بروح شبابية، ولمسة فنية خاصة تمكّن المخرج "أسعد عايد" من صناعة العديد من الأفلام القصيرة الهادفة، ليسلّط من خلالها الضوء على قضايا إنسانية ومجتمعية متنوعة.

مدونة وطن "eSyria" تواصلت معه عبر مواقع التواصل الاجتماعي بتاريخ 19 كانون الثاني 2018، وعن بداياته يقول: «أحببت المجال الفني منذ الصغر، وأول ما بدأت به في الصف الأول الإعدادي، عمل مسرحي، ثم قدمت العديد من الأدوار في أعمال مسرحية؛ وهو ما جعلني أطوّر نفسي في مجال التمثيل، وطرائق التعامل مع الممثلين والتواصل معهم، التحقت بعدة دورات تدريبية في مجال صناعة الأفلام السينمائية وكتابة السيناريو، مع المخرجة "مروة الشرع"، والكاتب "أوس محمد"، وأخرى عبر شبكة الإنترنت، إضافةً إلى متابعة أعمال المخرجين العالميين، وأطلقت مع فريق "فليغرسها" مبادرة "فسيفساء" في مطلع شهر تشرين الثاني عام 2016، لإنتاج أربعة أفلام توثيقية، وواحد تمثيلي، بدعم من جمعية "الندى" التنموية، وتمويل من "مفوضية الأمم المتحدة لشؤون اللاجئين"، لتوعية المجتمع بأهمية الدمج المجتمعي بين المهجرين والمقيمين؛ من خلال توثيق تجارب تفاعلية حقيقية لشرائح عمرية مختلفة، وهناك تفاعل مجتمعي جيد مع مبادرتنا، خاصةً من فئة الشباب، ونسعى إلى تحقيق انتشار أكبر لأعمالنا، وإيصال رسالتنا في نشر الإيجابية والتفاؤل، والحث على التطوير، واغتنام الفرص، ومساعدة الآخرين».

يبدأ دور "أسعد" في صناعة الأفلام بالموافقة على الفكرة التي قام فريق إعداد المحتوى باعتمادها وجمع المعلومات عنها، ليقوم بكتابة النص وإعداد السيناريو الخاص بها، ثم وضع "ستوري بورد"، واختيار الأشخاص والأماكن، والأوقات المناسبة لبدء عملية التصوير، ولاحقاً المونتاج، ورسالتنا الأساسية هي بث روح الإيجابية بين الشباب، لإنارة شمعة صغيرة في ظل ظلام الإعلام السلبي، الذي يقتل الإبداع، ويساعد على نشر المفاهيم المجتمعية الخاطئة

وعن مشاركته في تأسيس فريق "فليغرسها"، يقول: «بدأنا تأسيس الفريق المكوّن من تسعة أشخاص في الشهر الأول من عام 2016 بإنتاج أول فيلم بعنوان: "فليغرسها"، وشاركنا به في مسابقة "قمرة1" للإحسان الإعلامي مع "أحمد الشقيري"، وتأهلنا من بين ثمانية آلاف فيلم مشارك، وتم عرض فيلمنا على قناة mbc1 في شهر رمضان 2016، وخلال العامين الماضيين أنتجنا أكثر من عشرين فيلماً قصيراً توثيقياً وتمثيلياً، وأفلام "الموشن غرافيك" للعديد من الجهات العامة والخاصة، كان أبرزها فيلم: "مدينة الياسمين" لمصلحة إدارة "معرض دمشق الدولي"، وفيلم "أصفر" لمصلحة روضة "النور" للمكفوفين، تم عرضه في "دار الأوبرا" بمناسبة اليوم العالمي للأشخاص ذوي الإعاقة، حيث نقوم بإنتاج مواد مرئية هادفة بعمل تطوعي من ناحية، وأخرى نخدم بها متطلبات الزبائن، وتبدأ عملية صناعة الفيلم القصير بتجميع أفكار تهمّ المجتمع، وعملية العصف الذهني، وجمع المعلومات عنها، تليها مرحلة كتابة السيناريوهات من قبل فريق إعداد المحتوى، والتجهيز للتصوير من قبل فريق الإنتاج، ثم تصوير المشاهد والمقابلات المطلوبة، وأخيراً عملية المونتاج والمكساج من قبل الفنيين، وشارك فريقنا مؤخراً بمسابقة "تكوين" لريادة الأعمال التي أقامها بنك "البركة" بالتعاون مع الجمعية "العلمية السورية للمعلوماتية"، وكان من بين الفرق العشرة التي عرضت أعمالها على اللجنة المختصة، ونطمح أن يكون التعاون مع فريقنا الخيار الأول لأي شخص أو مؤسسة ترغب بإنتاج مادة مرئية».

فريق "فليغرسها"

من جهته "وسيم العوا" مدير فريق "فليغرسها"، يقول عنه: «يبدأ دور "أسعد" في صناعة الأفلام بالموافقة على الفكرة التي قام فريق إعداد المحتوى باعتمادها وجمع المعلومات عنها، ليقوم بكتابة النص وإعداد السيناريو الخاص بها، ثم وضع "ستوري بورد"، واختيار الأشخاص والأماكن، والأوقات المناسبة لبدء عملية التصوير، ولاحقاً المونتاج، ورسالتنا الأساسية هي بث روح الإيجابية بين الشباب، لإنارة شمعة صغيرة في ظل ظلام الإعلام السلبي، الذي يقتل الإبداع، ويساعد على نشر المفاهيم المجتمعية الخاطئة».

بدوره "وسيم الخاني" المخرج التلفزيوني وصاحب شركة "الخاني" للإنتاج الإعلامي، يقول عنه: «تعرفت إليه أثناء حضوري عروض أفلام سينما الشباب، وشعرت بأنه قادر على إيصال رسالة هادفة بطرائق فنية بسيطة ومبتكرة تواكب جيل الشباب، ولا تنطبق عليها معايير الإنتاج الكلاسيكي المكلفة والصعبة، وأحاول دوماً تشجيع الشباب على العمل الفني، وآخذ أفكاراً جديدة منهم، وأتعرف إلى أساليبهم وانعطافاتهم للالتفاف حول المواقف الصعبة. وهو يقدم مع بقية الفريق لوحات جميلة بروح شبابية موجهة وهادفة مع لمسة فنية خاصة، حيث لم تنقصهم الأفكار من الناحية الإبداعية، لكن تنقصهم الخبرة التي يكتسبها الإنسان بالممارسة، عبر إتاحة المزيد من الفرص لهم، وأبدى "أسعد" الكثير من الانتباه إلى الملاحظات التي قدمتها له، واستطاع بنباهة عالية في المرات اللاحقة تخطي العقبات بأسلوبه الخاص الذي يعتمد الإيصال المباشر للفكرة بأسلوب لافت، وأتمنى له وللشباب العاملين في هذا المجال كل النجاح؛ لأن صناعة المواد السمعية البصرية تحتاج دوماً إلى دماء وأفكار جديدة قادرة على الاستفادة من الميزانيات المنخفضة كما في دول العالم الأخرى، للمساهمة في تطوير هذه الصناعة، وتحقيق نتائج مبهرة».

فيلم "أصفر"

الجدير بالذكر، أن المخرج "أسعد عايد" فلسطيني سوري، ولد في مدينة "اجدابيا"، "ليبيا" عام 1992، حاصل على إجازة في الاقتصاد، قسم المحاسبة من جامعة "دمشق".