اعتادت "عبير القتال" الكتابة للصحف والمجلات، مقالات وتحقيقات تنوعت عناوينها وتعددت مواضيعها، فوضعت من خلالها رحالها على طريق الكتابة، وبدأت أخذ مكانها المميز في كتابة الفكرة المتميزة.

مدونة وطن "eSyria" التقت بتاريخ 5 تموز 2018، الكاتبة "عبير القتال" فعاشت معها خيالها بين البساتين الثرية في "طرطوس" وبيارات البرتقال في "فلسطين"، وقالت: «لي طفولة جميلة جداً، فيها الكثير من لحظات العيش مع طبيعة القرية الجميلة البسيطة، فاختزلت بذاكرتي مشاهداتي هذه مع حكايات وقصص الأجداد والجدات من أهل القرية، لتكون لي الخميرة الأساس للكتابة، فتميزت بشهادة المدرسين في كل ما كتبته من مواضيع تعبيرية في المدرسة، وخواطر نشرتها في الصّحف والمجلات أيام الدراسة الثانوية وما بعدها، ونهمي المتواصل بالقراءة يزيد من قدراتي ويعززها، وكان لما تلقيناه خلال الدّراسة عن "فلسطين" وأهلها والأدب والشّعر الأثر الكبير الذي ظهر واضحاً في كل تفاصيل حياتي، فقد أحسست بسكنى "فلسطين" بداخلي».

لي طفولة جميلة جداً، فيها الكثير من لحظات العيش مع طبيعة القرية الجميلة البسيطة، فاختزلت بذاكرتي مشاهداتي هذه مع حكايات وقصص الأجداد والجدات من أهل القرية، لتكون لي الخميرة الأساس للكتابة، فتميزت بشهادة المدرسين في كل ما كتبته من مواضيع تعبيرية في المدرسة، وخواطر نشرتها في الصّحف والمجلات أيام الدراسة الثانوية وما بعدها، ونهمي المتواصل بالقراءة يزيد من قدراتي ويعززها، وكان لما تلقيناه خلال الدّراسة عن "فلسطين" وأهلها والأدب والشّعر الأثر الكبير الذي ظهر واضحاً في كل تفاصيل حياتي، فقد أحسست بسكنى "فلسطين" بداخلي

وعن العمل الذي مارسته، تقول: «عملت بالصحافة مع دراستي الأكاديمية لها في ذات الوقت، وكذلك قصص الأطفال التي نشرت في الصّحف. وفي عام 2007 توجهت إلى الشّاعر "خالد أبو خالد" بقصد إعداد تحقيق لمدارات صحيفة "تشرين" بعنوان "الذّاكرة"، إلا أنه رفض تلبيتي، حيث إنه لا يرى غير الكتاب الذي يمكن أن يحتوي هذا العنوان، وهنا توقفت لمدة شهرين كنت أعود فيها إلى كتابات الشّاعر "خالد" وغيره ممن كتب الأدب الفلسطيني، وأبحث لأعرف ما لديهم عن مفهوم الأرض، والوطن، وكيف ينظرون إلى "فلسطين"، وكيف يرووها، وعدت إليه وبحوزتي ما يقارب عشرة أسئلة كانت مفاتيح عملي الذي بدأته، الذي استلزم عدة جلسات كان لي مثلها مع أسماء من أعلام "فلسطين"، مثل: "حسن حميد"، "صالح هواري"، "هدى حنا"، "ماهر رجا"، "رشاد أبو شاور"، في جلسات نظمتها حسب المخطط الذي أعددته لتعطيني تفاصيل ومراحل الذاكرة التي أنشد وأبتغي، فلكل ضيف تجربة ذاكرة تختلف عنها عن الآخر، وتعطي لعملي التّكامل الذي أردته ورسمته من ذاكرة وطن، ومنفى، وشتات، وذاكرة قصص الآباء والأجداد، لتستمر لقاءاتي هذه وجلسات العمل لمدة سبع سنوات، واختمت بعنوان جديد للذاكرة عندي في كتاب: "رحيل باتجاه العودة"».

الشّاعر عماد فياض

وتتابع حديثها عن روايتها "سنلتقي ذات مساء في يافا"، وتقول: «استمرت حكايات "فلسطين" بتحريضي على الكتابة، لتكون هذه الرواية، وهي حكاية حب كنعانيّة على امتداد الجغرافية السّورية، تبدأ بالجد "كنعان" وحبه لـ"تقلا"، وتمضي إلى "بحرية" ابنة السّاحل وحبها "لغسان" ابن بحر "يافا"، وقد أردت لهذه الحكاية الصّغيرة أن تكون مختلفة، فطلبت من زميلي "عمر جمعة" مشاركتي بالكتابة، فاتفقنا على أساسيات العمل، وبدأنا، فكان كلّ واحد يستفز الآخر من أجل الأجمل. فكتبت بلغة شاعرية مفعمة بالإحساس، وصفها الشاعر "خالد أبو خالد" بنشيد الحب، وتتحدث عن العبور باتجاه "الجولان" المحتل والأراضي الفلسطينية المحتلة، مؤكدة الرّابط الرّوحي بين الأمكنة، وأن "فلسطين" ما هي إلا جنوب "سورية". وتأتي أهمية الرّواية من أنها تثبت هوية المكان وعمق حضارته، ففي ظل الحرب تصبح الأمكنة مهددة بمحبي هويتها».

وتحدث الكاتب والشّاعر "عماد فياض" عن الكاتبة "عبير"، ويقول: «عرفتها مسكونة بهذا الوطن ومفرداته، وكل تفاصيله؛ وهو ما دفعها إلى كتابة كتابها، الذي يكرّس الانتماء والذاكرة التي لم ولن تنسى أبداً، لتثبت بطلان الادعاءات بالنسيان المرهون بتعاقب الأيام، فقد قابلت أجيالاً متعددة من جيل النكبة، والجيل الثاني، وجيل الآن الأكثر توقداً وتمسكاً بهذه الأرض وهذه الذاكرة السماعية، البعيدة عن الذّاكرة المكانيّة التي امتلكها آباؤه وأجداده. ولم تكن "عبير" أنانية في كتابتها، بل كانت تستفز ذاكرة ضيوفها وتستدرجهم بأسئلتها، فتجدهم يبوحون ويتطرقون إلى التفاصيل، كما أنها زاوجت بين ذاكرة الشتات التّرجيعيّة المستعادة، وذاكرة الداخل المقدس الواقعي، وقارنت بينهما».

المنشورات

يذكر أن "عبير القتال" من مواليد "دمشق"، تتابع حياتها وتستمر في سعيها إلى تثبيت ذاكرة الوطن لتجعلها حاضرة حتى هذا الزمن.