بحسّ إنساني عالٍ، وجهد مستمر، استطاع الدكتور "سامر زكريا" أن يجمع بين الطب والشعر والموسيقا، ليكون نموذجاً لطبيب الأسنان الناجح، والشاعر البارع الذي استطاع نشر شعر "الهايكو العربي" على أوسع نطاق، إلى جانب تطوير ميوله الموسيقية باستمرار.

مدونة وطن "eSyria" تواصلت معه عبر مواقع التواصل الاجتماعي بتاريخ 29 أيار 2018، وعن عوامل نجاحه كطبيب يقول: «اخترت دراسة طب الأسنان لأنه يجمع بين العلم والفن، وفي "فرنسا" يسمونه فن الأسنان، ويضم الجانبين العلمي والإبداعي، ومن عوامل نجاح الطبيب برأيي أن يشعر بآلام المريض، ويضع نفسه في مكانه، ويعدّه شخصاً مقرباً منه، يقدم له كل ما يستطيع لعلاجه، ويبذل جهده وعلمه لتحقيق ذلك، مع حدوث بعض الأخطاء، التي يجب على كل طبيب أن يتعلم منها، مع الاعتناء بالتفاصيل، وتحقيق راحة المريض في كل ظروف العمل، وعلى الطبيب أن يبحث دوماً عن كل جديد في مجاله، وينظر إلى كل حالة مرضية، وكأنه يعالجها للمرة الأولى، ولا يطبق عليها ما طبقه على غيرها في السابق، لأننا في كل مرة نتعلم شيئاً جديداً، كما في علاقاتنا الإنسانية مع الآخرين، وشخصياً أجمع بين الطب والموسيقا والشعر، لأنه برأيي على الطبيب ألا يمضي كل وقته في العمل، بل يترك لنفسه مجالاً لممارسة ما يحب لتحقيق الأفضل، فالنجاح لا يرتبط بعدد ساعات العمل، بل بالإنتاج النوعي المحقق، وهكذا أخصص لكل مجال وقته الخاص، وأمارس هواياتي المتنوعة كالشعر والموسيقا ورقص التانغو والرياضة يومياً».

انطلق الفريق منذ أشهر قليلة، خلال حفل توقيع كتابي "رقصة الهايغا مع الهايكو"، بهدف تشجيع المواهب التي لم تحظَ بفرصة لتقدم نفسها للجمهور، يساعدها الفريق على تحقيق ذلك، من خلال تقديم الدعم الإعلامي والمعنوي، بتنظيم الحفل، وتوزيع الدعوات، والرعاية الإعلامية للحفل، وهو فريق تطوعي تشاركي، ويتألف حالياً من مجموعة من عشرة أشخاص تجمعهم رؤية معينة تضمن التواصل بين الأشخاص الموهوبين والجمهور، وفي كل نشرة تعريفية يتم نشر أسماء الأشخاص المشاركين في التنظيم ورعاية الحدث. اهتماماتي الموسيقية ليست حديثة، بل تعود إلى ما يقارب العشرين سنة، حيث كنت أمارس العزف في أوقات متقطعة، ومنذ ما يقارب الخمس سنوات أصبحت لدي آلتا عود تساعدانني على أداء أفضل، وأتلقى دروساً خاصة على يد الموسيقي "محمد عثمان"، وأتدرب على العزف السماعي، وشاركت في أمسية موسيقية من تنظيم فريق "مدى" الثقافي مع "هاني نديم" في "دمشق" القديمة عام 2017، وأحاول أن أتدرب يومياً للمحافظة على قدرتي على العزف

وعن موهبته الموسيقية وتأسيسه فريق "ناي" يقول: «انطلق الفريق منذ أشهر قليلة، خلال حفل توقيع كتابي "رقصة الهايغا مع الهايكو"، بهدف تشجيع المواهب التي لم تحظَ بفرصة لتقدم نفسها للجمهور، يساعدها الفريق على تحقيق ذلك، من خلال تقديم الدعم الإعلامي والمعنوي، بتنظيم الحفل، وتوزيع الدعوات، والرعاية الإعلامية للحفل، وهو فريق تطوعي تشاركي، ويتألف حالياً من مجموعة من عشرة أشخاص تجمعهم رؤية معينة تضمن التواصل بين الأشخاص الموهوبين والجمهور، وفي كل نشرة تعريفية يتم نشر أسماء الأشخاص المشاركين في التنظيم ورعاية الحدث. اهتماماتي الموسيقية ليست حديثة، بل تعود إلى ما يقارب العشرين سنة، حيث كنت أمارس العزف في أوقات متقطعة، ومنذ ما يقارب الخمس سنوات أصبحت لدي آلتا عود تساعدانني على أداء أفضل، وأتلقى دروساً خاصة على يد الموسيقي "محمد عثمان"، وأتدرب على العزف السماعي، وشاركت في أمسية موسيقية من تنظيم فريق "مدى" الثقافي مع "هاني نديم" في "دمشق" القديمة عام 2017، وأحاول أن أتدرب يومياً للمحافظة على قدرتي على العزف».

تكريم الفنانين من قبل فريق "ناي"

وفيما يتعلق بالشعر يقول: «من دوافعي لكتابة شعر "الهايكو" رغبتي بتغيير أسلوبنا في الحياة، بأن نعيش اللحظة، ونكون منتبهين للوقت الذي نعيشه، وألا نكون أسرى أفكار الماضي وتوقعات المستقبل، وهذا النوع الشعري يعبر عن ذلك، لأنني عندما أكتب نصاً شعرياً يعبر عن مشهد حاضر، أكون منتبهاً تماماً لهذه اللحظة، وهو شعر قصير، بسيط، وغير معقد، نشأ في "اليابان"، انتشر في الغرب لما له من أهمية في الحياة النفسية والصحية، لأنه جزء من الانتباه، وهو فن شعري مركز يعبر بأقل عدد من المفردات عن أقصى ما يمكن من تفاعل الذات مع الموضوع، لذلك نجح عالمياً وعربياً، وسيطر على الأنواع الشعرية الأخرى التي تشبهه كالومضة، وهو يتألف من كلمتين: "هاي"، وتعني المنوع وغير التقليدي، و"كو" وتعني الجمل والمقاطع والنصوص، وفي 3 نيسان 2018، أصدرت كتابي الخاص بعنوان: "رقصة الهايغا مع الهايكو"، وهو أول كتاب عربي جدي يجمع بين نص ولوحة مرسومة خصيصى له، لم أتوقع لها النجاح الذي حققته، و"الهايغا" هي رسم يوافق الشعر، أي لوحة مرسومة خصيصى للنص الشعري، قامت الفنانة التشكيلية "رندة تفاحة" بانتقاء خمسين نصاً من نصوصي الشعرية، ورسمت لكل منها لوحة إكريليك على قماش بقياسات مختلفة، تم جمعها في معرض خاص، افتتح مع حفل توقيع الكتاب الذي ضم لوحات مطبوعة أيضاً، واستطاع الجمهور الحصول عليه، ومشاهدة المعرض، وحضور الحفل الموسيقي للفنانين "طارق صالحية" عازف الغيتار، و"محمد السبسبي" صانع وعازف العود، كما تم إطلاق فريق "ناي" في ذات الفعالية».

وعن إصداراته وخصوصية هذا النوع الشعري، يقول: «قمت بإعداد العدد الأول من كتاب "الهايكو العربي"، الذي صدر أول مرة في "لبنان" مع الدكتور "ربيع الأتات"، وأقيم حفل التوقيع بمكتبة "الأسد" الوطنية في 13 كانون الثاني 2017، وضمّ 365 نصاً شعرياً بعدد أيام السنة، وشارك فيه ما نحو خمسين كاتباً نصفهم من "سورية" والباقي من الدول العربية، وفي العدد الثاني جمعت فيه نصوصاً بمشاركة مئة كاتب تقريباً، وسيتم توقيعه قريباً في "دمشق"، ويتميز هذا الشعر بخصوصية معينة، ويشبهه الشاعر المغربي "سامح درويش" بطائر "السبد" الذي يهرب عندما نلاحقه، لا نستطيع تأليفه عن قصد، بل يخرج بعفوية، وأشبهه شخصياً بهطول المطر من غيمة ناضجة، عندما تنضج الغيمة يهطل المطر، وكذلك هذا النوع الشعري، هو حصيلة نضج داخلي معين، تخرج القصيدة من الشاعر في لحظة معينة من دون تحريض، وهذه اللحظة قد لا تأتي بمرور أشهر، وخلال السنوات الخمس الماضية حققت كثيراً مما أتمناه في هذا المجال، وأصبح هذا الشعر معروفاً في كافة أنحاء الوطن العربي، مع أن انتشاره السريع أدى إلى استسهال كتابته، وعرّضه لكثير من الانتقادات، لكن الانتشار الكمي في النهاية يحقق فرزاً نوعياً، وأتمنى إنتاج المزيد من الكتب بهذا الأسلوب، وأن يواكبه نقد أكثر جدية».

كتابه

من جهته "محمود الرجبي" رئيس نادي "الهايكو العربي" في "الأردن"، يقول: «تعود معرفتي بالصديق "سامر" إلى بدايات عام 2013، عن طريق مجموعة "الهايكو" ـ "سورية"، يملك حساً إنسانياً عالياً بالحياة، وعينين خاصتين برؤية الحقيقة واكتشافها، إضافة إلى عينه الثالثة، وهي عين بصيرته، هو إنسان مبدئي في الحياة، قد يعجبه قوس قزح في السماء، لكنه يرفضه تماماً على الأرض، إنه شاعر يؤمن بالإنسان فقط من أي لون أو عرق أو دين، وبأنه كرامة، وأن الكرامة لا يمكن أن تبقى شامخة إلا بالمقاومة، يملك حساً تجديدياً في هذا النوع من الشعر، يعرف التقليدي منه جيداً، لكنه يميل إلى التجديد والحداثة فيه، ولا يمكن أن نجد نصاً له لا يحمل فلسفة دفينة، إنه بارع في كتابة "الهايكو" الناقص الذي يسعى إلى الاكتمال لدى القارىء مهما كانت خلفيته، ويتقن اللعب بموسيقا الألفاظ وإيقاع الكلمات، وهو شرط أساسي بنظري لكتابته، إن هذا الشعر يولد ويموت في لحظة واحدة، ويبقى أثره إلى الأبد، وهو ساعد على نشره في كل مكان، وللمجموعة فضل كبير على الكثيرين من شعراء هذا النوع في كل الدول العربية، من حيث التعليم والتدريب والانتشار، إضافةً إلى المنشورات، والمقابلات الإعلامية، والدراسات، والنقد، والمسابقات، فهو لم يترك وسيلة إلا واستخدمها لنشره».

الجدير بالذكر، أن الدكتور "سامر زكريا" من مواليد قرية "الحميرة"، "القلمون" في "ريف دمشق" عام 1974، حاصل على ماجستير في طب الأسنان التجميلي والتعويضات السنية من جامعة "القديس يوسف اليسوعية" في "بيروت".

في أحد المعارض