تميزت بقصيدة النثر، واستحقت أن يكون اسمها ضمن أهم مائة شاعر تم اختيارهم من سبعين دولة في العالم. وتم تكريمها في مهرجانات عدة كشاعرة مقاومة مثلت "سورية" في العديد من المحافل الأدبية، وترجمت أعمالها إلى العديد من اللغات العالمية كالتركية والروسية والإنكليزية والفرنسية واليابانية والبلغارية.

«الشعر هو حديث الروح للروح؛ لأنه يخاطب دواخلنا وأرواحنا؛ فهو تلك المساحة المتاحة لنا للدخول إلى ذاتنا لاستخراج المسكوت عنه بكل ما يحمله من حب وغضب وأمل ويقين»؛ هذا ما بدأت به الشاعرة والروائية "انتصار سليمان" حديثها لمدونة وطن "eSyria" بتاريخ 3 آذار 2017، وتتابع الحديث عن مسيرة حياتها الأدبية بالقول: «منذ صغري ظهرت لدي موهبة الإلقاء الشعري؛ فقد كنت أقف أمام أهلي والجيران لإلقاء القصائد الشعرية التي حفظتها أو قمت بتأليفها، وخصوصاً أن الشعر لم يكن مجرد قصائد أكتبها، بل كان يسري في دمي، لدرجة أن أي موقف يمر بحياتي أحوله إلى أدب وأقوم بالهجاء بطريقة رمزية، ولاحظ أهلي موهبتي، فشجعني أخي على كتابة القصة إلى جانب الشعر، وخصوصاً أنهم لمسوا نهمي وتعلقي بالقراءة التي أغنت وصقلت تجربتي الشعرية والروائية، وساهمت في زيادة مفرداتي وتقوية لغتي، وكانت ملهمتي "تنورين" قريتي التي عشت فيها، واستقيت من جمالها الطبيعي معظم كتاباتي».

الشعر هو حديث الروح للروح؛ لأنه يخاطب دواخلنا وأرواحنا؛ فهو تلك المساحة المتاحة لنا للدخول إلى ذاتنا لاستخراج المسكوت عنه بكل ما يحمله من حب وغضب وأمل ويقين

وأضافت: «في الحقيقة لم أعتمد في كتاباتي نوعاً واحداً، وإنما تنوعت أعمالي الأدبية ما بين الشعر والنثر والرواية والنقد الأدبي، لكنني وجدت نفسي مع قصيدة النثر وفضلتها عن غيرها من الأنواع الأدبية باعتبارها تعنى بالهمّ اليومي، وتتناول الموضوعات الإنسانية بمفردات بسيطة تصل بسهولة إلى القارئ، لكونها تأخذ بعداً مهماً لما تركته أمامي من مساحات وآفاق مترافقة مع إيقاع الزمن، فالحالة الإبداعية هي حالة فردية يتميز بها الكاتب ليصنع بصمته الخاصة عبر كتاباته من خلال الكلمة التي تعدّ منبر الكاتب وعالمه».

أثناء التكريم

وعن الأنواع الأدبية التي تشعر بأنها الأقرب إلى ذاتها، تابعت: «الشعر صرخة وجدان حيّ، تنطلق من ينابيع عذبة وصافية ونقية لتصل إلى الآخر بأحاسيسنا ومشاعرنا بالمطلق، فعندما تصل تلك الصرخة أو الدمعة أو الفرحة نقول هذا هو الشعر الذي لا يحتمل التسويف ولا الإطالة ولا السرد، بينما الرواية هي حالة مغايرة عن الشعر، فيها من الشعر لكن حسب الموضوع، فالعالم الروائي هو عالم موازٍ للعالم الواقعي، لكنه أشد تأثيراً، ويحتوي التفصيلات الكبيرة والمتشعبة، فالألم في الكتابة الإبداعية يكون عميقاً، والفرح يكون صاخباً».

وعن الملتقيات الأدبية، حدثتنا بالقول: «للملتقيات الأدبية الدور الأساسي في تعريف المجتمعات بنتاج الكاتب باعتبارها منابر إعلامية ضرورية لنشر أفكار وإبداعات الأدباء، وتجعل الأديب محط الأنظار، وتجعل كتاباته مجالاً للتأويل والنقد، فتنمي التفاعل الذاتي عنده، وتجعله يسعى إلى تقديم الجديد والمتطور باستمرار.

من أعمالها

شاركت بالعديد من الملتقيات الشعرية المحلية والعربية التي أغنت تجربتي الشعرية، ونقلت صورة مشرقة عن المرأة السورية المثقفة في المحافل الخارجية.

في انطلاقتي الأدبية الأولى كانت كتاباتي موجهة إلى الأنثى وتجلياتها، بينما الآن نحن نتعرض إلى حرب كونية تغزو بلادنا من كل الجهات الفكرية والاقتصادية والنفسية؛ قلبت مفاهيمنا نحو ثقافة مغايرة؛ فلا بد لأي كاتب أن يقف مطولاً أمام نتائجها، ولم أستطع أن أكون منفصلة عن واقعي ومجتمعي وما يجري لا يدعو إلى الحياد، بل إلى الوقوف بوجه أعداء أمتنا، لذلك اتجهت جلّ كتاباتي إلى شعر المقاومة للدفاع عن "سورية"؛ بهدف تقديم رسالة حب لكل من ضحوا في سبيل أن تبنى الأوطان ليكون رسالة إلى العالم مفادها أن المرأة السورية على الرغم من كل محاولات التشويه والتضليل التي تتعرض لها، لا تزال قادرة على تمثيل "سورية" في المحافل العربية كافة».

الباحث والناقد الدكتور "عطية مسوح"، قال عنها: «التزمت الشاعرة "انتصار" خلال مجموعتها الشعرية الأولى التي أصدرتها بقصيدة النثر التي ميزتها عن غيرها من الشعراء، وقد اتصف شعرها بعمق المعاني التي تأتي محمولة على أريكة من الصور الأنيقة، مع أن المناخ السائد في شعرها هو مناخ الإحساس بالخيبة، فالشاعرة دائمة السعي وراء الفرح الذي لا تكاد تقترب منه حتى نراه يبتعد، فبهذا النتاج الأدبي استطاعت أن تحجز لنفسها مكاناً في الساحة الأدبية داخل "سورية " وخارجها».

الجدير بالذكر، أن الأديبة والشاعرة "انتصار سليمان" عضو في "اتحاد الكتاب العرب"، لها ست مجموعات شعرية، وهي: "لو جئت قبل الكلام"، و"دروب إليك وجمر علي"، و"ناي لأوجاع القصب"، و"أبشرك بي"، و"فاتك انتظاري"، و"ما وأدت الشك". ورواية واحدة هي "البرق وقمصان النوم".

شاركت بالعديد من الملتقيات الأدبية في العديد من الدول العربية، وتم تكريمها في العديد من الملتقيات الثقافية؛ كمهرجان "المبدعين العرب" في "مصر"، ومهرجان "فاس الشعري" في "المغرب"، ومهرجان "سيدي بو زيد" في "تونس".