يرى أن الإصرار والعمل هو طريق النجاح، "رشاد مراد" طبيب أسنان سوري، وأستاذ جامعي في كليتي طب الأسنان والصيدلة في جامعة "دمشق"، سفير المجلس العالمي لزراعة الأسنان، حاصل على براءة اختراع عالمية في "جنيف"، ومؤسس مجلة "المستشار" الطبية، وله الكثير من المؤلفات.

مدونة وطن "eSyria" زارت بتاريخ 28 آذار 2017، الدكتور "رشاد مراد" في عيادته بـ "دمشق"، فقال عن بدايته: «حصلت على الشهادة الثانوية العامة بمجموع أهّلني لدراسة طب الأسنان في جامعة "البعث" في "اللاذقية"، وبعد نيلي الإجازة، عدت إلى "دمشق"، والتحقت بالخدمة العسكرية، وخدمت في "رابطة المحاربين القدماء" لعلاج الضباط المتقاعدين، وعند الانتهاء من خدمة العلم، درست دبلوم التأهيل والتخصص في الإدارة عام 1995 في معهد "التنمية الإدارية"، وكنت أول طبيب يدرس هذا الاختصاص الذي كان نقطة تحول أساسية في حياتي».

من خلال خبرتي الدوائية، وبتكاليف قليلة، عالجت أكثر من مئة حالة من ذوي الاحتياجات الخاصة، ومنها حالات معقدة باختلاف أنواعها، وقريباً سيكون هناك برنامج تطوعي على مستوى الوطن العربي لمعالجة هذه الفئة، مع تأمين التكلفة المادية للعلاج

وتابع د. "رشاد": «في عام 1997، كان هناك برنامج بالتعاون بين منظمة الصحة السورية ومنظمة الصحة العالمية "W.O.H" بمشاركة خبراء أجانب، وتقدمت لاختصاص "صحة عامة"، فحصلت على الترتيب الأول، وتم اختياري من قبل وزير الصحة لأكون في مديرية صحة الفم والأسنان، التي أصبحت مديرها بعد مدة. وخلال وجودي في وزارة الصحة، عملت على تعزيز انتشار اختصاصات طب الأسنان في "سورية"، وقمت بالتعاون مع وزير الصحة بتأسيس مركز اختصاص اللثة في الوزارة، الذي لم يكن موجوداً فيها سابقاً، بل في وزارة التعليم العالي فقط. ووجدنا نتيجة الدراسة التي أجريناها، أن 70% من الشعب السوري مصاب بالأمراض اللثوية، فقدمت دراسة للوزير تتضمن وجود مركز تدريبي للأطباء وخدمي للناس، وكان مركز "أديب اللحام" أولى ثمراته، كذلك أسسنا طب الأسنان الشرعي في وزارة الصحة، ووسعنا جراحة الفم والفكين، وكان الأمر الأهم العمل على الدورات التدريبية التخصصية، مثل الزراعة والجراحة، كما أقمنا برنامج العائدين من خارج "سورية" لدمجهم بطبيعة العمل الطبي. وفي عام 1999، حصلت على إجازة في الصيدلة، من كلية الصيدلة في جامعة "دمشق"، ثم على الماجستير والدكتوراة في "علم الأدوية" بدرجة امتياز، وأمارس الصيدلة كأستاذ جامعي في الجامعة».

إحدى حالات ذوي الاحتياجات الخاصة

ومن أهم إنجازات د. "مراد"، ابتكاره طريقة جديدة في تعويض الأسنان، وذلك من خلال اختراعه "جسر مرادي"، الذي تم تسجيله كاختراع سوري في "جنيف"، وحصل من خلاله على وسام "الإخلاص" من الدرجة الأولى من قبل رئاسة الجمهورية، وعن ذلك قال: «قصة الاختراع بدأت عندما كنت أعالج رجلاً يبلغ من العمر 80 عاماً، وكان لديه ثلاثة أسنان فقط، وطلب مني أبناؤه أن أصنع له جسراً ثابتاً من دون زرع، وهذا الطلب غير قابل للتحقيق، بسبب عدم وجود أسنان كافية للمريض لتدعم الجسر، وبحثاً عن حلول وبدائل جديدة، فكرت بابتكار تصميم يدمج بين الجسر الثابت والجهاز المتحرك لخدمة هذا المريض، وأوجدت طريقة لتطبيقها في المخبر، وبعدها طبقت هذا التصميم على 40 حالة مشابهة، كان وزن الجسر خفيفاً وتكلفته قليلة، فحصلت على براءة الاختراع في "سورية"، وفي عام 2013، سجل كاختراع سوري في جنيف».

في عام 2006، تم اختيار الدكتور "رشاد مراد" ليكون نقيب أطباء أسنان "دمشق"، لمدة دورتين متتاليتين بعد ترشيحه من قبل زملائه. ورغبةً منه بنقل خبرته الطبية لتكون متاحة للجميع، ولتكوين الوعي الطبي، أسس مجلة "المستشار"؛ وهي المجلة الأولى في طب الأسنان على مستوى "سورية" والعالم العربي؛ المترجمة إلى اللغة الإنكليزية، التي توزع مجاناً، وعنها يقول: «أسست مجلة المستشار عام 2012، وكانت اقتباساً من مجلة "طبيبك"، هدفها التثقيف الصحي للإنسان غير المختص.

بعض مؤلفاته

جميع العاملين في المجلة أطباء، وكل ما تعلمته في منظمة "الصحة العالمية" أوردته فيها، والآن تحقق المجلة أهدافها، كما أضفنا إليها نشاطاً اجتماعياً، ومؤخراً فتحنا المجال لأي طبيب من مختلف الاختصاصات ليكتب فيها، فطب الأسنان هو جزء من الطب العام، والتكامل بينهما مهم وضروري.

قدم المجلة مدير طب الأسنان في العالم، والعدد الجديد قدمه رئيس زراعة الأسنان في العالم».

في أحد المؤتمرات الطبية

لديه الكثير من المؤلفات، بعضها جامعية، والأخرى طبية، مثل: "أساسيات علم الأدوية لأطباء الأسنان"، وكتاب "الوقاية من السمنة وتدبيرها لدى البالغين"، وكتاب "علم الأدوية" في كلية طب الأسنان "جامعة دمشق"، وكتاب "علم تأثير الأدوية" في كلية الصيدلة جامعة "دمشق"، وكتاب "الممارسة الصيدلانية الناجحة"، وكتاب "علم الأدوية في طب الأسنان"، وزارة التعليم العالي، جامعة "دمشق"، وكتاب "علم الأدوية والأمراض الباطنة"، وزارة التعليم العالي، وكتاب "عالم طب الأسنان"، وغيرها.

الجانب الإنساني كان جزءاً مهماً من حياته، فقد اهتم بذوي الاحتياجات الخاصة الذين يعدّ علاجهم من الأمور الأكثر صعوبة، يقول: «من خلال خبرتي الدوائية، وبتكاليف قليلة، عالجت أكثر من مئة حالة من ذوي الاحتياجات الخاصة، ومنها حالات معقدة باختلاف أنواعها، وقريباً سيكون هناك برنامج تطوعي على مستوى الوطن العربي لمعالجة هذه الفئة، مع تأمين التكلفة المادية للعلاج».

من جانبه "مجد خيتي" طبيب أسنان اختصاصي لثة، وأحد طلاب الدكتور "مراد"، يقول: «كان لي شرف أن يكون د. "رشاد" من أساتذتي في كلية طب الأسنان لمادة "الأدوية"، التي تعدّ من المواد الأساسية في ممارسة مهنة طب الأسنان، كان ملماً بها بطريقة مميزة على اعتبار أنه طبيب أسنان وأستاذ في كلية الصيدلة، وحاصل على دكتوراة في علم تأثير الأدوية، فهو الأكثر قدرة على معرفة حاجة طبيب الأسنان من الأدوية. كان يعطي المادة بأسلوب واضح ومدعوم بالأمثلة، فالكثيرون من الأطباء يقعون في مشكلة أثناء وصف الأدوية، ومع بدء ممارستي للمهنة بعد التخرج، تعلمت منه أصول مهنة طب الأسنان بأسلوب عملي. يعمل بإنسانية كبيرة، ويربط عمله بالفائدة المجتمعية».

يذكر أنّ الدكتور "رشاد مراد" من مواليد "الرياض"، عام 1970.