غادرت الفنانة القديرة "نجاح حفيظ" الحياة إثر نوبة قلبية صباح يوم السبت 6 أيار 2017، مخلّفة وراءها عشرات الأعمال الفنية التي متعت من خلالها جمهورها العريض في "سورية" والوطن العربي.

الفنانة التي ولدت في "دمشق" عام 1941، ظلّت وفيّة لجمهورها الذي عرفها أيام الزمن الجميل للدراما السورية وعمالقتها الكبار، على الرغم من تقدّمها في السنّ، وقلّة ظهورها على الشاشة الصغيرة.

بقيت "فطوم حيص بيص"، وبقي معها "غوار الطوشي"، وبقي "ياسين بقوش"، وبقي "أبو عنتر"، وبقي "بدري بك أبو كلبشة"، وبقي "حسني البورزان"، بقينا جميعنا، ولم نختفِ؛ وذلك لأن ما قدمناه للجمهور العربي لا يمكن أن يتكرر، ليس عجزاً عن التكرار من قبل مبدعين آخرين، لكنه لن يتكرر؛ لأنه مضى أكثر من ثلاثين عاماً من التجارب في العالم العربي، وكلها نجحت في تقديم أشياء جديدة، لكنها لم تستطع أن تشبه ما كنا نقدمه في ذلك الحين، فنحن توجّهنا عبر الشاشة، إلى ألم المواطن العربي عبر الكوميديا، لا لنشعله، بل لنوقظه، لنقول له: عليك الاستفاقة من سباتك العميق

مدونة وطن "eSyria" التقت الزميلة الإعلامية "ريم بدرة" بتاريخ 6 أيار 2017، التي تحدثت عن حياة الراحلة بالقول: «بدأت "نجاح حفيظ" رحلتها مع الفن عام 1966 مع كبار الفنانين السوريين وأشهرهم، واشتهرت بدور "فطوم حيص بيص" في المسلسل الكوميدي الناقد "صحّ النوم" مع "دريد لحام" و"نهاد قلعي"، و"ياسين بقوش"، و"ناجي جبر"، و"عبد اللطيف فتحي"؛ وهو ما زال يعرض إلى اليوم على الرغم من مرور أكثر من خمسين عاماً على تصويره بنفس الحب. "فطوم" التي كان يحبها "غوار الطوشة"، وعمل المستحيل من أجل أن يفوز بقلبها ما زالت تلك الصبية التي دخلت التمثيل بالفطرة، كما قال عنها الراحل "عبد اللطيف فتحي" أثناء تصوير المسلسل. ويعود الفضل في اختيارها لهذا الدور، وتفضيلها على الفنانة الراحلة "هالة شوكت" إلى المخرج "خلدون المالح". انتسبت إلى نقابة الفنانين السوريين عام 1967، وشاركت في عشرات الأعمال الدرامية والسينمائية، نذكر من أعمالها الدرامية: "هجرة القلوب إلى القلوب، وبسمة الحزن، وأهلاً حماتي، وشعاع الأمل، والبحر أيوب، ورقصة الحباري، ومزاد علني، وأزهار الشتاء، وجذور لا تموت، والأماني المرة، وعش المجانين، والمختصر المفيد، وقلوب في دوامة الحصاد، وأشواك الندم، واحتمالات المتوهجة، والأم الطيبة، والتحدي، وملح وسكر، ويوميات أبو عنتر، وأبو جلدة، ونهاية رجل شجاع، وجدار الزمان، وأسياد المال، والخط الأحمر، وصح النوم، والخوالي، وأنت عمري، وحارة الجواري، وتجارب عائلية، وعروس من دمشق، والدبور - الجزء الثاني، وفتت لعبت، وكل شي ماشي، وساعة الصفر، وأيام الدراسة، وأبو جانتي، وشاميات، والخبز الحرام، وبنات العيلة، وأهل الغرام، وأهل الراية"».

مسلسل صح النوم

الناشطة الإعلامية على شبكات التواصل الاجتماعي، والموثقة لحياة عدد من نجوم الدراما السوريين "زينة نصر الدين"، تقول عن أعمالها السينمائية: «لم تغب "نجاح حفيظ" عن الشاشة الصغيرة، وقد تابعت عدداً من الأفلام مع "دريد ونهاد"، واستمرت بعد ذلك في رحلتها الطويلة مع الفن عندما وجدت أنها تستطيع التحليق وحدها، فعلى الرغم من حبها حتى وفاتها لـ"فطوم"، إلا أنها خرجت تبحث عن أشياء جديدة.

ومن أعمالها في السينما: "عندما تغيب الزوجات، وخياط للسيدات، واللص الظريف، والثعلب، وامرأة تسكن وحدها، وزواج بالإكراه، وملح وسكر، وغراميات خاصة، وغوار جيمس بوند، والنصابين الخمسة، والعندليب، وأموت مرتين وأحبك، وزواج على الطريقة المحلية".

مع دريد لحام

رحلت "نجاح حفيظ" التي لم تنجب الأبناء، وكل السوريين ما زالوا يرددون أغنية "دريد لحام" الشهيرة "فطوم فطوم فطومة"، فهي التي عدّت كل أطفال "سورية" أبناءها».

قالت الراحلة في إحدى مقابلاتها القليلة: «بقيت "فطوم حيص بيص"، وبقي معها "غوار الطوشي"، وبقي "ياسين بقوش"، وبقي "أبو عنتر"، وبقي "بدري بك أبو كلبشة"، وبقي "حسني البورزان"، بقينا جميعنا، ولم نختفِ؛ وذلك لأن ما قدمناه للجمهور العربي لا يمكن أن يتكرر، ليس عجزاً عن التكرار من قبل مبدعين آخرين، لكنه لن يتكرر؛ لأنه مضى أكثر من ثلاثين عاماً من التجارب في العالم العربي، وكلها نجحت في تقديم أشياء جديدة، لكنها لم تستطع أن تشبه ما كنا نقدمه في ذلك الحين، فنحن توجّهنا عبر الشاشة، إلى ألم المواطن العربي عبر الكوميديا، لا لنشعله، بل لنوقظه، لنقول له: عليك الاستفاقة من سباتك العميق».

من أدوارها الدرامية الأخيرة