يعدّ "حسن حسن الكلّاوي" والمعروف بـ "أبو علي" شخصية دمشقية مثيرة للاهتمام، ذاع صيته في "الشام" كلها؛ نظراً لدرايته الكبيرة بالخيل، وخاصة الأصيلة منها، إضافة إلى أنه كان معلِّماً ومدرِّباً لمحبِّي الفروسية، وقد برز من ذريته الكثيرون بعده.

مدونة وطن "eSyria" وبتاريخ 11 نيسان 2018، تفتح لأول مرة سيرة مروّض الخيول الأصيلة، والرجل المهيب الذي عاش عمراً مديداً تاركاً خلفه الكثير من القصص والروايات، التي بقي جزء كبير منها طيّ الكتمان. يقول الدكتور المهندس "حسان أحمد الحصني": «ولد "الكلّاوي" عام 1889 في "دمشق"، وتحديداً في "باب الجابية"، حيث أمضى جلّ عمره في هذا الحي العريق. كان عاشقاً للخيل، وتعلم على ترويضها، حتى بات المعلم الذي لا يشق له غبار. تتميز سيرته الذاتية بالكثير من القضايا، خاصة أنه عاصر الاحتلال العثماني، وبعده الفرنسي، لكنه كان لا يكترث بالحديث الطويل عن نفسه. كان في هذا الحي الذي يقطنه خان كبير يقابله إسطبل كبير تعود ملكيته إلى "الكلَّاوي" نفسه، حيث كان يعنى بخيول نزلاء الخان القادمين من أطراف "دمشق" و"حوران" بقصد التجارة، ومن خلاله تعرف إلى الخيول الأصيلة وسلالاتها، وبات أحد الخبراء فيها.

هو ابن خالة والدي، وقريب والدتي التي تعود بنسبها إلى عائلة "الكلَّاوي"، أذكر أنه حضر عرس أخي الكبير، ولعب وأولاده بالسيف والترس عام 1969، وقيل إنَّ في جسمه رصاصاً من أيام مشاركته في مقاومة الفرنسيين، لكنه لم يفصح عن ذلك؛ لأن الحديث عن هذا يدخل في باب المزاودة، وهو واجب على كل سوري. كان من أشهر الفرسان في "دمشق"، حيث أسس لسباق الخيل عند "القناية" في البساتين الواقعة ما بين "الزاهرة" و"القزّاز"، وحمل شخصية مهيبة ومحترمة يقدرها كل من عرفه وسمع عنه

‏‎ظل "الكلاوي" زمناً طويلاً يركب فرسه الأصيلة، ويحيط به أولاده الكثر على خيولهم، ليخرجوا إلى "دمشق" خارج السور، وسط تأمل المارة الذين يعرفونه جيداً لكونه المعلِّم. وطوال مدة استعراضه للخيول الأصيلة التي يمتلكها لم يجرؤ أحد من رجال الشرطة على منعه من التجوّل بخيله في شوارع "الشام" حفاظاً على نظافة المكان؛ حيث كانت الخيل تتهادى من تحته وكأنها ترقص في عرس كبير. وتقول الروايات أنه في أَول أيام الأعياد كعيد "الفطر"، وعيد "الأضحى" يخرج مع أولاده وأحفاده باستعراض على خيولهم في شوارع "الشام"، ومن أحفاده الفارس "شادي غريب"، ويقال أنه عُرض عليه مبادلة فرسه بسيارة "مرسيدس" حديثة، فرفض».

من أحد عروضه النادرة

وتحدث "عدنان حافظ" أحد أقاربه عن بعض ما خبره عنه بالقول: «هو ابن خالة والدي، وقريب والدتي التي تعود بنسبها إلى عائلة "الكلَّاوي"، أذكر أنه حضر عرس أخي الكبير، ولعب وأولاده بالسيف والترس عام 1969، وقيل إنَّ في جسمه رصاصاً من أيام مشاركته في مقاومة الفرنسيين، لكنه لم يفصح عن ذلك؛ لأن الحديث عن هذا يدخل في باب المزاودة، وهو واجب على كل سوري.

كان من أشهر الفرسان في "دمشق"، حيث أسس لسباق الخيل عند "القناية" في البساتين الواقعة ما بين "الزاهرة" و"القزّاز"، وحمل شخصية مهيبة ومحترمة يقدرها كل من عرفه وسمع عنه».

يتوسط أحفاده وفرقة عراضة شامية

وتقول "بسمة مرتضى" التي عرفته في صغرها، وما زالت تحتفظ ببعض الذكريات عن ذلك: «كان "أبو علي الكلَّاوي" يتنقل في حي "الحريقة"، وتحديداً عند "سيدي عامود" بفرسه الأصيلة، ويتباهى بالخيل وهي تمشي مشية معيَّنة، كنت صغيرة، وعندما كنت أعرف أنه في الخارج، أركض مسرعة لأنظر إلى استعراضه الجميل. وكان في مرات كثيرة يصحب أولاده الذين تشربوا الصنعة منه. لتصبح عائلة "الكلاوي" فيما بعد تمتلك عدداً من الخيول الأصيلة للمتاجرة، وعليه توارث الجيل الثاني من العائلة مهنة تربية الخيول، وتحولت الهواية إلى رياضة أحبَّها الجميع، وبرز من العائلة "سامر الكلَّاوي" كمدرب لمنتخب "الشرطة"، وحفيد "الكلاوي" الكبير "شادي غريب" أحد أعضاء المنتخب السوري للفروسية، الذي حقق عدة ألقاب على مستوى المنطقة والوطن العربي».

توفي "حسن الكلاوي" عام 1994 عن عمر ناهز 107 بعد حياة حافلة بالمجد، حيث أقيمت له جنازة مهيبة؛ نظراً لما تركه خلفه من إرث أصيل ما زال يذكره الناس بكثير من الاحترام.