يتميز أهالي منطقة "القلمون" بحرصهم على الاهتمام بمنطقتهم والعمل الدائم للنهوض بمستواها من مختلف النواحي التعليمية والخدمية والصحية... وكان من نتائج هذا الاهتمام وجود عدد من المشاريع المختلفة التي ساهم فيها أبناء

المنطقة، ومن هذه المشاريع جامعة

هناك عدد كبير من الاتفاقيات إلى درجة أننا نحاول الحد منها واختيار أفضلها، والسبب في ذلك يعود إلى أن الاتفاقية لا تعني فقط التوقيع على الورق وإنما يتطلب ذلك سرعة في التنفيذ والتطبيق، ومن هنا طلبنا من كافة عمداء الكليات في الجامعة اختيار اتفاقيات تضمن سهولة وسرعة تنفيذها لتكون الفائدة واضحة للطلاب والأساتذة

"القلمون" الخاصة في مدينة "دير عطية" والتي تأسست في العام 2003 وذلك بعد مراسلات مع عدد من جامعات العالم للاطلاع على التجارب العالمية في هذا المجال، وللحديث أكثر عن جامعة "القلمون" الخاصة وما تقدمه من خدمات للمجتمع المحلي وما تطمح إلى تحقيقه من أهداف التقى eSyria يوم السبت 6/12/2008 مع رئيس مجلس الجامعة د."أسعد لطفي" والذي قال: «تعتبر جامعة "القلمون" الخاصة من المشاريع الرائدة التي تبناها أهالي المنطقة ومدينة "دير عطية" بشكل خاص، بهدف نشر التعليم العالي ورفع سويته في منطقة "القلمون" وفي المجتمع السوري ككل، فكانت الجامعة تلبية لرغبات وطموحات أهالي المنطقة، انطلقت بشكل علمي وموضوعي واختارت لإدارتها مجلس أمناء من أبرز الشخصيات العلمية والاجتماعية، والجامعة تطورت بشكل كبير – يتابع د."لطفي"- خلال السنوات الخمس السابقة من عمر تأسيسها حيث بدأت في العام 2003 مع /700/ طالب ويتواجد اليوم أكثر من /5000/ طالب، وهناك /2000/ منهم يسكنون الحرم الداخلي في الجامعة في غرف مستقلة مع ملحقات متكاملة عبر /15/ بناء، وتحاول الجامعة تأمين كافة مستلزمات التعليم العالي وهناك تطبيق صارم للقوانين والأنظمة».

د. أسعد لطفي

تعتبر جامعة "القلمون" الخاصة أولى الجامعات في منطقة "القلمون" وعن الخدمات التي تقدمها لأهالي المنطقة قال د."لطفي": «الاهتمام بالمجتمع المحلي والعام يعتبر من أولويات التأسيس في جامعة "القلمون" الخاصة وهو ما يتجسد بأشكال مختلفة ففي قطاع التربية نشرف بالاتفاق مع وزارة التربية على كافة المدارس في "دير عطية" ونقدم دورات للأساتذة والطلاب فيها مع تطوير اللغتين العربية والانكليزية عبر دورات تخصصية، وكنت أول من أشرف على انطلاقة هذا المشروع حين عملت عميداً لكلية التربية، هذا إضافة إلى سلسلة من الخدمات المختلفة من خلال طب الأسنان وإجراء دراسات علمية في الصحة العامة... وعلى المستوى العام ننظم عددا من المؤتمرات منها ما هو "بدمشق" أو في منطقة "القلمون" بهدف ربط الجامعة بالمجتمع وإيصال رسالتها الرئيسية في خدمة المجتمع العام».

العلاقة التي تربط جامعة "القلمون" الخاصة مع وزارة التعليم العالي قال عنها: «باعتبار أن جامعة "القلمون" من الجامعات الخاصة فلا بد من وجود بعض القيود من وزارة التعليم العالي، لا نرضى عنها إلا أننا نلتزم ونتقيد بها إلى حين تعديلها، وإلى الآن مثلاً لم نتمكن من افتتاح الدراسات العليا في الجامعة وهذا منوط بموافقة وزارة التعليم العالي، بشكل عام ننتقد قرارات الوزارة بكل جرأة وصراحة مع تطبيقنا الصارم للقوانين والأنظمة التعليمية».

استطاعت جامعة "القلمون" الخاصة خلال فترة قصيرة من استقطاب عدد كبير من الطلاب من مختلف المناطق وبشكل خاص منطقة "القلمون"، وعن أسرار هذا النجاح تحدث د."لطفي": «تتميز جامعة "القلمون" بوجود بنية تحتية ممتازة من خلال عمل أهالي "دير عطية" وما قدمه مجلس مدينتها من أراض واسعة وأبنية فاخرة، كما أن مجلس الأمناء في الجامعة ورئيسته د."نجاح العطار" يسعى إلى تأمين كل لوازم التعليم العالي، ورغم هذا لا يزال هناك بعض النواقص التي نحاول تغطيتها ومنها عدم وجود بناء متكامل لمكتبة الجامعة وهو ما سيكون قريبا، كما أننا بحاجة إلى مشفى من أجل الطلاب في كلية الطب وسبب التأخير في إقامتها وعد سابق من وزارة الصحة يسمح لنا باستخدام المشافي العامة إلا أن تغييراً في الظروف أدى إلى عدم التجاوب مع هذا الأمر، والمشكلة أن "دير عطية" تضم أربعة مشافي عامة وبناء مشفى خامس لن يكون مجديا بالنسبة إلى عدد المرضى ولهذا نفكر في بناء مشفى خاص في إحدى مدن "القلمون" المجاورة».

المنهجية التعليمية التي تلتزم بها جامعة "القلمون" الخاصة قال عنها: «النظام في الجامعة يعتبر خطاً أحمر ونحن متهمون بأننا صارمون مع الأساتذة والطلاب ورغم أننا قد لا نفخر بذلك ولكننا لا نخشاه، كما أن الصرامة في تطبيق النظام والقوانين يعطي صورة عن جدية الجامعة وأهالي الطلاب يسرون من ذلك وهم يرسلون لنا أبناءهم من دول الخليج ومن واجبنا العناية بهم على أكمل وجه، ونسعى في جامعة القلمون إلى أن نقدم منهاجا تدريسيا يضاهي أرقى الجامعات العالمية ولن أقول أننا وصلنا إلى أهدافنا إلا أننا على الطريق».

اتفاقيات التبادل العلمي والأكاديمي مع الجامعات الأخرى تطرق إليها قائلاً: «هناك عدد كبير من الاتفاقيات إلى درجة أننا نحاول الحد منها واختيار أفضلها، والسبب في ذلك يعود إلى أن الاتفاقية لا تعني فقط التوقيع على الورق وإنما يتطلب ذلك سرعة في التنفيذ والتطبيق، ومن هنا طلبنا من كافة عمداء الكليات في الجامعة اختيار اتفاقيات تضمن سهولة وسرعة تنفيذها لتكون الفائدة واضحة للطلاب والأساتذة».

وفي كلمة أخيرة للدكتور "لطفي" قال: «للنجاح مبدأ بسيط وهو العمل بجد واجتهاد ولا زلت أذكر عملي مدرسا للفيزياء والكيمياء في المدارس الإعدادية حيث كنت أعتمد الشدة والصرامة مع التلاميذ إلا أنهم إلى الآن يشيرون إلي بقولهم د."لطفي" هو من علمنا الفيزياء والكيمياء، صحيح أن الجدية والقسوة ليست مرغوبة في المدرسين إلا أن الطلاب يخشون هذه القسوة وفي نفس الوقت يحبون أستاذهم، وأنا سعيد لأنني من المؤسسين لجامعة القلمون وأشعر بمسؤولية أكبر منذ توليت رئاستها وأتمنى أن أقدم لنفسي وللجامعة ما تذكره الأجيال القادمة».