبداع المتنوعة من كل أعضاء فريق العمل، فتميّز عرضنا المسرحي بطريقة أشعرتنا بالسرور والرضا الكامل».

الفنانة رشا الزغبي

وتحدث المخرج المسرحي الأكاديمي "مأمون الخطيب" عما يراه في "غسان الدّبس" المخرج والممثل، فقال: «هو ممثل سوري من طراز نادر، مثقف، وموهبته العميقة تجلت في ثقافته.

إحساسه الكامل بالمسؤوليّة في عمله انعكست في طريقة قراءته للدور، وبعدها تجسيده له بعمق وبساطة واضحتين، كما يعدّ صمّام أمان في وقت العمل مع الفرقة المسرحيّة، لكونه خريج مسرح ويعرف تماماً معنى العائلة المسرحيّة، ومعنى العمل في المجموعة، هذا عدا حساسيته الكبيرة كمخرج مسرحي. عمل في مسرح الطّفل فامتلك الخبرة والثّقافة للدخول في هذا المجال لكونه خريج المعهد العالي للفنون المسرحية، وقد عمل في مسرح الطّفل كممثل في عدة أعمال، وشاهدنا له عملاً جيداً على خشبة "القباني" في مسرحيّة "ضيف الدّب" كرّس من خلالها رؤيته لفن الإخراج بطريقة بسيطة وحساسة في إيصال فكرته إلى جمهور الطفل، كان التّعاون بيننا في عدة أعمال، ومؤخراً في المسرح القومي كممثل في مسرحيات "كلهم أبنائي"، و"هدنة"، و"زيتون"».

المخرج مأمون الخطيب

من أعمال الفنان "غسان الدّبس" المتميزة على مسرح الأطفال: "ممتاز يا بطل"، و"الأمير الفقير"، و"عربة الملاك"، و"فتاة القرية"، وكمخرج أنجز "السّنونو السّعيد"، و"ضيف الدّب".

يذكر أن الفنان "غسان الدّبس" من سكان "دمشق"، ومواليد "السويداء" عام 1962