له مئذنة فريدة استحوذت على اهتمام الباحثين من عرب وأجانب، ويعتقد أنها بنيت قبل بناء الجامع بسنتين، ويسمى أيضاً جامع "السفرجلاني" نسبة إلى باني مئذنته..

مدونة وطن "eSyria" التقت بتاريخ 24 آب 2014، الآثاري "عقبة معن" الذي تحدث عن جامع "القاري"، ويقول: «تعود تسمية الجامع نسبة إلى حمام "القاري" الموجود في نفس الحارة، وقد بني هذا الجامع العثماني أواخر القرن السابع عشر، وأطلق عليه اسم "السفرجلاني" نسبة إلى العلامة الشيخ "عمر السفرجلاني" الذي قام بترميمه وبناء مئذنته، يشتهر الجامع بمئذنته الجميلة ذات الطابع المملوكي، وتتصف واجهته الجنوبية بالنمط العثماني الذي يعتمد على الأحجار البيضاء والسوداء، ولها أربع نوافذ سفلية قبلية وخمس نوافذ علوية قبلية أيضاً، وله واجهة شرقية حجرية لها ثلاث نوافذ سفلية وباب، وهو الباب الرئيس حيث يدخل منه إلى الصحن فالحمام والموضأ والغرفة السفلية والنصية التي تستخدم لصلاة النساء، ويتميز بسقفه الخشبي وجدرانه المغلفة بألواح القاشاني، وثرياته المضيئة ولوحاته الجميلة، ومئذنة عثمانية جميلة تتوضع في الزاوية الجنوبية الشرقية للمسجد».

استحوذت هذه المئذنة على اهتمام كثيرين من الباحثين العرب والأجانب، والتقطوا صوراً فوتوغرافية لها، لإعجابهم بفن عمارتها، ولجمال هيكلها، ورقش جذوعها، وتناسق أجزائها، وكذلك لأنها تمثل الهيكل المعماري الشامي الأصيل الممزوج بين فن العمارة العثمانية والمتأثرة بفن العمارة المملوكية الماثلة إلى اليوم في مدينة "دمشق"

أما الباحث التاريخي "عماد الأرمشي" وخلال لقائه عبر موقع التواصل الاجتماعي "فيسبوك" فيقول: «يقع مسجد "عمر الجلبي السفرجلاني" المعروف بجامع "القاري" في حي "القيمرية" قرب مكتب "عنبر"، عند باب الجامع لوحة رخامية تأسيسية تحمل العبارة التالية: (مئذنة عمر الجلبي السفرجلاني المعروف بجامع القاري، بُنيت سنة 1109 للهجرة – وهذا التاريخ يوافق سنة 1697 للميلاد)، كما توجد لوحة رخامية أخرى مثبتة على جدار الجامع بالخط الديواني تشير إلى أن تاريخ بناء المسجد يعود إلى عام 1111 للهجرة، جاء فيها: (بناء المسجد، تاريخه في آية جاءتك فاقرأ تجد لمسجد أسس على التقوى من أول يوم وجد سنة 1111)، وورد تحتها كتابة ما نصها: (قد أنشأ هذا المسجد الشريف الفقير إلى الله تعالى السيد عمر بن محمد السفرجلاني رحمه الله تعالى - جدد تاريخه حفيد الواقف الفقير إلى الله تعالى عبد الله محمد السفرجلاني غفر الله له، سنة 1345هـ)، وهذا التاريخ يوافق 1926 للميلاد، وهذا الاختلاف في التاريخين يدل على أن المئذنة شُـيدتْ قبل الجامع بسنتين كما نوه الدكتور "قتيبة الشهابي"، وعلى ما يبدو فإن بناء الجامع قد انتهى بعد فترة عمارة المئذنة، ومن هنا جاء الاختلاف في زمن البنائين».

الباحث عماد الأرمشي

ويتابع الأرمشي: «استحوذت هذه المئذنة على اهتمام كثيرين من الباحثين العرب والأجانب، والتقطوا صوراً فوتوغرافية لها، لإعجابهم بفن عمارتها، ولجمال هيكلها، ورقش جذوعها، وتناسق أجزائها، وكذلك لأنها تمثل الهيكل المعماري الشامي الأصيل الممزوج بين فن العمارة العثمانية والمتأثرة بفن العمارة المملوكية الماثلة إلى اليوم في مدينة "دمشق"».

أما الدكتور "قتيبة الشهابي" في كتابه "مآذن دمشق تاريخ وطراز"، فيقول: «مئذنة جامع "القاري" مبنية على الطراز الشامي بتأثير مملوكي، وأطلق عليها لفظ أرقش*، وهي من المآذن القليلة المشيدة في العهد العثماني على الطراز الشامي بتأثير مملوكي أرقش، فجذعها مثمن الأضلاع كثيف الرقش بالأشرطة البسيطة، والأشكال الهندسية الحجرية ذات اللون الأسود كالمثلثات، والمسدسات، وأشباه المنحرف، والنجوم ثمانية الرؤوس».

الواجهة الشرقية للجامع

*الأرقش: أي المنقط بسواد وبياض (غير الأبلق)، ورَقَشَ رقشاً أي نقشه، والرقش والرقشة أي لون فيه كدرة وسواد.

يذكر أن جامع "القاري" يقع داخل أسوار مدينة "دمشق القديمة" بمحلة "السعدية"، حارة "حمام القاري" في حي "الخراب" بين أحياء "مئذنة الشحم" و"القيمرية" بالقرب من بيت "يوسف أفندي عنبر" الشهير بـ"مكتب عنبر".

حرم بيت الصلاة