تشهد "سورية" سنوياً افتتاح عدد من الجامعات والكليات والأقسام والمعاهد العليا والمتوسطة والمهنية المتخصصة، استجابة لطلب سوق العمل من الاختصاصات الجامعية ومحاولة لاستيعاب الأعداد المتزايدة من الطلاب الراغبين بإتمام تعليمهم الجامعي، ولرفد القطاع التعليمي بالكفاءات الأكاديمية المتخصصة.

"معهد الشام العالي للعلوم الشرعية واللغة العربية والدراسات والبحوث الإسلامية" انضم في عام /2011/ إلى قائمة المعاهد العليا المتخصصة في سورية، حيث يتوقع القائمون عليه أن يكون لإحداثه انعكاسات ايجابية تعزز هذه العلوم في المجتمع المحلي، وتعزز مكانة سورية كمقصد للعلوم الشرعية في العالم.

في الحقيقة اختيارنا للكليات وللأقسام لم يكن عشوائياً كما هو الحال بالنسبة لأعداد الطلاب المقبولين، لأننا نحمل رسالة وأهدافاً يجب أن تحقق خلال سنوات دراسة الطلاب أو الطالبات

أحدث "معهد الشام العالي" بمرسوم تشريعي بتاريخ "4/4/2011"، ويتبع له ثلاثة فروع هي "مجمع الشيح أحمد كفتارو، ومجمع الفتح الإسلامي، ومجمع السيدة رقية"، ويتبع للفروع الثلاث عدد من الكليات والأقسام المتخصصة بالعلوم الشرعية وعلوم أخرى مرتبطة بها، وبنظرة عامة نجد أن الفروع الثلاثة موجودة بالفعل قبل المرسوم ولكن كانت تمنح شهادات غير معترف بها على المستوى المحلي؛ رغم شهرتها على مستوى العالم الإسلامي نظراً لكفاءة المناهج والمدرسين والأساتذة القائمين عليها.

الدكتور "محمد أنس دوامنه

"eSyria" التقى الدكتور "محمد أنس دوامنة" عميد كلية "الشريعة والقانون والاقتصاد الإسلامي" في مجمع "الشيخ أحمد كفتارو" أحد فروع "معهد الشام العالي للعلوم الشرعية"، بتاريخ "27/8/2011" والذي تحدث عن أهمية إحداث المعهد بالقول: «ولادة معهد الشام جاءت لتصحيح وضع قائم أصلاً، فهذه المجمعات الثلاث موجودة منذ سنوات عدة، وأولها كان قبل /25/ عاماً ولكن "معهد الشام" سيعطي ميزات لطلاب هذه المجمعات كالاستقرار والشهادة المعترف بها في سورية؛ فالشهادات ستصدر من وزارة التعليم العالي، وكذا الطلاب في المعهد وخلال مدة دارستهم يحصلون على وثيقة تأجيل لخدمة العلم، وهذا الأمر لم يكن موجوداً في السابق.

أما بالنسبة للدراسة في المعهد فهي كأي جامعة في سورية- أربع سنوات-، والمعهد يمنح شهادات الماجستير والدكتوراه من فروعه الثلاث، وكذا فيجب الإشارة أيضاً إلى أن أساتذة المعهد هم من خيرة مدرسي العلم الشرعي في العالم الإسلامي رغم أن كثيراً منهم شهاداته غير معترف بها في سورية لأنها صادرة عن هذه المجمعات قبل أن تصبح فروع لمعهد الشام.

ناحية هامة يجب أن نضيئها حول "معهد الشام"، أن المعهد يفتح أمام الطالب السوري بشكل عام خيارات للدراسة، فهو اليوم يستقبل أعداداً من الطلاب باختصاصات موجودة في الكلية الشرعية وفي عدد من الكليات الأخرى من جهة، ولكن من جهة أخرى هو يحتوي على اختصاصات غير موجودة في سورية سابقاً، وهذه الاختصاصات مطلوبة في سوق العمل السوري المتجه نحو التوسع والانفتاح.

وأذكر على سبيل المثال قسم "الاقتصاد الإسلامي والمعاملات المصرفية" في كلية "الشريعة والقانون" في فرع "مجمع الشيخ أحمد كفتارو"، حيث إن هذا الاختصاص لم يكن موجوداً في الجامعات السورية من قبل، عدا أنك لا تجده إلا في عدد قليل جداً من الجامعات العربية والإسلامية، ومن هذا المنطلق أجد أن "معهد الشام العالي" سيكون له انعكاسات ايجابية على تدريس العلوم الشرعية وتقوية الطلاب الراغبين بالتخصص بها من جهة، ومن جهة أخرى سيوفر عدداً من مقاعد التعليم الجامعي ويفتح مجالات إضافية لجميع طلاب الثانوية العامة أو الشرعية في سورية».

عند مراجعة فروع "معهد الشام العالي" نجد أن الاختصاصات الموجودة متنوعة؛ فمثلاً "مجمع الشيخ أحمد كفتارو" يضم ثلاث كليات هي "كلية الدعوة والدراسات الإسلامية وفيه "قسم الدعوة والإعلام"، كلية أصول الدين، وكلية الشريعة والقانون وفيه "قسم القانون، وقسم الاقتصاد الإسلامي"، وكذا نجد عند مراجعة بقية الفروع التابعة للمعهد.

ولكن ماذا عن الطلاب وما الشروط اللازمة لقبولهم؟، الدكتور "دوامنة" أشار إلى أن الطلاب الحاصلين على الثانوية الشرعية والثانوية العامة بفرعيها العلمي والأدبي يحق لهم التسجيل في "معهد الشام العالي" للدراسة الجامعية فوراً حسب مفاضلة خاصة بكل فرع من فروع المعهد، تراعي درجات الطالب في الثانوية- سواء الحاصلين على الشهادة في نفس العام أو في أعوام سابقة-، وتراعي كذلك قدرة استيعاب كل كلية وكل قسم على حدة، يحصل الطالب المتخرج بعدها على شهادة معترف بها من وزارة التعليم العالي ووزارة الأوقاف.

أما بالنسبة للدراسات العليا فأوضح الدكتور "دوامنة": «يستطيع طلاب المعهد التقدم بشكل مباشر لنيل شهادة الماجستير أو الدكتوراه، عكس خريجي بقية الجامعات السورية الحكومية أو الخاصة؛ الذين يحتاجون إلى سنة تمهيدية يستكملون بها عدداً من المواد ليسمح لهم بعدها بالتقدم إلى قسم الدراسات العليا في أي فرع من فروع المعهد».

وختم الدكتور "دوامنة" بالقول: «في الحقيقة اختيارنا للكليات وللأقسام لم يكن عشوائياً كما هو الحال بالنسبة لأعداد الطلاب المقبولين، لأننا نحمل رسالة وأهدافاً يجب أن تحقق خلال سنوات دراسة الطلاب أو الطالبات».