حضرت مدينة "دمشق" بصورها القديمة، ومخطوطاتها التاريخية، وصحفها القديمة في معرض "دمشق في العيون" الوثائقي الذي يتسم بالجمال ويهدف إلى حفظ التراث.

مدونة وطن "eSyria" حضرت افتتاح المعرض في مكتبة "الأسد" الوطنية بتاريخ 28 كانون الثاني 2018، والتقت من الزوار الإعلامي الدكتور "صابر فلحوط"، الذي قال عن المعرض: «هو أول نشاطات مكتبة "الأسد" في عهد مديرها الجديد، وهو أول معرض يقام في "دمشق" حول "دمشق" شعراً ونثراً ووسائل إلكترونية، وكل ما قاله الكتاب والشعراء والمثقفون والفنانون عنها في آلاف الكتب، إضافةً إلى نبش التاريخ العريق لها منذ "معاوية بن أبي سفيان"، وحتى عهد الرئيس "بشار الأسد"، كل هذا يضيف إلى أبهتها وعظمتها وشموخها، شموخاً أدبياً وفكرياً وثقافياً تشكر المكتبة عليه، وسيكون هذا المعرض لوحةً يمكن أن توزع على سفاراتنا في الخارج، ويبقى دائماً لزوارها من ضيوف وأصدقاء».

يتسم المعرض بالفخامة والجمال، وهو إنجاز عظيم يشكر عليه مدير المكتبة، لأن الشارع المثقف بحاجة إلى معارض كهذه، حيث يضم مقتنيات تعرض لأول مرة، كالصحف القديمة، والطوابع، والمخطوطات، والجهد المبذول لإنجازه واضح جداً

التقينا من الزوار "حسام نجار"، الذي يقول: «يتسم المعرض بالفخامة والجمال، وهو إنجاز عظيم يشكر عليه مدير المكتبة، لأن الشارع المثقف بحاجة إلى معارض كهذه، حيث يضم مقتنيات تعرض لأول مرة، كالصحف القديمة، والطوابع، والمخطوطات، والجهد المبذول لإنجازه واضح جداً».

صحف قديمة

بدورها "أمينة الحسن" مديرة المخطوطات والكتب النادرة في "مكتبة الأسد" تقول عن المعرض: «هو أول بادرة للمكتبة خاصة بمدينة "دمشق"، يشمل كل المعلومات عنها، فوضعنا فيه أقدم مخطوطة هي "تاريخ ابن عساكر"، وهو عبارة عن عدة مجلدات، وضعنا فيه المجلد الأول منها، وأخرى عن محاسن المدينة وفضائلها، والآيات والأحاديث الشريفة عنها، والأشعار التي تغنت بها، وهناك مخطوطة مهمة جداً عبارة عن وريقات تاريخية هي محاورة بين المدن، ومنها: "عكا"، "بيروت"، "القدس"، "حماة"، "حمص"، "طرابلس"، حيث كانت كل مدينة تريد أن تتقرب إلى الحاكم آنذاك بأسلوب تشرح فيه محاسنها وجمالها، ففازت "دمشق"، يقول الشاعر فيها:

"أيزعمون أن جوهر الفرد يقبل الانقسام... أم يظنون أن الثريا والثرى سواء في المقام؟"

"إياد مرشد" مدير عام المكتبة و الدكتور "صابر فلحوط"

وهناك أيضاً مخطوطة عن "المزة" التي تغنى المؤلف بهوائها العليل ومائها، وأخرى اسمها "رحلة" عن "عين الفيجة"، واخترنا هذه الأوقات بالتحديد لإقامة هذا المعرض لأن "سورية" صمدت في مواجهة الأحداث الصعبة، وأحببنا أن نعرض كل شيء عن "دمشق" لأننا تقريباً على أبواب النصر، وستكون هناك معارض أخرى مشابهة مستقبلاً».

من جهته "بكري قصاص" من قسم التزويد في المكتبة يقول: «فكرة المعرض أن يكون شاملاً لكل شيء عن "الشام"، ومحتوياته هي مقتنيات من محفوظات المكتبة، سواء كتب المؤلفين السوريين التي تحدثت عن الصناعات والفلكلور، وشبكة المياه فيها مرفقة مع خرائط قديمة للحمامات، والقنوات المائية، أو مخطوطات تاريخية تعود إلى آلاف السنين ولمدد زمنية مختلفة، وصحف نادرة، ونعرض على الشاشة الموجودة فيه صوراً قديمة للمدينة اخترناها من بين آلاف الصور الموجودة في المحفوظات، حيث نحاول أتمتتها من الورق إلى الديجيتال لسهولة البحث والاطلاع للقراء في القاعات، والمحافظة عليها، ومنها صور الآثار والمتاحف، وغيرها. يرافق العرض المرئي على الشاشة، صوت الشاعرين "كوليت خوري"، و"نزار قباني"، والمطربة "فيروز"، إضافة إلى عروض أفلام وثائقية في أيام المعرض عن أبوابها السبعة وأسواقها وخاناتها، وقصص أحيائها، وأغانيها التراثية».

"بكري قصاص" من قسم التزويد

"إياد مرشد" مدير عام مكتبة "الأسد" يقول: «يقام المعرض برعاية "محمد الأحمد" وزير الثقافة، وهو أول نشاطات المكتبة في عام 2018، نتطلع لأن تقوم المكتبة إضافة إلى دورها في حفظ التراث الوطني، وأوعية المعلومات من كتب وصور وطوابع وسواها، إلى المشاركة في عملية النشر الثقافي والوعي في المجتمع. لا شك أن "دمشق في العيون" معرض توثيقي يهدف إلى توضيح ما تحتويه المكتبة حول عاصمة "سورية" التي نفتخر بها، وهي مدينة الحضارة والتراث الثقافي، التي لطالما تميزت بالثراء الفكري والثقافي، وقدمت العظماء في مجالات الفنون والأدب والثقافة والتراث، كذلك أردنا أن نظهر ما قدمته إلى العالم، ونعرض ما يوجد فيها من صور ومجلات وخرائط ومخطوطات، ونبين كيف كانت "دمشق" في عيون المبدعين والمفكرين والمثقفين، الذين كتبوا عنها الكثير، وسيكتب عنها الكثير أيضاً».

الجدير بالذكر، أن معرض "دمشق في العيون" يستمر حتى الثاني من شهر شباط في صالة المعارض بمكتبة "الأسد"، ترافقه عروض أفلام وثائقية يومياً في قاعة المحاضرات بالمكتبة.