حضور الصحفي في أي فعالية هو نقطة إيجابية تدعمها، حتى وإن كان نشره الصحفي يحمل نقداً سلبياً؛ لذا يجب أن يكون لحضوره خصوصية تحمل التقدير في أي مكان يكون فيه؛ تقدير لوجود السلطة الرابعة في مكان الحدث.

في الفعاليات المحلية التي تقام في "سورية" خاصة في العاصمة "دمشق"، لا يكون للصحفي مكان مخصص للحضور، وأحياناً ليس له مكان بين الحضور حتى، وفي الكثير من الأحيان عليه أن يشتري بطاقة تمكّنه من الحضور كشخص عادي مثله مثل كل الحاضرين، أو الحصول على بطاقة خاصة بالحضور الصحفي من خلال تواصله مع المكتب الصحفي أو الجهة المنظمة للفعالية وحجز مقعد له مسبقاً، بالحضور الشخصي أو الحجز عن طريق الهاتف، وأحياناً قليلة أو نادرة يمكنه الدخول مباشرة إلى قلب الحدث عند إبراز هويته الصحفية، التي من المفروض أن تؤهله لدخول المكان الذي يريد باعتباره من أبناء صاحبة الجلالة في بلاده.

لكن ما لا يمكن أن يتوقعه الصحفي بتاتاً أن تطلب منه الجهة المنظمة لإحدى الفعاليات؛ الحضور واقفاً على القدمين لنقل الحدث، مبررة موقفها بأن الصحفي هنا ليعمل وليس ليتابع تفاصيل الفعالية ويستمتع مثله مثل باقي الحضور، علماً أن مجموعة الصحفيين الذين تم تقديم عرض الوقوف لهم كانوا قد تقدموا مسبقاً إلى المكتب الصحفي المسؤول عن تلك الفعالية وسجلوا أسماءهم للحصول على مكان بين الحضور لنقل ونشر الحدث. والتفاصيل الخاصة بهذه الحادثة حدثت حقاً في دار الأوبرا للثقافة والفنون بـ"دمشق"، في إحدى الحفلات الفنية التي تهافت عليها الجمهور، وعلى الرغم من طلب الصحفيين، الذين زاد عددهم على الخمسة، من القائمين على تنظيم الحفل الجلوس في المقاعد الفارغة التي لم يأتِ أصحابها بعد بدء الحفلة بأكثر من 10 دقائق، إلا أنهم رفضوا بحجة أن تلك المقاعد من حق أصحاب البطاقات الخاصة بها، وعدم وجود أماكن للصحفيين في هذا الحفل، ولو تدخل مدير الدار لما تمكن هؤلاء الصحفيين من حضور الحفل ونقل النشاط.

وعليه؛ جزء من احترام الصحفي أثناء حضوره الفعاليات تأمين المكان المناسب له لتأدية واجبه المهني، وليس أي مكان، وإنما مكان مخصص له كصحفي، فلا يتحمل أي عبء معنوي أو مادي، إضافة إلى تسهيل حصوله على المعلومات التي يريدها لإعداد مادته الصحفية سواء المكتوبة أو المصورة أو المسجلة، وعدم تقيده بأي جانب من جوانب عمله سواء موضوع التصوير أو اللقاءات مع الأشخاص بالأسلوب الذي يحدّ من إبداعه وتميّزه.