يتميز بواجهته الرئيسية المطلة على الشارع الرئيسي والمزينة بنقوش وزخارف ملونة، تدل على البصمة المعمارية في العصر المملوكي، ومئذنة على الطراز السلجوقي.

مدونة وطن "eSyria" التقت الباحث الآثاري "جوزيف حنا" بتاريخ 18 آب 2014، الذي تحدث عن مكان جامع "سيدي صهيب" وتاريخه، ويقول: «جامع "سيدي صهيب" من الأبنية الأثرية التاريخية التي تقع في حي "الميدان"، تم بناؤه في العصر المملوكي عام 750 للهجرة الموافق 1349 للميلاد، ويضم بين ثناياه مقام الصحابي "سيدي صهيب الرومي"، وضريح الأمير "آراق بن عبد الله السلحدار" الذي دفن فيه سنة 750، وهو نائب السلطنة المملوكية بـ"صفد"، ويطلق عليه أهل الشام العديد من الأسماء منها جامع "سيدي صهيب"، وتربة "آراق عبد الله بن سلحدار"، جامع "الصحابة"».

يقع في "الميدان التحتاني" ويسميه العامة مسجد "قره أصلان"، وهو عبارة عن جبهة حجرية ضخمة ذات زخارف بديعة فيها الباب الجميل ذو المقرنصات و"القاشاني"، وإلى جانبي الباب شباكان جميلان، يدخل من الباب إلى ممر في جانبه قبتان؛ القبة الشرقية فيها ضريح بديع زخرفة، والغربية يوجد فيها المصلى

ومما كتب الآثاري "عماد الأرمشي" الباحث التاريخي في الدراسات العربية والإسلامية لمدينة "دمشق" واصفاً المسجد، يقول: «المسجد قديم وموجود قبل وجود التربة (المقبرة)، وأعتقد أنه مبني في العصر السلجوقي لتشابه طراز بناء المئذنة مع مآذن مساجد "دمشق" السلجوقية، ثم بنيت عنده تربة الأمير "آراق بن عبد الله السلحدار"، التي تم تخصيصها في العهد العثماني كوقف ديني إكراماً للصحابي "السلحدار"، ويعتقد العوام أنه مدفون في المسجد ولكن في الحقيقة كان قد توفي في "المدينة المنورة"، ثم خصص المكان فيما بعد مستوصفاً خيرياً تابعاً لوزارة ومديرية الأوقاف، ويتألف المسجد من واجهة من حجارة الأبلق المتناوبة بين اللون الأسود واللون الرماني، وتمتد الواجهة لأكثر من 15 متراً، ولها جبهة حجرية ضخمة، وفوق الباب الرئيسي توجد واجهة مرتفعة معقودة بالمقرنصات تليها طاسة قوقعية مسطحة لها أضلاع شعاعية، وتعلو الطاسة زخارف تتخللها قطع من "القاشاني" المدككة، وتزين الواجهة الرئيسة ثلاث حشوات مستديرة الشكل مدككة، ويوجد فوق الباب نص منقوش ورد فيه الآتي: (بسم الله الرحمن الرحيم أمر بإنشاء هذه التربة المباركة العبد الفقير إلى الله تعالى "آراق بن عبد الله سلحدار"، نائب السلطنة الشريفة بـ"صفد" المحروسة، كان مملوك مولانا السلطان الملك "ناصر محمد الشهيد بن الملك المنصور قلاوون"، تغمده الله برحمته ووقف عليها الحصة ببستان مليك والطبقة والإصطبل؛ وذلك في شهور سنة خمسين وسبعمئة أحسن الله عاقبتها، وصلى الله على سيدنا محمد وعلى آله وأصحابه أجمعين)».

داخل الجامع

ويضيف: «مئذنة الجامع طويلة نسبياً في جذعها السفلي، وكل ضلع في الجذع السفلي يتخلله نافذة طولية ضيقة من أجل التهوية والإضاءة، وكل ضلع متوج بنافذة مقوسة على شكل محراب، تعلوها شرفة خشبية مثمنة الأضلاع بارزة عن جذع المئذنة بشكل واضح، تغطيها مظلة خشبية متوجة بجوسق مثمن صغير يحمل قلنسوة مخروطية من الرصاص، وصنفها الدكتور "قتيبة الشهابي" أنها من مآذن الطراز الشامي المختلط، وقد خضع المسجد لأعمال ترميم وصيانة شملت المسجد والتربة، منها إضافة قبتين فوق البوابة، وترميم مئذنة المسجد، وترميم الواجهة الرئيسية».

أما الدكتور "يوسف بن عبد الهادي" في كتابه "ثمار المقاصد في ذكر المساجد"، فيقول: «يقع في "الميدان التحتاني" ويسميه العامة مسجد "قره أصلان"، وهو عبارة عن جبهة حجرية ضخمة ذات زخارف بديعة فيها الباب الجميل ذو المقرنصات و"القاشاني"، وإلى جانبي الباب شباكان جميلان، يدخل من الباب إلى ممر في جانبه قبتان؛ القبة الشرقية فيها ضريح بديع زخرفة، والغربية يوجد فيها المصلى».

السيد "جوزيف حنا"

الجدير ذكره أن جامع "سيدي صهيب" يقع خارج أسوار مدينة "دمشق"، في حي "الميدان" بمنطقة "الصحابة".

مخطط توضيحي