تعد المراكز الثقافية في الريف أماكن تنويرية ترفيهية تهدف إلى توعية المجتمع المحلي؛ ومن هنا أقيم في مديرية المراكز الثقافية في "ريف دمشق" في منطقة "دوما" لقاء بين السيد وزير الثقافة "رياض عصمت" ومدراء المراكز الثقافية بالإضافة إلى الطاقم ثقافي من الوزارة لإيجاد طريقة مميزة للعمل ولتطوير المراكز الثقافية.

"eDamascus" حضر اللقاء بتاريخ 8/6/2011 والتقى السيد "محمد سمور" رئيس المركز الثقافي في منطقة "جيرود" الذي تحدث عن اللقاء قائلاً: «لقد كان هناك لقاءات مستمرة ولكن ضمن نطاق محدود لا يتجاوز حضور المدير وأحياناً المحافظ، لكن اليوم لقاء السيد الوزير مع رؤساء المراكز الثقافية سيكون لديه الكثير من الفائدة، فنحن بحاجة إلى أن يستمع لنا سيادة الوزير ويأخذ مطالبنا التي نستطيع من خلالها تحسين الوضع العام وليصبح لنا دور في النهوض، ولنشرح ثقافة المرحلة وثقافة المراحل المقبلة، فالثقافة هي من الأشياء المهمة التي تجمع جميع المؤسسات مع بعضها البعض وهي مسؤولة عن وضع إجراءات سليمة».

إن هذا اللقاء مهم، وهو خطوة إيجابية لتطوير جميع المراكز الثقافية، ولمعرفة ما هي الخطوات الجديدة التي ممكن من خلالها مواكبة مسيرة التطوير في مجال الثقافة

السيدة "ليندا شاهين" رئيسة المركز الثقافي في منطقة "جديدة عرطوز" التي تحدثت عن اللقاء الثقافي قائلة: «إن هذا اللقاء مهم، وهو خطوة إيجابية لتطوير جميع المراكز الثقافية، ولمعرفة ما هي الخطوات الجديدة التي ممكن من خلالها مواكبة مسيرة التطوير في مجال الثقافة».

خلال الحوار

السيد "حسام دولي" مدير مديرية المراكز الثقافة في "ريف دمشق" الذي تحدث عن أهمية هذا اللقاء قائلاً: «تعود أهمية هذا اللقاء ليتم التعارف بين سيادة الوزير ورؤساء المراكز الثقافية، فرقعة "ريف دمشق" واسعة ويوجد فيها أكثر من 133 مركز تقريباً، ولا يمكن أن يزور سيادة الوزير كل المراكز خلال عام، فجاء هذا اللقاء ليستمع إلى آراء رؤساء المراكز ويتعرف على مشاكلهم وخططهم المستقبلية، ولمحاولة تطور وتنشيط المراكز الثقافية التي لها أهمية كبيرة في الريف، فأهل الريف يحتاجون إلى معاهد ثقافية ودورات تدريبية».

ويتابع السيد "دولي" حديثه قائلاً: «فقد قمنا في عديد من الجولات في المراكز الثقافية بالريف، وكان هناك إقبال كبير من الحضور حسب كل منطقة واهتماماتها، فمنها ما يحتاج إلى مستوصف أو معهد لتعليم اللغة أو مقاهي للانترنت، وافتتاح مثل هذه المراكز هدفه إعطاء أهل المنطقة فرصة لتأهيل المواطن ولتثقيف أنفسهم».

حسام دولي

السيدة "سامية الراعي" رئيسة مكتب الإعداد والثقافة والإعلام التي تحدثت عن أهمية الثقافة قائلة: «الثقافة تأتي من جوانب عديدة، فهي تخلق مع الإنسان منذ الولادة حتى الوفاة، ويبقى الإنسان بحاجة لها في كل المواقع ويحصل عليها بأساليب متنوعة وطرق عديدة، فعلى مستوى "ريف دمشق" هناك عدد كبير من السكان وهم بحاجة إلى مراكز ثقافية، وهذه المراكز تقوم بإقامة العديد من الندوات والحوارات والمحاضرات والأمسيات الشعرية وعروض للأطفال، إضافة للثقافة الشعبية من تعليم الخط العربي ودورات تمريض وخياطة ومحو أمية وبأسعار رمزية، ونحن المسؤولين في مديرية الثقافة مهمتنا الإشراف وتقديم الدعم الدائم لهذه الدورات».

السيد الوزير "رياض عصمت" تحدث عن أهمية العمل المشترك والتعاون لتطوير المراكز الثقافية قائلاً: «اليوم أنا أجتمع معكم ليس من أجل إلقاء خطاب أو موعظة، فأنتم جميعاً ملتزمون وأدرك التزامكم وأقدره، فنحن هنا لنجيب على بعض التساؤلات والمشكلات ولنسعى جاهدين بقدر ما نملك أن نزيل جميع المعوقات ونلبي طلباتكم، لأنني أعلم أنها ستكون كلها وعياً وعدلاً وليست من فراغ، فجميع هذه الأجناس الأدبية والفنية تنضوي تحت عنوان عريض لكلمة "الثقافة" وواجبها أن توحد لا أن تبدد».

جولة الوزير في صالة المديرية

ويتابع السيد الوزير حديثه قائلاً: «إن اللحمة الوطنية هي المطلوب الآن، فنحن نؤمن بالتعددية والشفافية والحوار البناء الصريح، وأن نحاول أن نصغي للرأي الآخر ونملك قدرة على الإقناع فنحن كما ذكرنا ملتزمين جميعاً بالوطن وقائد الوطن، وأن نكون واعيين ومدركين في أعماقنا أهمية شعارات الإصلاح وشعارات التطوير والتحديث، لتصبح ممارستها فعلية على أرض الواقع ولتترك آثارها على جميع المواطنين».

ويضيف السيد الوزير قائلاً: «يأتي هنا دور مديريات الثقافة و المراكز الثقافية، فكل عامل أو مدير في المركز هو مسؤول، وفي هذه الفترة تضاعف الدور والمسؤولية، فهناك واجب اجتماعي ووطني ويجب أن نفرق بين الإنسان الذي يخرب العقيدة والممتلكات والمجتمع وبين الإنسان الذي يبدي الآراء التي هي عبارة عن نقد بنّاء بهدف الإصلاح، وأن نعطي فرصة للإنسان ليعبر عن معاناته لننهي هذه المعاناة».

وينهي السيد الوزير حديثه قائلاً: «أتيت إلى هنا فقط لأقول أنني أثق بكم فرداً فرداً ولكي نقدم الدعم والتشجيع ليكون عملنا أكثر فعالية في جميع البلدان والقرى التي توجد فيها مراكز ثقافية، فاعملوا بشفافية وانفتاح وليكن كل مواطن منكم مواطن بامتياز ويتحمل المسؤولية، ويتكلم بضمير وبانتماء لأرض "سورية الحبيبة" قلب العروبة النابض».