تعتبر صناعة الحديد والصلب من الصناعات الحديثة في الوطن العربي حيث أنجز 70% من استثمارات هذه الصناعة في مطلع التسعينيات من القرن الماضي، وتشهد هذه الصناعة في سورية تطورا كبيرا في مجال الإنتاج وتنامي الطلب على

منتجات "الصلب" والتي وصلت الطاقات الإنتاجية المتاحة للمصانع القائمة عليها حالياً إلى 1.5 مليون طن من المنتجات النهائية، إضافة إلى المشروعات التي هي في طور الإنجاز.

بكل تأكيد ستنخفض أسعار العقارات بسبب انخفاض الطلب على مادة الحديد المسلح بشكل عام، حيث تصل نسبة انخفاض سعر مادة الحديد إلى أكثر من 30% ما يؤدي إلى انخفاض في أسعار العقارات في الوقت الراهن، التقلبات الحادة التي حصلت بالأسعار في هذه الفترة ولم تحصل من قبل هي نتيجة طبيعية للازمة المالية العالمية التي أدت إلى انخفاض الطلب على العقارات وبالتالي انخفض الطلب على مادة الحديد المسلح

وفي إطار هذه التطورات نظم الاتحاد العربي للحديد والصلب الملتقى الأول للحديد والصلب في سورية تحت عنوان "الوضعية الراهنة والاتجاهات المستقبلية" وذلك يومي 25- 26/11/2008 في فندق الشيراتون "بدمشق".

وزير الصناعة مع اعضاء من الاتحاد العربي لصناعة الحديد

م. "أحمد عز" رئيس مجلس إدارة الاتحاد العربي للحديد والصلب تحدث لموقعنا عن واقع هذه الصناعة عربياً فقال: «صناعة الصلب العربية يقودها حاليا /100/ منتج من بينهم شركات تعتبر الأكثر كفاءة وتطوراً تقنياً على مستوى العالم حسب معيار التنافسية العالمية، إلا أن صناعة الصلب تتعرض لأزمة جديدة على مستوى مختلف تماماً وهي تتعلق بصدمات انخفاض الطلب والأسعار والتخفيض المفاجئ والمقصود للإنتاج في أماكن عديدة من العالم، إضافة إلى صدمة أسواق المال العالمية ومحاولة تصحيح تبعات هذه الأزمة، ما نتج عنه خسارات كبيرة لحقت بشركات صناعة الصلب بسبب انخفاض الأسعار».

وعن رؤيته لواقع صناعة الصلب السورية أضاف: «أرى تطوراً هائلاً في صناعة الصلب السورية من حيث الاستثمارات المهمة التي دخلت عليها، وهذا يؤكد أن صناعة الصلب في سورية تسير نحو الاكتفاء الذاتي وبالتالي الاقتصاد السوري سينهض على صناعة محلية لا مستوردة من الخارج، وهذا المنهج الحديث بالنسبة للاستثمارات الخاصة يواكب المنهج العالمي ويحتم على الدولة أن تمارس دوراً جديداً أساسه إيجاد بيئة تشجيعية ومادية تدفع بمبادرات واستثمارات لمئات الأفراد، والتي بدورها تحقق إيرادات تعود على الموازنة العامة».

جانب من الحضور

أما أثر الأزمة العالمية في الطلب على الحديد فقال فيها: «الأزمة التي أصابت الأسواق العالمية أدت إلى انخفاض الطلب في الاتحاد الأوروبي بمقدار 30%، وفي الولايات المتحدة بنسبة 35%، وفي أوكرانيا بـ 65% من إجمالي الطاقات التي كانت تستخدم في الصيف الماضي من السنة السابقة، وأتوقع أن يكون أمام المنتجين سنة غاية في الصعوبة بسبب الأزمة وما يليها من أزمات أخرى على البنوك وعلى ديون المستهلكين،‏ وسيكون إجمالي الطلب والإنتاج في العام 2009 أقل من عام 2008 ولا أحد يعرف كم سيكون حجم الانخفاض المتوقع».

وتوقع د."فؤاد عيسى الجوني" وزير الصناعة أن تنخفض أسعار العقارات في سورية نتيجة انخفاض أسعار الحديد وأضاف خلال حواره معنا: «بكل تأكيد ستنخفض أسعار العقارات بسبب انخفاض الطلب على مادة الحديد المسلح بشكل عام، حيث تصل نسبة انخفاض سعر مادة الحديد إلى أكثر من 30% ما يؤدي إلى انخفاض في أسعار العقارات في الوقت الراهن، التقلبات الحادة التي حصلت بالأسعار في هذه الفترة ولم تحصل من قبل هي نتيجة طبيعية للازمة المالية العالمية التي أدت إلى انخفاض الطلب على العقارات وبالتالي انخفض الطلب على مادة الحديد المسلح».

خلال الجولة على معرض الشركات السورية المرافق للملتقى

أما إقبال الصناعيين في سورية للاستثمار في الحديد والصلب فأوضحه قائلاً: «بدأت صناعة الحديد بشكل عام تأخذ اهتماماً متزايداً من قبل الصناعيين السوريين في الفترة الأخيرة خاصة في مجال إنتاج البيليت وقضبان التسليح، وتم منح تراخيص وتشميل مشروعات إنتاج قضبان حديد التسليح لـ /25/ منشأة بطاقة إنتاجية تصل إلى أكثر من/4/ ملايين طن، فيما الموجود حالياً والمنفذ وفقاً لقانون الاستثمار هو /7/ منشآت بطاقة إنتاجية تبلغ 1.3 مليون طن، أما في مجال الصهر فهناك/11/ ترخيصاً لإنتاج البيليت بطاقة إنتاجية 3.7 ملايين طن اثنان منهما بدءا بالخطوات التنفيذية في كل من المدينتين الصناعيتين في "عدرا وحسيا"».

تجدر الإشارة إلى أن الاتحاد العربي للحديد والصلب تأسس في الجزائر عام 1971 كأول اتحاد عربي يهتم بتطوير وتنمية صناعة الحديد والصلب، ويعمل الاتحاد في مجال إعداد الدراسات وتنظيم الدورات وعقد المؤتمرات لتنمية هذه الصناعة حيث تمثل الدول الأعضاء فيه ما نسبته 75% من صناعة الحديد والصلب العربية.