بدأت حياتها كمدرسة لمادة الأدب العربي، ومن خلاله انتقلت لتدير عدد من المدارس الخاصة بالإناث في عدد من المحافظات السورية، وبعد زواجها من السيد "فهمي المحايري" انتقلت إلى العمل الصحفي والسياسي، فكانت خير النساء التي دافعت عن حقوق المرأة في سورية بعيد الاستقلال.

إنها الأستاذة "منيرة المرعشلي" أستاذة اللغة العربية في مدرسة التجهيز الثانية للإناث؛ وأمينة سر الرابطة الثقافية النسائية؛ وأمينة سر جامعة نساء العرب القوميات، "eSyria" التقى بتاريخ "11/10/2011" المخرج التلفزيوني "سامر المحايري" –ابن أخ السيد "فهمي المحايري" زوج الأستاذة المرعشلي- والذي أفاد بالقول:

أحبت زوجة عمي التنوير بزواياه المختلفة، واستطاعت من خلال ما امتازت به من أسلوب أدبي شيق أن تنفذ إلى الصحافة من بابها الواسع، أنجبت نجلاً واحداً إلا أنه غادر إلى قبرص وتوفي فيها وكان لوفاته أبلغ الأسى في نفسها، حيث قالت مقولتها المشهورة لم تنل من الأوسمة إلا لمة من الشعر الأبيض لتغادرنا إلى الدار الآخرة في بدايات الألفية الثالثة، بوداعها نكون قد فارقنا شمعة كانت تضيء بشعاعها مساحة واسعة من عتمة القرن المنصرم رحمها الله أحبت الوطن وأسهمت في رفعته

«أحبت زوجة عمي التنوير بزواياه المختلفة، واستطاعت من خلال ما امتازت به من أسلوب أدبي شيق أن تنفذ إلى الصحافة من بابها الواسع، أنجبت نجلاً واحداً إلا أنه غادر إلى قبرص وتوفي فيها وكان لوفاته أبلغ الأسى في نفسها، حيث قالت مقولتها المشهورة لم تنل من الأوسمة إلا لمة من الشعر الأبيض لتغادرنا إلى الدار الآخرة في بدايات الألفية الثالثة، بوداعها نكون قد فارقنا شمعة كانت تضيء بشعاعها مساحة واسعة من عتمة القرن المنصرم رحمها الله أحبت الوطن وأسهمت في رفعته».

المخرج سامر المحايري

ولدت السيدة "منيرة المرعشلي المحايري" في القاهرة عام 1904، -كريمة الأستاذ علي المرعشلي-، نشأت وتعلمت في دمشق، تخرجت من دار المعلمات عام 1922، شغلت منصب مديرة للتجهيز الخامسة للبنات، ثم مفتشة لمادة اللغة العربية، أسست وزميلات لها (جمعية خريجات دار المعلمات) في عام 1928، وكانت ترأسها من أهدافها نشر الثقافة بين صفوف المرأة وتعليم الأميات.

حصلت على إجازة في الأدب العربي من جامعة دمشق عام 1932، وكان عنوان أطروحتها التي تقدمت بها لنيل شهادة الأدب "تحليل ناحيتي الوصف عند البحتري والمتنبي" مارست مهنة التعليم في المدارس الابتدائية في دمشق؛ ثم عينت عام 1937 مديرة للمدرسة المروانية في حمص ؛ وبعدها عينت أستاذة للغة العربية في صنائع الإناث في حلب؛ ثم نقلت كمديرة لمدرسة زينب فواز، ومنها انتدبت لتعليم اللغة العربية في التجهيز الأولى للبنات منذ عام 1944؛ أسست ميتم «دار كفالة البنات» لرعاية بنات شهداء العدوان الفرنسي عام 1945.

السيد "فهمي المحايري" مع زوجته منيرة المرعشلي

عملت "المرعشلي" في الصحافة فكانت من جملة من حرر في جريدة (الحضارة)‏ في دمشق في 17/8/1946، جريدة يومية سياسية قومية، وكان صاحب امتيازها ومديرها المسؤول الأستاذ "فهمي المحايري"، صدرت ضمن أربع صفحات، وكانت تكتب زاوية خاصة صباح كل أربعاء، كذلك كتبت مقالات ثقافية في مجلات عدة تصدر في القاهرة وبيروت ودمشق.

نشرت لها مجلة بنت النيل بعض الدراسات الأدبية؛ كما نشرت لها جريدة صوت المرأة البيروتية مقالات عدة، كذلك نشرت في مجلة المرأة الدمشقية بعض المواضيع المختلفة، لتعود للكتابة الصحفية من خلال جريدة الشام الصادرة في 10/1/1954 التي أسسها كل من "فهمي المحايري ونصوح الدوجي" صاحب جريدة دمشق المساء، كذلك أطلت "منيرة المرعشلي" من خلال جريدة الجيل الجديد لصاحبها "عصام المحايري" التي صدرت بثمان صفحات وهي جريدة يومية سياسية.

دخلت مجال العمل السياسي من خلال مشاركتها لزوجها في العمل في عصبة العمل القومي والتي نشأت عام 1932، دون تصريح من سلطات الانتداب الفرنسي، حيث قدمت الجديد نسبة إلى الأحزاب والحركات السياسية التي سبقتها، وعقدت مؤتمرها الأول في بلدة (قرنايل) على طريق دمشق-شتورا، حيث وضعت عصبة العمل القومي أهم أهدافها: الوحدة العربية الشاملة وسيادة العرب واستقلالهم وعدم الاعتراف بحكومات الانتداب الفرنسي، والقضاء على النعرات الإقليمية، ومقاومة كل عصبية غير العصبية القومية العربية، ودعت إلى رفع مستوى المرأة الاجتماعي وطالبت بتعميم اللغة العربية وحدها لتكون لغة التعامل والتعليم والإدارات الرسمية والخاصة، تميز مؤسسو وأعضاء العصبة بشريحة شابة من أبناء الوطن.

كذلك شاركت السيدة "منيرة المحايري" في المؤتمر النسائي السوري الأول في دمشق في الثالث من تموز عام 1930 في بهو الجامعة السورية، وكانت الغاية منه توعية المرأة العربية ورفع مستواها الفكري والمعيشي، أما بالنسبة لدورها في الإعلام المسموع فقد سجلت أحاديث لعدد من محطات الإذاعات العربية، وكان لها حديث شهري في الإذاعة السورية بشكل دوري.‏‏