يدخل طلاب الشهادات الثانوية والجامعية في رحلة البحث عن الذات وسط رعب الأسئلة وغموض الواقع الامتحاني الذي تفرضه الظروف المحيطة، غير أن الحلول التي يقدمها الأهل والطلاب كفيلة بخفض حرارة القلق للوصول إلى طريق التفوق وبداية مرحلة جديدة.

لمعرفة المزيد عمّا يتعرض له الطلاب بكافة المراحل الدراسية من قلق وخوف في أوقات التحضير للامتحانات النهائية أو خلالها، التقت مدونة وطن "eSyria" بتاريخ 24 نيسان 2016، طالب الثانوية العامة – الفرع العلمي "سامي منصور"، الذي قال: «تعدّ الشهادة الثانوية بمنزلة تحديد مصير ومستقبل، وهذا يتطلب مني الكثير من التحضير من خلال وضع برنامج زمني دقيق يمكنني من إعادة المادة أكثر من مرة، ويسيطر عليّ القلق خوفاً من أن يداهمني الوقت قبل أن أنهي دراسة المنهاج الكثيف، إضافة إلى الخوف من المجموع الذي يمكن أن أحصل عليه الذي قد لا يخولني دخول الفرع الذي أريده، والإلحاح المستمر من الأهل للدراسة المستمرة للحصول على معدل عالٍ يمكنني من دخول كلية الطب».

أحاول خلال مدة الامتحان ترتيب برنامج للدراسة يتناسب مع المواد المقررة، ونحن بوجه عام نعاني قلق الحرمان من تقديم المادة في حال تأخرنا عن موعد الامتحان بسبب الوضع الأمني، أتمنى في حال تم تحويل المواد إلى طريقة الأتمتة أن تتناسب الأسئلة مع مستويات الطلاب والوقت، وغير ذلك نعيش قلق مزاجية مدرّس المادة خلال التصحيح، فلا نعرف ما المطلوب كتابته بالتحديد للنجاح الذي طالما افتقدناه

وأوضحت الطالبة "عفاف خليل" سنة أولى علم اجتماع عن الموضوع نفسه بالقول: «تعدّ أوقات الامتحانات من الأوقات الصعبة بالنسبة لي باعتباري أعمل إلى جانب دراستي، وهذا يتطلب مني مضاعفة جهدي الدراسي ووضع برنامج زمني يتناسب مع عملي، إضافة إلى كل ما نعيشه من قلق نجد أيضاً صعوبات خلال الامتحان؛ فكثيراً ما يكون الوقت المقرر لا يتناسب مع الأسئلة، وما يزيد من القلق هو تعامل بعض المراقبين بطريقة غير تربوية معنا، ولا ننسى أن مزاج الدكتور المسؤول عن المادة له دور كبير في زيادة القلق؛ فكثيراً ما نفاجأ بالرسوب على الرغم من تدويننا الصحيح للمعلومات».

خالد حمود

بدوره "خالد حمو" سنة رابعة هندسة مدنية قال: «أحاول خلال مدة الامتحان ترتيب برنامج للدراسة يتناسب مع المواد المقررة، ونحن بوجه عام نعاني قلق الحرمان من تقديم المادة في حال تأخرنا عن موعد الامتحان بسبب الوضع الأمني، أتمنى في حال تم تحويل المواد إلى طريقة الأتمتة أن تتناسب الأسئلة مع مستويات الطلاب والوقت، وغير ذلك نعيش قلق مزاجية مدرّس المادة خلال التصحيح، فلا نعرف ما المطلوب كتابته بالتحديد للنجاح الذي طالما افتقدناه».

المرشدة الاجتماعية "ربا الشيخ حسن" قالت: «يعدّ القلق الامتحاني ظاهرة شائعة لدى معظم الطلاب، وهي ظاهرة طبيعية عندما يكون القلق بدرجة معقولة، لكنه يتحول إلى ظاهرة مرضية عندما يتسبب بتراجع أداء الطلاب وتأخرهم في التحصيل الدراسي، ولا يقتصر القلق على الطلاب بل قد يشمل الأبوين أيضاً، وربما يكونا هما مصدر القلق من خلال تهويلهما للامتحان وأهمية الحصول على الدرجة العليا، والتهديد بالعقوبات في حال حصل أي تراجع من قبل الطالب. للقلق عدة أسباب نذكر منها الخبرات السابقة للطالب في الامتحان كالإخفاق في امتحان ما، أو مواجهة امتحان صعب، وقد يلعب جوّ الامتحان دوراً في نشوء قلق الامتحان لدى الطالب من الرهبة من الاسم، فتتدنى ثقته بنفسه، وتسيطر عليه الأفكار السلبية، إضافة إلى مزاجه واستعداده الوراثي للإصابة بالقلق بوجه عام، وتتمثل أعراض القلق بالتوتر، الشعور بالخوف، إضافة إلى التعب والإرهاق، وسرعة بالتنفس وضربات القلب، وغيرها».

عفاف خليل

وتضيف موضحة عدداً من الحلول الواجب اتباعها من قبل المسؤولين عن العملية التربوية وأولياء أمور الطلاب بالقول: «يمكن للمعلمين والأهل القيام بأشياء كثيرة قد تخفف من قلق الامتحان وتجعله ضمن المستوى الطبيعي، نذكر منها على سبيل المثال جعل جوّ الامتحان مريحاً قدر الإمكان للطلبة وعدم تهويله، وإكساب الطلبة بعض المهارات الحياتية ومهارات إدارة الذات كمهارة إدارة الوقت وتنظيمه، وتزويد الطلبة ببعض الإرشادات التي تساعده في التعامل مع الامتحان، وتعديل الأفكار السلبية عند الطلبة حول الامتحانات، كما أن الامتحان يحدد المصير في الحياة، وإكسابهم مهارات التفكير الايجابي والعقلاني، وتعليم الطلبة بعض استراتيجيات الاسترخاء، والسماح لهم بممارستها قبل وقت الامتحان بمدة قصيرة. بالمقابل على الأهل إشاعة جوّ هادئ ومريح في البيت مع تشجيع الطالب وتحفيزه على الدراسة».

ربا الشيخ حسن