"نقد النقد" إبداع فكري طُرح في العالم العربي منذ فترة قريبة، وقلائل من توغلوا في سراديب هذا العلم الأدبي الذي يبحث في خلق نصٍ عربيٍ أدبي يحتضن بين سطوره اللغة، الفكر، التقديم.. وكل ركن يضيف متعة وفائدة للقارئ العربي، ولبحث أوسع في هذا الخصوص التقى موقع "eSyria" الأستاذ الدكتور "ثائر يوسف عودة" الذي حدثنا في البداية عن وجود نقد أدبي في سورية، ودرجة هذا النقد: «النقد الأدبي في سورية شهد فترات ومراحل ازدهار أعلى مما نشهده حالياً، فالنقد قائم على الإبداع ووجود حركة أدبية مزدهرة مايفرز نقداً متميزاً وراقياً، ولدينا بشكل عام في بلاد الشام حركات نقدية مهمة سواء في نقد الشعر، أو الأدب كالنقد السوري المميز الذي قدمه "فيصل دراج"، "عبدالنبي صطيف"، "خليل الموسى"

و د."حسام الخطيب" لذلك نقد النقد لدينا يستند إلى تراث قوي جداً، لكن مع الأسف رغم كل هذه المقومات النقد والأدب شهدا تراجعاً في التسعينات».

أنا كناقد أنتمي لمدرسة حاول الكثير من السوريين أن يعملوا عليها وقادها المرحوم د."نعيم اليافي"، والأستاذ."عبدالكريم الأشتر" و"سعدالدين كليب" حيث حاولوا الوصول إلى نظرية نقدية عربية، وأنا أعتبر نفسي تلميذ هؤلاء النقاد مع الاستفادة من الغرب والحفاظ على الملامحٍ العربية

أما عن النافذة التي نبحث عنها في سورية فقال: «لايوجد عداء تاريخي بين الناقد والأديب بل هناك علاقات اجتماعية، النقد الإبداعي يقبل به أينما كان.

جلسة حوارية

النافذة النقدية للقارئ هي في "النقد الصحفي" وهو نقد عابر سطحي يتسم بكثرة المجاملات، نحن نعاني في سورية من مسألة المدرسية، ففي "مصر" على سبيل المثال يعتز المصريون بمدرستهم وأساتذتهم، أما في سورية وحسب منطق التاريخ يجب أن أبدأ حيث انتهى الآخرون، مايعني أن المدارس النقدية في بيئتنا الثقافية ذات ملامح ضعيفة».

وعن المدرسة النقدية التي ينتمي إليها "ثائر" يقول: «أنا كناقد أنتمي لمدرسة حاول الكثير من السوريين أن يعملوا عليها وقادها المرحوم د."نعيم اليافي"، والأستاذ."عبدالكريم الأشتر" و"سعدالدين كليب" حيث حاولوا الوصول إلى نظرية نقدية عربية، وأنا أعتبر نفسي تلميذ هؤلاء النقاد مع الاستفادة من الغرب والحفاظ على الملامحٍ العربية».

ثائر عودة

ولدى سؤالنا فيما إذا كان يحاول أن يستفيد من خبرته السورية لينقلها إلى العرب خارج سورية أجاب: «ماتقوله عن نصوص النقد في سورية يمكن أن نطبقه على نصوص إماراتية أو عربية أخرى، وهذا الأمر ليس ترويج لنقد عربي معين بل هو نقد موضوعي وإنساني، فالنقد هو إنشاء عن إنشاء، وقول عن قول حسب التعريف الكلاسيكي، وهو يقوّم أمور التفسير التقويم والتحليل، وهنا تكون ملامح النص كاملة، فالمبدع يركب وينفي، أما الناقد يفكك ليقيم حكمه النقدي، ولايستطيع النقد أن يقوم بدون وجود الأدب إلا في حالات النقد النظري الذي يقيّم الأعمال الفنية وما إلى هنالك من التنظير، وبكل تأكيد لا يمكن أن يوجد نقد بدون إبداع».

ينهي الأستاذ الدكتور "عودة" حديثه معنا بقوله: «وجودك في الاغتراب لا يضيف إليك شيئاً جديداً من الناحية الأدبية، ولم يضف لي شيئاجديدا، فهناك اعتراضات من الأدباء بسبب التقصير، لذلك فإن الناقد قبل أن يعتب على أي جهة أو مؤسسة فليعتب على نفسه، وإن لم يقدم النقاد أنفسهم فأين ستكون الحركة النقدية؟

برفقة عمه ارسلان عودة

عن اغترابه في "الإمارات العربية المتحدة" يقول: «الغربة ليست حياة عادية وسهلة، فالبرغم من أن "الإمارات" دولة عربية وإسلامية ولها نفس العادات والتقاليد السورية تقريباً، لكنها مجتمعات غير قابلة للاندماج بسهولة، وتوجد فروقات أخرى واضحة، فالمغترب يعيش في جزيرة منعزلة عبارة عن كتل مستقلة، والعلاقات محدودة حتى مع أبناء الوافدين، أما "سورية" فمايميزها حقاً هو كرم أهلها، وإمكانية التواصل والتقارب بسرعة».

يذكر أن الدكتور "ثائر يوسف عودة" فلسطيني مقيم في "دبي" وهو من مواليد 1966 متزوج وله من ثلاثة أبناء: "بيلسان"، "مرزوق" و"رزان"، وقد أنهى دراسته الجامعية في جامعة "دمشق" كلية الآداب قسم اللغة العربية ثم حصل على رسالة الدكتوراه في النقد العربي الحديث، كما أن لديه مجموعة من الكتابات الصحفية النقدية في المجلات المتخصصة في النثر العربي مثل "الفكر"، "المعرفة السورية"، "الموقف الأدبي"، مجلة "الثقافة" ومجلة "اتحاد الكتّاب العرب"، كما نشر كتاب في النثر العربي الحديث سنة 2001 والذي يمثل نواة رسالته في الماجستير كما ذكر، أما كتابه الثاني "الرواية الفلسطينية ما بين النص ونقد النص" فهو في طريقه إلى النشر.