شهد "مركز الباسل لأمراض وجراحة القلب" في "دمشق" انعقاد فعاليات المؤتمر العلمي الرابع والدولي الثاني "للجمعية السورية للمعالجة الفيزيائية" بالتعاون مع "الاتحاد العربي للعلاج الطبيعي الفيزيائي"، وإدارة الخدمات الطبية العسكرية في "مشفى حاميش"، و"كلية العلوم الصحية بجامعة البعث"، وذلك على مدى يومي 21 و22/11/2009.

وشارك في المؤتمر حوالي الأربعمئة مختص من سورية، وثلاث عشرة دولة عربية وأجنبية مثل: "سلطنة عمان، الإمارات العربية المتحدة، البحرين، الكويت، فلسطين، الأردن، ليبيا، تركيا، الدانمرك، اسبانيا، ويوغوسلافيا"، وتم خلاله تقديم اثنين وثلاثين ورقة عمل شملت عدة محاور أهمها إعادة تأهيل مرضى القلب والجهاز التنفسي، كما شهد المؤتمر قيام ثلاث عشرة ورشة عمل، وترافقت فعاليته مع معرضٍ تخصصي بمعدات العلاج الفيزيائي بمشاركة عددٍ من الدول العربية، وألمانيا، هولندا، والصين.

لقد تطوّرت هذه المهنة كثيراً في سورية مقارنة بالسنوات العشر الماضية قبل إحداث الجمعية

موقع "eSyria" واكب فعاليات المؤتمر وأجرى عدة لقاءات استطلع من خلالها أهمية انعقاد هذا المؤتمر الدولي التخصصي للمرة الثانية في سورية.

نضال حماد

وعن ذلك قال السيد "نضال حمّاد" عضو مجلس إدارة "الجمعية السورية للمعالجة الفيزيائية"، ورئيس قسم المعالجة الفيزيائية في "مركز الباسل لأمراض وجراحة القلب": «نحرص في الجمعية على عقد مؤتمر دولي كل سنتين لمواكبة أحدث التطورات في مجال المعالجة الفيزيائية على المستوى العربي والعالمي، ونطمح من خلال هذه المؤتمرات إلى تطوير هذه المهنة والارتقاء بمستوى المعالجين الفيزيائيين السوريين، سواءً كانوا أكاديميين أو غير أكاديميين، وللاستفادة من أحدث الخبرات العربية والأجنبية في هذا المجال، فخلال هذا المؤتمر وما رافقه من محاضرات وورشات عمل تم التركيز على علاج حالات جديدة وخاصة جداً في مجالات أمراض القلب والتنفس، وبعض الحالات العلاجية العصبية والعظمية، وذلك بالاعتماد على طرق مستحدثةٍ ومبرهنة علمياً».

فيما يتعلق بدور "الجمعية السورية للمعالجة الفيزيائية" والمهام التي تقوم بها في سبيل رفع سوية المعالجين الفيزيائيين السوريين أضاف السيد "حمّاد" قائلاً: «تعتبر الجمعية الحاضن الرئيسي للمشتغلين بمهنة العلاج الفيزيائي في سورية، حيث تم من خلالها اتخاذ قرارات هامة تتعلق بتنظيم هذه المهنة في البلاد، ووضع المعايير والتشريعات الناظمة لها، وتم بالتعاون مع وزارة الصحة تأمين فرص عمل للأعضاء، مع إمكانية التثبيت على ملاك الوزارة بمرسومٍ رئاسي، حيث تلعب الجمعية دوراً مهماً في تأمين تعادل الشهادات لخريجي الجامعات والمعاهد غير السورية، بالإضافة إلى وضع منهجٍ دراسي موسع في أساسيات العلاج الفيزيائي».

د. علي شاوش

ويضيف: «وتحرص بصورةٍ أساسية على حماية حقوق المعالجين الفيزيائيين السوريين، ويفوق عدد أعضاء الجمعية اليوم 600 عضو بينهم حوالي العشرين بالمئة من الحاصلين على تأهيل أكاديمي بدرجاتٍ مختلفة، ونأمل أن تساهم "كلية العلوم الصحية بجامعة البعث" برفد هذه المهنة والجمعية بالمزيد من الأعضاء الأكاديميين، خاصة أن إحداث هذه الكلية قبل خمس سنوات كان من المساهمات الرئيسية للجمعية السورية للمعالجة الفيزيائية».

وختم السيد "نضال حمّاد" بالقول: «جهودنا في تطوير العلاج الفيزيائي في سورية بدأت تعطي ثمارها بصورةٍ فعلية، وذلك بشهادة العديد من المشاركين العرب والأجانب في المؤتمر وعلى رأسهم السيد "جورج غواري" أمين "الاتحاد العربي للعلاج الطبيعي" الذي أكّد على أن سورية من أنشط الدول حالياً في مجال إقامة المؤتمرات ومواكبة التطورات الحديثة في هذا المجال، وكذلك استصدار القرارات الناظمة لهذه المهنة، وهذه شهادة نعتز بها».

من المشاركين في المؤتمر

ما قاله السيد "حمّاد" أكدّه الدكتور "علي الشاوش" رئيس "الجمعية الليبية للعلاج الطبيعي"، ورئيس قسم العلاج الطبيعي في "جامعة الفاتح"، وعضو "الاتحاد العربي للعلاج الطبيعي" حيث أشاد بالتطور الحاصل في مستوى العلاج الفيزيائي في سورية، وتطور المعالجين الفيزيائيين السوريين مهنياً، وعزا ذلك إلى الجهود التي تبذلها "الجمعية السورية للعلاج الفيزيائي"، وقال: «لقد تطوّرت هذه المهنة كثيراً في سورية مقارنة بالسنوات العشر الماضية قبل إحداث الجمعية».

كما قالت "إليزابيث باندك" من الدانمرك: «أعتقد أن مهنة العلاج الفيزيائي تشهد تطوراً لافتاً في سورية خلال السنوات الأخيرة، فأنا كنت هنا في العام /2005/ لدراسة اللغة العربية، وعملت استناداً إلى اختصاصي المهني كمتطوعة مع بعض الجمعيات الخيرية التي تنشط في مجال تأهيل ذوي الاحتياجات الخاصة ثم عدت إلى بلدي، ومن خلال مشاركتي في هذا المؤتمر شعرت بأن تطوراً مهماً طرأ على هذه المهنة في سورية، وكان ذلك واضحاً في مستوى الطروحات والمشاركات التي استقطبها المؤتمر».

كما رأى السيد "فاتح وطفة" استشاري العلاج الفيزيائي، وأحد أعضاء مجلس إدارة "الجمعية السورية للمعالجة الفيزيائية" أن انعقاد مثل هذه المؤتمرات العلمية والدولية: «بمثابة إثبات وجود للمعالجين الفيزيائيين السوريين، ومناسبة للتعريف بأهمية العلاج الفيزيائي، والاستفادة من أحدث الخبرات العربية والعالمية في هذا المجال، والاطلاع على العروض التي تقدمها شركات المعدات الطبية بالتزامن مع المؤتمر».

ودعا من خلال موقع "eSyria" وسائل الإعلام للقيام بدور التوعية بأهمية العلاج الفيزيائي في علاج الكثير من الأمراض.

ونختم بتصريح للسيد "عبد الرحمن الأحمد" المدرس في "كلية العلوم الصحية بجامعة البعث" اعتبر فيه أن إحداث الكلية ساهم في تغيير الكثير من الأفكار المغلوطة عن العلاج الفيزيائي، وخاصة من خلال الطلاب الذين اكتشفوا عبر دراسةٍ تخصصية على مدى أربع سنوات أن هذا العلاج ليس مجرد مساج، بل هو علم قائم على التفكير، والدراسة المنهجية للجسم البشري، والإلمام بأساسيات العلوم الطبية، فهو من أهم الاختصاصات في الولايات المتحدة الأمريكية ويتم تدريسه على مدى سبع سنوات، وأكد على دور الكلية في إعداد كوادر أكاديمية متخصصة في العلاج الفيزيائي.

يذكر أن "الجمعية السورية للعلاج الفيزيائي" أشهرت في العام /2000/م في حين تم العمل على تأسيسها منذ العام /1998م/، ويرأس مجلس إدارتها "د. بشّار خير" وهو من أعضائها المؤسسين، وتعتبر هذه الجمعية المرجعية المهنية الوحيدة للمعالجين الفيزيائيين في سورية، وساهمت منذ تأسيسها في إصدار العديد من التشريعات والقرارات التنظيمية لهذه المهنة، والتأكيد على استقلاليتها، وحمايتها من التعديات، كما أقامت العديد من الأنشطة العلمية المميزة من أجل تطوير المستوى العلمي والمهني للمعالجين الفيزيائيين السوريين، كما شاركت بصورة أساسية في إحداث "كلية العلوم الصحية في جامعة البعث"، وإعداد المناهج لها والتدريس فيها، ومثلت سورية في العديد من المحافل الدولية بالانضمام إلى "الاتحاد العربي للعلاج الطبيعي"، و"الاتحاد العالمي للعلاج الفيزيائي" الجهة الاستشارية لمنظمة الصحة العالمية في كل ما يتعلق بهذه المهنة.