تعد الحدائق ضرورة للإنسان، وهي ترتبط بالطبيعة التي نشأ بها، واستأنس بعناصرها، واستمد من ملاحظتها كثيراً من أفكاره، والحدائق البيئية هي من المشاريع المهمة للحصول على بيئة صحية.

مدونة وطن "eSyria" تواصلت بتاريخ 12 تشرين الثاني 2014، مع عدد من الأشخاص لمعرفة رأيهم بأهمية الحدائق البيئية، وضرورة تواجدها، وكانت تلك الآراء:

برأيي يمكن تطبيق هذا النوع من الحدائق بـ"سورية" لما لها من أهمية، خاصة أن معظم المدن السورية تفتقر لمثل هذا النوع من الثقافة البيئية، ولا بد من إدخال مفهوم الثقافة الخضراء ضمن المناهج التعليمية، لتعزيز العلاقة بين الإنسان والبيئة، والتفاعل بينهما، وعلينا المحافظة جميعاً على المناطق الخضراء، والموارد الطبيعية مسؤولية الجميع

"حنان خير الدين" موظفة تقول: «للحصول على بيئة صحية نقية علينا أولاً تحقيق المصالحة بين الإنسان وبيئته، ونبذ السلوك العدواني في التعامل مع البيئة، فالوعي البيئي لا يتحقق إلا عندما يصبح جزءاً من سلوك الفرد، وتعليمه كيفية التعامل مع البيئة، إن ما مررنا به في السنوات الأخيرة من تدهور حالة البيئة تجاوزنا معها مرحلة الاهتمام الزمني بجمال الطبيعة، وزراعة الأشجار والحدائق والتجميل على الرغم من أهميتها، ووصلنا إلى مرحلة تهدد حياة الإنسان من خلال جو ملوث، ومن هنا لا بد من طرح البدائل فكانت فكرة الحدائق البيئية التي تعد مكاناً يحافظ به على البيئة ومزروعاتها، ويؤمن مناخاً نطفياً للإنسان خالياً من التلوث، وأعتبر الحديقة البيئية الموجودة بـ"دمشق" مكاناً مريحاً نتمنى أن يطبق بأكثر من منطقة في المحافظات السورية».

الدكتور نادر غازي

أما السيد "فادي عربي" المهتم بأمور البيئة يعيش في "إسبانيا" تم التواصل معه عبر مواقع التواصل الاجتماعي وحدثنا عن تجربة "إسبانيا" في مجال الحدائق البيئية قائلاً: «تعود أهمية الحدائق البيئية إضافة للناحية الجمالية والترفيهية للمدن والقرى، لكونها في "إسبانيا" وسيلة مثالية لتعليم المنهج النظري والعملي للتعليم الأساسي من منظور عام، والتعليم البيئي في المقام الأول، ووسيلة لتنمية مهارات الطلاب لرصد وفهم البيئة والحياة الطبيعية، وفق منهج علمي وأخلاقي يهدف لنشر ثقافة بيئية تعتمد الأخلاق أساس التعامل مع البيئة والأرض والمجتمع، وتعد رئة المدن لكونها "فلتر" طبيعياً يحد من ظاهرة التلوث، من خلال تنقية الهواء من الغازات السامة والغبار، وطرح الأوكسجين عوضاً عنها، وتقلل من الضوضاء عن طريق امتصاص الموجات الضوئية، وتساعد في تعزيز التواصل الاجتماعي، والترفيه والتسلية عند المواطن لكونها مكاناً لممارسة بعض الأعمال الترفيهية والرياضية، وفي "أستراليا" تتمثل طريقة العمل عليها بمراعاة عدم استخدام المبيدات الحشرية، والأسمدة الكيماوية، واعتماد فكرة تدوير نواتج قص وتقليم الأشجار والنباتات والمخلفات العشبية، والحد من استهلاك مياه الري باستخدام نظام توفير المياه».

وعن تطبيق هذه الحدائق في "سورية" يضيف: «برأيي يمكن تطبيق هذا النوع من الحدائق بـ"سورية" لما لها من أهمية، خاصة أن معظم المدن السورية تفتقر لمثل هذا النوع من الثقافة البيئية، ولا بد من إدخال مفهوم الثقافة الخضراء ضمن المناهج التعليمية، لتعزيز العلاقة بين الإنسان والبيئة، والتفاعل بينهما، وعلينا المحافظة جميعاً على المناطق الخضراء، والموارد الطبيعية مسؤولية الجميع».

حنان خير الدين

أما الدكتور "نادر غازي" مدير التوعية الإعلامية بوزارة الدولة لشؤون البيئة فيقول: «تم إصدار الشروط المرجعية لتأسيس الحدائق البيئية من قبل وزارة الدولة لشؤون البيئة، وتضمنت معايير تصميمها ومكوناتها، وسبل تحقيق أهدافها، حيث أكدت هذه الشروط ضرورة تأمين مخطط مساحي للأرض المزمع إقامة الحدائق البيئية عليها، وإعداد خطة شاملة لاستعمالات المواقع السياحية، أو المرتبطة بالسياحة في الحديقة، وتحقيق أهداف إنشائها وهي الحفاظ على مكونات النظام البيئي من كائنات حية نباتية وحيوانية، إضافة لزيادة الوعي البيئي، ومشاركة الشباب والمتطوعين، والجمعيات الأهلية، والاستفادة في غرس القيم البيئية، وقيمة الحس والجمال البيئي إضافة لتنمية السلوك الإيجابي، ونسعى لتعمييم تجربة الحدائق البيئية في كافة المحافظات، والبلديات، والتعاون مع وزارة الزراعة والإرشاد الزراعي، حيث تمثل الحديقة البيئية النظام البيئي الطبيعي للمنطقة الموجودة فيها بشكل مصغر، مع مراعاة عدم زراعة نباتات مدخلة عن البيئة، إضافة لاتباع طرائق جذب بعض الحيوانات، وضرورة وجود مصدر مائي في الحديقة، وتزويدها بخزانات سقاية، والري بالتنقيط، كما تعمل على تأكيد ضرورة ربط المتعلم بالبيئة للتمتع بجمال الشجرة، ومن هنا تأتي أهمية الحدائق البيئية، والعمل على زيادة الرقعة الخضراء التي تخلصنا من ثاني أوكسيد الكربون، وكلها تساهم بتنظيف البيئة، يوجد في "دمشق وحلب" حديقتان بيئيتان ونسعى لتعميمها بكافة المحافظات من خلال تعزيز السياحة البيئية».

فادي عربي.