استنزاف المصادر المائية وانخفاض كبير في منسوب المياه الجوفية,انتشار مستنقعات الصرف الصحي, واهتراء شبكة مياه الشرب والتسربات المتكررة من الشبكة القديمة في معظم المناطق ما أدى إلى هدر إضافي للمياه,إضافة إلى معاناة المواطنين اليومية نتيجة أعمال الصيانة المتكررة في الشبكة, كل هذه الأسباب دعت محافظة ريف دمشق لاستبدال شبكة المياه في المحافظة لإيقاف الهدر الحاصل والتلوث المحتمل لمياه الشرب.
eSyria وخلال جولتها على بعض المناطق في منطقة القلمون التقت المهندس ( بسام الجرار ) مدير مؤسسة المياه في المنطقة الذي تحدث عن المشروع قائلاً:" تنفيذاً لتعليمات محافظة ريف دمشق القاضية باستبدال شبكة المياه في منطقة القلمون, تم استلام موقع العمل ومباشرة التنفيذ من قبل شركة الصفا للمقاولات بموجب عقد مدته سنة ونصف, وبتكلفة تقدر بحوالي 300 مليون ليرة", وعن بداية العمل أضاف" بداية المشروع تبدأ من خط بلدة المشرفة إلى الطريق الرئيسي لمشفى يبرود, مع خط ضخ للمياه إلى جبل مرمرون والذي ينقل مياه الآبار الجوفية إلى الشبكة الرئيسية التي تقوم بعملية توزيع المياه على الخزانات في المدينة, ومن الخزان الأساسي في جبل مرمرون يتم عمل خمس خطوط ربط تتوزع على الشكل التالي: الخط الأول من خزان مرمرون إلى منطقة العقبة, الخط الثاني يمتد إلى جبل القوز, الخط الثالث يصل إلى خزان الباسل, الخط الرابع إلى منطقة قرينا, الخط الخامس عبارة عن خط إسالة إلى بلدة الصرخة", وحول عملية إيصال المياه إلى البيوت قال:" يتم ربط خزانات مياه الشرب إلى شبكات تغذي المنازل, من خلال صنع خط للضخ من بلدة المشرفة حتى لا يتم قطع المياه جراء عمليات التمديد", ويضيف" سيتم من خلال العمل استبدال شبكات المياه الرئيسية والفرعية الموجودة في المنطقة, إضافة إلى الوصلات المنزلية القديمة بالكامل مع صناديق الحماية والعدادات, وسيتم العمل لتخديم المناطق السكنية الجديدة في المنطقة وصولاً إلى المنطقة الصناعية", وعن الصعوبات التي تواجه سير العمل قال:" من المفترض أن يتم التعاون مع مجلس بلدية المدينة ليتم استبدال شبكات الصرف الصحي التي تسبب العديد من المشكلات جراء عملية التمديد, ونحن ندعو كافة السكان للمساعدة في انجاز المشروع والتحلي بالصبر حتى الانتهاء من أعمال الحفر, لأن ذلك سيعود بالنهاية لمصلحة السكان من خلال شبكة مياه على مستوى عالي من الجودة ومن أفضل الشبكات الموجودة عالمياً".
ولمعرفة آراء ووجهات النظر المختلفة eSyria توجهت إلى احد مواقع العمل وحاورنا عدداًً من السكان الموجودين في المنطقة, باسل محمد قال:" مشروع استبدال شبكة المياه من المفترض أن يتم العمل به قبل وقت طويل, فعمليات الصيانة المتكررة للشبكة القديمة كلفت الدولة تكاليف تفوق إقامة شبكة جديدة, ونحن نشكر السيد محافظ ريف دمشق لايفاءه بوعوده ومتابعته الدائمة للقضايا الخدمية التي تعاني منها المنطقة".
قاسم المهدي قال:" العقد الموقع مع شركة المقاولات يلزم المتعهد بإنهاء العمل بعد عام ونصف, وما أرجوه أن يتم الالتزام ببنود العقد, ولا تترك الطرقات التي تتم فيها عمليات الحفركما هي وإنما يجب إعادتها إلى ما كانت عليه سابقاً, ونرجو أن لا يكون العمل مبرراً لقطع المياه على المنازل باستمرار خاصة وأننا في فصل الصيف ولا يمكننا البقاء دون مياه فترة طويلة".
هذا وتتوزع مصادر مياه الشرب في هذه المنطقة على الشكل التالي: ـ منطقة النبك يشرب السكان من آبار موزعة على سلسلة لبنان الشرقية, أو على سلسلة الجبال الممتدة شرق النبك, منطقة يبرود يشرب سكانها من آبار موجودة على سلسلة جبال لبنان الشرقية في رأس المعرة, وآبار موجودة بالقرب من التجمعات السكانية الأخرى, ويعاني الوضع المائي من نقص في مدينة يبرود وعسال الورد؛ وحالياً هناك مشروع جديد لمدينة يبرود من آبار محفورة على سلسلة الجبال الشرقية.
منطقة القطيفة يشرب سكانها من آبار موجودة على سفوح السلسلة الجبلية الممتدة شمال مدينة (القطيفة ـ جيرود ـ الناصرية ـ معضمية) من عمركريتاسي, وهي آبار جيدة والكميات كافية وهناك نقص في مدينة الرحيبة، نظراً للفاقد الكبير في الشبكة وحالياً تم استبدالها, , وبالنسبة لقرى جبعدين والتواني تؤمن المياه لهما من مشروع المجر الواقع إلى جنوب شرق بلدة عسال الورد.
منطقة التل تؤمن مياه الشرب من آبار ذات تصاريف ونوعية جيدة وهناك نقص مياه في صيدنايا وتلفيتا بسبب ضعف المصدر المائي وارتفاع نسبة النترات في بعض آبار صيدنايا, ما دعا الى إيقاف بئرين عن العمل بهما؛ وتتم دراسة مشروع لجر المياه من آبار في منطقة عكوبر وفي رنكوس وحفير. منطقة الزبداني تؤمن مياه الشرب من مصدرين ينابيع وآبار, ونوعية المياه في وادي بردى جيدة والكميات كافية والمصادر المائية مستقرة.
منطقة قطنا تؤمن المياه لمدينة قطنا من نبع الباردة في بلدة عرنة ونبع رأس النبع, والمياه جيدة من حيث النوعية وغير كافية من حيث الكمية.
كما تعاني قرى بقعسم وبيت سابر ودربل ودير ماكر من نقص المياه وفي جديدة ـ عرطوز يتم تأمين المياه عن طريق الآبار التي تتأثر في فترات
الجفاف وبعضها يجف مثل قرى كوكب دروشا, ويتم تأمين المياه لقرية كوكب بوساطة الصهاريج وهذه المناطق بحاجة إلى مصادر مائية جديدة.
إجراءات ومشاريع:
في ظل الوضع المائي الصعب الذي تعيشه محافظة ريف دمشق تسعى المؤسسة العامة لمياه الشرب في ريف دمشق إلى انجاز مجموعة من المشاريع والإجراءات للتخفيف من معاناة الناس من أهمها:
ـ استبدال شبكات المياه لكل من مدينة دوما ـ قطنا ـ عربين ـ حرستا ـ رحيبة ـ عسال الورد ـ ويتم استبدال شبكات المياه لكل من داريا ـ جرمانا ـ دير عطية ـ كفر بطنا ـ عين ترما ـ سقبا ـ الزبداني ـ سرغايا ـ بيت جن ـ وتمت دراسة استبدال شبكات مياه بلودان ـ جيرود ـ الضمير ـ صيدنايا ـ زاكية ـ قارة ـ كفيريا بوس ـ ويتم حالياً حفر آبار في منطقة شعارة بدرعا لتأمين المياه للتجمعات السكانية في ناحية الكسوة.
ـ يتم تنفيذ /9/ محطات معالجة مياه الصرف الصحي للحفاظ على المياه الجوفية في مرج السلطان ـ ميدعاني ـ ميدعا ـ الهيجانة ـ جديدة الخاص ـ دير ماكر ـ بيت سابر ـ التواني ـ عسال الورد ـ بكلفة حوالي /900/ مليون ل.س.
وتم التعاقد على مشروع وصل مصب مدينة حرستا بقناة دمشق عدرا, وربط مصبات سقبا جسرين حمورية مع قناة عدرا بكلفة حوالي /190/ مليون ل.س.
ـ مشروع دراسة استبدال شبكات مياه ببيلا ـ عقربا ـ يلدا ـ بيت سحم ـ السيدة زينب ـ والتعاقد مع شركة ألمانية CES الاستشارية عن طريق البنك الألماني لإعادة الاعمار وذلك لتخفيض التسرب بالشبكات ورفع التلوث.
ـ مشروع تزويد المياه والصرف الصحي لمخيمي خان الشيح وخان دنون والتجمعات المحيطة, والذي يهدف لدراسة شبكات الصرف الصحي ومياه الشرب لـ /14/ تجمعاً, وتتم دراسة خط جر مياه الشرب لهم ومحطتي معالجة في جديدة عرطوز والكسوة من قبل شركة MWH كمنحة من الاتحاد الأوروبي وبالتعاون بين وزارة الاسكان ومنظمة الأونروا بكلفة تقديرية /104/ ملايين يورو.
ـ مشروع تخفيض الفاقد المائي بالتعاون مع الهيئة الألمانية للتعاون الفني, ويتضمن استبدال شبكة مياه مدينة يبرود بكلفة حوالي 9.2 مليون يورو.
ـ تم انجاز عقد مع الشركات الماليزية بالتعاون بين المؤسسة والمحافظة والإسكان, المتضمن دراسة توجيهية لمصبات الصرف الصحي بالمحافظة ودراسة وتنفيذ /23/ محطة معالجة للصرف الصحي, و /15/ محطة لتنقية مياه الشرب بكلفة حوالي /60/ مليون يورو, لرفع التلوث وتأمين مياه الشرب الصالحة.
ـ حفر /80/ بئراً موزعة على المحافظة وتعميق وتعزيل /52/ بئراً خلال عام 2007.