الازدحام المشكلة التي تؤرق راحة جميع سكان العاصمة، فالموظفون والطلاب اللذين يحملون العبء الأكبر على اعتبار أن دخولهم وخروجهم من العاصمة يكون في ساعة الذروة، فكان "الترام" القديم إضافة إلى متعة ركوبه يمثل متنفساً لكل هؤلاء.

مدونة وطن "eSyria" التقت بتاريخ 10 كانون الأول 2014، "حسام سلامة" الموظف في إحدى دوائر الدولة، الذي يقول: «أصبحت رياضة المشي صباحية وإجبارية أيضاً؛ فأنا أسكن في منطقة "صحنايا" في ريف "دمشق" لذلك أقطع يومياً مسافات طويلة سيراً على الأقدام بسبب الازدحام الشديد على أوتستراد "درعا" – "دمشق" الأمر الذي يؤثر في عملي؛ حيث أستغرق أحياناً أكثر من ساعتين للوصول إليه وفي هذا إضاعة للجهد والوقت في آن واحد، وأرى أن الحل يتمثل في إحياء خط "الترام" القديم أو إنشاء البديل في شوارع العاصمة؛ لأن السكة موجودة في كثير من الشوارع لكن ينقصها إعادة التأهيل».

أصبحت أتجنب اليوم الأول من بداية كل أسبوع نظراً للازدحام غير الطبيعي في شوارع العاصمة، حتى إنني لم أعد أذهب لجامعتي في يوم الأحد لأنني لن أستطيع الوصول إليها إلا بعد ساعات وساعات، وبرأيي الحل هو أن يكون هناك ممر خاص للباصات (كممر الموجود على أوتستراد المزة - الجديدة) خاص بالموظفين والطلاب، وممر آخر لباقي المواطنين

"كنانة الظاهر" طالبة جامعية تقول: «أصبحت أتجنب اليوم الأول من بداية كل أسبوع نظراً للازدحام غير الطبيعي في شوارع العاصمة، حتى إنني لم أعد أذهب لجامعتي في يوم الأحد لأنني لن أستطيع الوصول إليها إلا بعد ساعات وساعات، وبرأيي الحل هو أن يكون هناك ممر خاص للباصات (كممر الموجود على أوتستراد المزة - الجديدة) خاص بالموظفين والطلاب، وممر آخر لباقي المواطنين».

الترام القديم في شوراع دمشق

ويقول "سليمان سعيد": «أضطر للذهاب إلى آخر الخط كل يوم سيراً على الأقدام بسبب عدم توافر "السرافيس" صباحاً؛ وذلك لأن معظم هذه "السرافيس" متعاقدة مع طلاب مدارس؛ وهو ما يجعل الموظفين مضطرين للخروج من المنزل في وقت مبكر جداً لأنهم يدركون أنهم سوف يمشون مسافة طويلة للوصول إلى الموقف، ناهيك عن الازدحام الذي يتمركز في قلب العاصمة ولا سيما في منطقة "البرامكة" بالقرب من وكالة "سانا" حيث من الصعب جداً أن تجد وسيلة نقل، لذلك إنشاء خط للترام هو الحل الأمثل».

المهندس "رامي دركوش" من مديرية الطرق يقول: «الحديث عن أزمة النقل ليس جديداً وصعوبات التنقل من وإلى ريف المحافظة لكثرة الوافدين إلى تلك المناطق، وقلة "السرافيس" التي تخدم المنطقة، إضافة إلى الابتزاز والتحكم في الأجرة، وقلة الذين باتوا يعملون في هذه المهنة لما لها من أمور معقدة وكثيرة يتحدث عنها السائقون، ومنها إقدام العديد من السائقين على بيع سياراتهم وعدم القدرة على العمل بسبب عدم توافر مادة المازوت في مناسبات كثيرة، وانتظار ساعات طويلة تصل إلى 4 أو 6 ساعات للحصول على حاجتهم من مادة المازوت، وكل هذا يزيد من الهموم على المواطنين».

الازدحام في الشوارع

ويضيف: «حاولت محافظة "دمشق" تخفيف الأزمة من خلال نقل بعض المركبات من الخطوط الأقل نشاطاً إلى الخطوط المحتاجة إليها، وإصدار التعريفات الخاصة بالنقل والتشدد في تطبيقها، ولكن كل هذا لم يفد بسبب التراكم الهائل لأعداد سيارات الأجرة وباصات النقل الداخلي؛ حيث يسير في "دمشق" اليوم أكثر من 1100 باص، و4000 ميكرو باص، و35000 سيارة أجرة، والحل الأمثل هو تسيير خط لـ"الترام" في شوارع العاصمة بسبب أن السكة موجودة وفي حال جيدة ونراها في كثير من الشوارع ولكنها بحاجة إلى صيانة، وفي بعض الشوارع تحتاج لوصل قطعها مع بعضها بعضاً، لأنها قديمة ولم تستعمل منذ فترة طويلة، وخط "الترام" يمر من وسط المدينة نحو منطقة "القدم" في نهاية حي "الميدان"، والى منطقة "الشيخ محي الدين" ومنها إلى "باب شرقي"، وإذا ما رجع هذا الخط للعمل فسينهي هذه المشكلة».