"الخرزة الزرقاء" لا تزال رغم كل التطور الذي شهده مجتمعنا جزءاً رئيسياً من الموروث الشعبي للوقاية من "الحسد"، أو "صيبة العين".

ولهذه الظاهرة تفسيرات مختلفة عند الناس، وفي محاولتنا لفهم وجهة نظر بعض العارفين بها سألنا السيدة "ايمان عبدو" بتاريخ 12/10/2013، وهي ربة منزل تعلق "الخرزة الرزقا" على مدخل منزلها، فردت بالقول: «بالطبع "الخرزة الزرقا" تحمي من عيون الحساد، وتبعد عنا الشر والاذى، وهي مهمة لكل ربة منزل لتحافظ على أسرتها وأولادها، لأن العين حق، وهو أمر لا شك فيه على الإطلاق».

بالطبع "الخرزة الزرقا" تحمي من عيون الحساد، وتبعد عنا الشر والاذى، وهي مهمة لكل ربة منزل لتحافظ على أسرتها وأولادها، لأن العين حق، وهو أمر لا شك فيه على الإطلاق

وتتوزع "الخرزة الزرقاء" على عدة أشكال فيمكن رؤيتها على شكل "عين" عند أبواب بعض المنازل، أو على شكل عقد ذهبي ترتديه النساء، وفي السيارات الخاصة والعامة، وفي المحلات والمتاجر بمختلف أنواعها.

مسابح لرد الحسد.jpg

ولمعرفة ما إذا كان شكل العين هو من يرد الحسد، أم إن ذلك يعود للون الأزرق قالت السيدة "عبدو": «شكل العين هو للدلالة على أن الخرزة لرد الحساد، لكن الأثر والمفعول يتركز في اللون الأزرق، وهو أمر مثبت علمياً، ويرد الطاقة السلبية التي يحملها الحساد والأشرار، حتى إنني اختار لأطفالي، ولا سيما حين كانوا صغاراً ملابس من اللون الأزرق لأحميهم، وأبعد عنهم الحسد».

أما "نجلاء زين الدين" وهي طالبة جامعية فترى أن: «القصص والخرافات المتعلقة "بالخرزة الزرقاء" لا أساس لها من الصحة، وهي من التقاليد الشعبية التي لا تزال سائدة في المجتمع، وتتمسك بها بعض فئاته، لقلة الوعي أو لأسباب أخرى».

اشكال متعددة.jpg

ولمزيد من التفاصيل حول الناحية العلمية والنفسية لاستخدام "الخرزة الزرقا"، تقول الباحثة النفسية "هدى سلمان": «تعويذة "الخرزة الزرقاء" من العادات التي توارثتها الأجيال عبر مئات السنين، وهي من التقاليد القديمة التي ساهمت الأمثال الشعبية في ترسيخها وزيادة مصداقيتها عند عموم الناس، إضافة إلى الاعتقاد الشائع بأنها من العادات المجربة للوقاية من الحسد».

وتضيف: «هذه الظاهرة لا أصل لها سوى اعتقاد الناس، حيث يظنون أن هذه التعويذة قادرة على تشتيت الإشعاع المنبعث من العين الحاسدة، ورغم أن الدراسات أثبتت أن اللون الأزرق لديه القابلية على امتصاص الأشعة المنبعثة من العين، وله ذبذبات عالية تمتص الطاقة السلبية، إلا أن ذلك لا يعني قدرتها على منع الأذى والشرور ودرء الحسد».

العين والخرزة الزرقاء.jpg

وترى "سلمان" أن "استخدام "الخرزة الزرقاء" لا ينحصر فقط عند الباحثين عن درء الحسد، لكنه منتشر أيضاً عند فئات تبحث عن إرضاء غرورها، وصنع بريق خاص لها بالإشارة إلى أنها مميزة، وتخاف من الحسد".

يشار إلى أن "الخرزة الزرقاء" منتشرة في كافة محلات الاكسسوارات والمجوهرات، ومؤخراً صارت تعرض بألوان متعددة منها الأحمر والأرجواني، وبأحجام مختلفة، لتناسب كافة الأذواق.