وجّهت "ميسة الرزاز" مشروعها "المخترع الصغير" إلى الأطفال لتدريبهم على الاختراع والاكتشاف، عبر تطبيق العلوم النظرية بطرائق عملية تجريبية لإنتاج اختراعات متعددة في مجالات مختلفة، باستخدام مواد بسيطة تحقق أهدافاً معرفية، يسهل على الطفل التعامل معها.

مدونة وطن "eSyria" تواصلت مع "ميسة الرزاز" صاحبة الفكرة ومؤسسة "المخترع الصغير" بتاريخ 22 كانون الثاني 2017، وقالت عن مشروعها: «بدأت وزوجي المهندس "محمد الزهيري" مشروع "المخترع الصغير" في عام 2005، عندما قرأنا إحصائية الدكتور "فاروق الباز" حول براءات الاختراع في الوطن العربي، ومقارنتها بمثيلاتها في الدول المتقدمة، وتولد لدينا حافز للبحث عن طرائق صناعة المخترعين، وبعد الدراسة والبحث وجدنا أن تفعيل عمل شقّيْ الدماغ هو عامل مهم لزيادة نسبة الذكاء لدى الأطفال، كما أن تطبيق العلوم عملياً يزيد من الوصلات بين خلايا الدماغ، ويرفع من أدائه.

قمنا بإدخال أنشطة "المخترع الصغير" كحصة أسبوعية على مدار العام الدراسي؛ لأن الأطفال في مرحلة رياض الأطفال يفضّلون لمس الأدوات وتجربة الأشياء عملياً للحصول على نتائج ملموسة، ومن خلال هذه الأنشطة يستطيع الطفل تعلم التجارب العلمية بطريقة فنية، حيث تتعزز الثقة بالنفس لدى الأطفال، ويمكنهم الاحتفاظ بالاختراعات في بيوتهم، وبذلك نحقق هدفين: معرفي، ونفسي، ونستطيع إيصال المعلومة بطريقة مسلية

وتوجهنا إلى الأطفال من عمر الأربعة إلى الأحد عشر عاماً؛ لأن تدريبهم على الاختراع منذ الصغر مهم جداً؛ فهم رجال المستقبل، وما يقارب 75% من الذكاء والذاكرة يتكوّنان في عمر مبكر، حيث نقوم بتطبيق الأنشطة في مراكز تعليمية متعددة في "دمشق"، ومنذ عام 2009 أدخلنا "المخترع الصغير" كحصة أسبوعية في عدد من المدارس الخاصة، ورياض الأطفال لبناء عقلية التجريب، وحب العلم، لجعله مستمراً على مدار الأعوام الدراسية؛ وهو ما يجعله طريقة حياة. ويتألف فريقنا من ست مدرّسات دائمات، ونستعين بالمزيد أثناء ضغط العمل، حيث نقوم بتطبيق تجارب علمية فيزيائية وكيميائية ونماذج ميكانيكية وهندسية مع الأطفال، حول مواضيع إبداعية مختلفة، باستخدام مواد متنوعة بعضها متوفر في المنزل، وأخرى إلكترونية واختصاصية».

التوجه إلى الأطفال

وعن المراحل التي يمرّ بها الاختراع، وتقبّل المجتمع للفكرة، تقول: «نبدأ مع الأطفال بإثارة التساؤل أو طرح فكرة، والبحث عن إجابة لها عن طريق قصة صغيرة تحتوي عنصر الإثارة والتشويق لتجذب الطفل، ثم نعرض الحلول التي توصّل إليها العلماء، ونبدأ العمل لصنع نموذج يحمل الفكرة العلمية ويدعمها.

ومن المصادر التي نستعين بها لتطبيق المخترعات: شبكة الإنترنت، والكتب العلمية. ومنذ البداية لمسنا رفض بعض الأهالي الذين عدّوا عملنا أشغالاً يدوية يمكن الاستغناء عنها، وتقبل بعضهم الآخر الفكرة، حيث قدروا أهمية العمل الذي نقوم به، عبر إشراك أبنائهم معنا بصورة دائمة، ولمسوا أثر أنشطتنا البالغ في تطوير قدراتهم العقلية ومهاراتهم الشخصية، وطموحنا كبير جداً لجعل "المخترع الصغير" أسلوباً لإبراز المخترعين على مستوى "سورية" والوطن العربي؛ عبر خلق الإبداع والاختراع. واستطعنا في عام 2008 الحصول على المركز الثاني بجائزة "seya_venture" العالمية».

الأطفال يكتشفون

من جهتها تقول "ريما جحجاح"؛ وهي أم لطفل في الثامنة من العمر ويستفيد من أنشطة المشروع: «يسأل الأطفال دوماً أسئلة بحاجة إلى توضيح بأسلوب مفهوم ومبسط، والاختراعات التي تطرحها "ميسة الرزاز" في "المخترع الصغير" تقدم له الإجابات بطريقة سلسة لا يمكننا أن نوصلها إلى أطفالنا بسهولة، حيث يزيد لديه حب التعلم والمعرفة، ويتوسع لديه الإدراك العقلي والمعرفي، فهي توفر بيئة حاضنة لأطفالنا، عبر تطبيق اختراعات من مواد نستخدمها في حياتنا اليومية؛ لتعرّف الطفل إلى أشياء، مثل: "المصعد، والخسوف والكسوف، والمكبر"، وغيرها، فيحقق الطفل الإبداع والمتعة، والمرح والفائدة في آن معاً؛ فاليد مفتاح الذكاء لتنمية التفكير والإبداع ودقة الملاحظة لاكتشاف الأسرار».

"رغد كيلاني" مدرّسة في إحدى الروضات التي تتعاون مع "ميسة الرزاز"، تضيف: «قمنا بإدخال أنشطة "المخترع الصغير" كحصة أسبوعية على مدار العام الدراسي؛ لأن الأطفال في مرحلة رياض الأطفال يفضّلون لمس الأدوات وتجربة الأشياء عملياً للحصول على نتائج ملموسة، ومن خلال هذه الأنشطة يستطيع الطفل تعلم التجارب العلمية بطريقة فنية، حيث تتعزز الثقة بالنفس لدى الأطفال، ويمكنهم الاحتفاظ بالاختراعات في بيوتهم، وبذلك نحقق هدفين: معرفي، ونفسي، ونستطيع إيصال المعلومة بطريقة مسلية».

أثناء الاختراع

الجدير بالذكر، أنّ "ميسة الرزاز" من مواليد "دمشق"، عام 1975، خريجة معهد هندسي، اختصاص رسم هندسي، درست منهج "ماريا مونتيسوري" على يد الأستاذة "هديل الأسمر" في مدرسة "المونتيسوري" في 2005 لمدة عامين، كما التحقت بمجموعة دورات تدريبية لتطوير أسلوبها التعليمي، في مجالات مهارات التعلم النشط، ومهارات التفكير، وأسلوب "triz"؛ أي "حل المشكلات بطريقة إبداعية".