«المسيح قام من بين الأموات ووطئ الموت بالموت ووهب الحياة للذين في القبور».

هذه الترانيم كان يرددها "عصام وهبة" ورفاقه في كنيسة "القديس جورجيوس" للروم الأرثوذكس بـ"جديدة عرطوز"، بعد أداء الصلاة احتفالاً بقدوم عيد الفصح أهم الأعياد المسيحية، والذي يَحتفل فيه المسيحيون بقيامة السيد المسيح.

البيض يرمز إلى قيامة السيد المسيح حياً من القبر كالكائن الحي الذي يخرج من البيضة

ولمعرفة المزيد عن التحضيرات التي تسبق عيد الفصح التقى موقع "eSyria" بـ"عصام وهبة" بعد أداء الصلاة فتحدث إلينا قائلاً:

الكنيسة

«قبل كل شيء لابد من الذهاب إلى السوق لشراء الملابس وبعض مستلزمات العيد كالبيض والصبغة فضلاً عن الشوكولا التي على شكل بيض الفصح بالإضافة للحلويات والزينة وهدايا الأطفال، كما يتم تزيين الشوارع والكنائس بالأضواء وحبال الزينة احتفالاً بالعيد»

ويتابع "عصام": «في اليوم الأول للعيد تُقرع أجراس الكنائس لمدة عشر دقائق تقريباً ثم نتوجه إلى الكنيسة لأداء الصلاة والمناولة، وبعد ذلك يهنئ الناس بعضهم بالعيد، ومن العادات الجميلة اجتماع الأهل في منزل كبير العائلة للمعايدة عليه، كما تَفتح الكنيسة أبوابها لاستقبال المهنئين من مسلمين ودروز وغيرهم، ثم نخرج من الكنيسة لنجوب أحياء جديدة عرطوز على ألحان "فرقة الكشافة" ذات الزي الموحد».

بيض الفصح

أما بالنسبة للطعام الذي يُقدم في العيد فتقول "أم الياس": «ليس هناك طعام محدد يُحضر في اليوم الأول، ولكن جرت العادة في بلدتنا على تقديم "رز وشاكرية" في أول يوم للعيد بالإضافة إلى مائدة متنوعة من الطعام، كالمقبلات والتبولة واليبرق والمشاوي وغيرها».

وعن طريقة تحضير بيض الفصح أجابت "أم الياس": «يُغسل البيض جيداً ثم يوضع في وعاء مملوء بالماء ونضيف إليه الصبغة أو قشر البصل اليابس لإعطائه ألواناً براقة ويترك فترة من الزمن ليغلي جيداً»

حلويات العيد

وعن المغزى من البيض تقول "أم الياس": «البيض يرمز إلى قيامة السيد المسيح حياً من القبر كالكائن الحي الذي يخرج من البيضة»

بيض الفصح قديماً

تعود عادة تبادل البيض إلى أيام العيد الأولى في القرن الثاني الميلادي، فالبيض يرمز إلى بعث الحياة والولادة، حيث كان يغلى مع أوراق الأعشاب لإعطائه ألواناً براقة ثم يتم تبادله كرمز للتجديد والبعث، من هنا تسربت تلك العادة وأصبحت شائعة كتقليد يرافق الاحتفال بالفصح.

الفصح تاريخياً

كان يُحتفل به في أيام مختلفة من الأسبوع إلى أن التأم مجمع "نيقيا" برعاية الإمبراطور "قسطنطين" عام /325م/. في هذا المجمع اعُتمد يوم الفصح على أنه يوم الأحد الذي يأتي في أول أو بعد أول قمر كامل بعد الانقلاب الربيعي، الواقع في الحادي والعشرين من آذار. لهذا السبب تتراوح فتره الاحتفال بالفصح بين 22 آذار و25 نيسان.

"الصوم الكبير"

وهو انقطاع عن الطعام من 12 ليلاً إلى 12 ظهراً والصوم عن المشتقات الحيوانية، ويستمر مدة 50 يوماً، يتخللها 7 آحاد، والغاية من الصوم هو الإحساس بما يشعر به الفقير والمحروم».

تبدأ فترة الصوم بـ "أحد الكنوز" وتنتهي بـ "أحد الشعانين" يتبعه مباشرة أسبوع الآلام.

ففي "الأحد الأول" "أحد الكنوز" تبدأ الكنيسة بتحويل أنظار أبنائها عن عبادة المال إلى عبادة الله، أما "الأحد الثاني" أحد التجربة فتعلِّم فيه الكنيسة أتباعها كيف ينتصرون على إبليس بالانتصار على العثرات الثلاث وهي الأكل "شهوة الجسد" والمقتنيات "شهوة العين" والمجد الباطل "شهوة الشهرة".

و"الأحد الثالث" "أحد الابن الشاطر"- الشاطر ثروة أبيه-: وفيه يتعلم الناس كيف يَقبَلُ الله توبة الخاطئ، على غرار الابن الذي طالب بحصته من الميراث قبل وفاة أبيه، وعندما أعطاه أبوه حصته من الميراث عاد إليه بعد فترة من الزمن خاوي اليدين لا يملك شيئاً، فغفر له والده خطيئته وأعاده إلى كنفه.

أما "الأحد الرابع" "أحد السامرية" ويشير إلى تسليح الخاطئ بكلمة الله.

و"الأحد الخامس" "أحد المخلَّع" ويرمز إلى الخاطئ الذي هدته الخطيئة فشفاه المسيح.

أما "الأسبوع السادس" "أحد التناصر" وفيه تفتيح عيني الأعمى رمزاً إلى الاستنارة بالمعمودية.

وفي الختام "أحد الشعانين" وفيه يستقبل المسيح ملكاً.

وتجدر الإشارة إلى أن أول أيام عيد الفصح حسب التقويم الغربي يوافق /12/4/2009/ بينما حسب التقويم الشرقي فيكون بتاريخ /19/4/2009/