أن يكون أوّل سفير نوايا حسنة للأمم المتحدة من الأطفال سورياً كلام عادل جداً؛ فهذا المنصب التشريفي لمشاهير العالم، يحتاج إلى قدرة كبيرة على التأثير في المجتمع، ودعم القضايا الإنسانية والاجتماعية. فمن أحقّ من الطفل السوري لذلك المنصب؟ وهو الذي مع نمو أظافره ولعت الحرب في بلاده، فشاهد وتعاطف مع حالات إنسانية لم يشهد لها التاريخ مثيل.

فمنذ أيام نُصّب الطفل السوري "زين عبيد" -نجم برنامج "ذا فويس كيدز" الخاص باكتشاف مواهب الأطفال- سفير النوايا الحسنة لجمعية قرى الأطفال السورية "SOS"، وتسلم شهادة دولية تؤهله لممارسة مهامه المرتبطة بهذا المنصب، ليساهم في نشر الفكر الإنساني للـ"SOS"، وتقديم الدعم المعنوي لاستراتيجية عمل الجمعية بما يتعلق برعاية الأطفال والأيتام.

"عبيد" الذي اختير لهذا المنصب لمساهمته برسم البسمة على وجوه الأطفال، ولجهوده المبذولة لدعمهم والاهتمام بقضاياهم ومشكلاتهم، وفقاً لرأي الجهات المعنية، كيف لا، وأغلب الأطفال السوريين إما عاشوا أو لامسوا ملامسة حقيقية معاناة أقرانهم من نزوح وتهجير وحصار وقتل على مدى 6 سنوات، وتحملوا مع ذويهم أعباء الحرب التي أرخت رحاها على كل مفاصل الحياة السورية بما فيها طفولتهم البريئة، فكل طفل سوري عاصر بضع سنوات من الأزمة السورية قادر أن يكون سفيراً للنوايا الحسنة فيما يتعلق بشؤون الطفولة وقضايا الإنسانية.

مشروع جمعية الـ"SOS" الذي يهدف بوجه أساسي إلى مساعدة الأطفال وتخفيف أوجاعهم، ومساعدتهم على تحقيق أحلامهم، سيكون "زين" ضمن فريقها، محاولاً رسم البسمة على وجوه الأطفال، وإدخال الفرحة إلى قلوبهم، لعلّه بنواياه الحسنة يصنع لمسة حقيقية في هذا المجال تعود على أطفال "سورية" بالفائدة والخير والحبّ.

يذكر أنه من السوريين الذين تقلّدوا خلال سنوات مضت سفراء للنوايا الحسنة للأمم المتحدة؛ الفنانان "دريد لحام" و"منى واصف".